سامح حبيب: من يشاهد الموت لا يخيفه البرلمان
بصوتٍ واثق يتحدث إلينا ابن غزة سامح حبيب عن ترشحه للانتخابات البرلمانية البريطانية، وهو الذي ما كاد يستقر في بريطانيا بعد أن قدم إليها لاجئًا في عام 2008، حتى تحرك من فوره تجاه العمل السياسي.
ورغم أن اللوبي الصهيوني لم يتوقف عن ملاحقته ومضايقته هناك، فقد كان سامح واثقًا بنفسه متيقنًا مما يريد، فاستمرّ في مسيرته.
إليكم أبرز ما جاء في حلقة بودكاست عرب على منصتنا العرب في بريطانيا.
مشهد القتل لازم طفولتي!
يؤكد حبيب أن مشهد القتل لازم طفولته، وكان لذلك تأثيرٌ مباشر على شخصيته. ولا ينسى كيف اقتحم الجيش الإسرائيلي مدرسته في حي الزيتون، وكيف كان الغاز ينبعث من كل مكان، وكان الجيش يهاجمهم بالرصاص المطاطي غير مكترث بطفولتهم، وكيف شاهد بأم عينَيه مقتل زملائه وأصدقائه وهو الذي لم يكن بعيدًا عن ذلك المشهد سوى خطوات. كل ذلك جعل حبيب يتمسك بحقه، ويجنّد نفسه للعمل الصحفي والسياسي؛ لكي يُسمع صوت أبناء وطنه.
التجويع في غزة أمر ممنهج!
وفي حصار غزة الذي بدأ منذ العام 2003، كان تقنين دخول الطعام يصل إلى مرحلة حساب السعرات الحرارية من الجيش الإسرائيلي، بحيث تكون حصة الفرد الواحد ما يضمن بقاءه على قيد الحياة فقط، ولا يشمل ذلك أي حساب للقيمة الغذائية التي يتلقاها الشخص في غزة. ويعلق حبيب على ذلك الحصار بأنه أقل ما يقال عنه: “تجويع ممنهج”.
خرجت من غزة ولكن…
غزة التي أرت حبيب الموت ذهابًا وإيابًا، وعلمته الصمود والتحلي بالصبر، لم يودعها حتى بعد أن خرج منها؛ إذ خرج منها لاجئًا سياسيًّا بعد أن تعرض لكثير من التهديدات، لكنه حمل همّها على عاتقه من لحظة سفره مع الوفود المنادية بكسر الحصار في عدة بلدان أوروبية أهمها إيطاليا والنمسا. وبعد لجوئه إلى بريطانيا بدأ منذ السنوات الأولى بالانخراط بالعمل السياسي هناك.
وكان أهم انضمام لحبيب في مركز العودة، وهو مركز أنشأه ناشطون لإحقاق حق العودة للفلسطينيين، وهو ليس موضوعًا سهلَ الطرح في بريطانيا. ومن هناك كانت انطلاقة مسيرة حبيب نحو البرلمان.
أحب جيرمي ولكن أنتقده بشدة!
تعرض حبيب لكثير من التهديدات من اللوبي الصهيوني؛ فهو اللاجئ القادم من فلسطين -من غزة تحديدًا- المتهم على الدوام بمعاداة السامية. واستمر ذلك حتى بعد ترشحه للبرلمان الذي قوبل بالرفض والتجميد لست سنوات، وكان حبيب آنذاك ضمن حزب العمال البريطاني برئاسة جيرمي كوربن، ورغم محبة حبيب لجيرمي، فإنه يراه ضعيفًا وقد جعل من حزب العمال حزبًا هشًّا وغير قادر على المنافسة كسابق عهده.
انخراطكم في العمل السياسي سيجني ثماره أولادكم
وفي نهاية حلقة بودكاست عرب وجّه حبيب رسالة عاجلة وصريحة للعرب في بريطانيا، مفادها أن الوقت قد حان للانخراط في العمل السياسي والترشح للانتخابات، وليس الاقتصار على التصويت فقط؛ وذلك لإعلاء صوت الجالية العربية في بريطانيا.
ورغم اعتراف حبيب بأن الترشح يتطلب نفَسًا طويلًا، فإنه أصبح أمرًا لا بد منه، إن لم يكن من أجل الجيل الحالي، فمن أجل الأجيال العربية القادمة؛ لكي تكون لهم قدم راسخة في بريطانيا ودول الغرب. ونبّه حبيب إلى ضرورة خروج العرب من عقلية الخضوع للسياسات القمعية التي عايشوها في بلادهم، والانفتاح على حرية التعبير في بريطانيا ودول الغرب، التي تنص على ممارسة هذا الحق في القانون.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇