رسوم ترامب قد تُغرق بريطانيا بسجائر إلكترونية رخيصة وأكثر ضررًا
حذّر خبراء من أن الصين تستعد لتوجيه صادراتها من السجائر الإلكترونية إلى السوق البريطانية، بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مشددة على المنتجات الصينية.
وتشير التقديرات إلى أن الرسوم الأمريكية الجديدة، التي رفعت إجمالي الضرائب على واردات السجائر الإلكترونية من الصين إلى نحو 60%، دفعت الشركات الصينية إلى البحث عن أسواق بديلة، وتأتي بريطانيا في مقدمة هذه الوجهات باعتبارها ثاني أكبر سوق عالمي لهذه المنتجات.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه السوق البريطانية تحولات كبرى، مع استعداد الحكومة لتنفيذ حظر شامل على السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، بدءًا من الأول من حزيران/ يونيو، في إطار جهودها للحد من إدمان النيكوتين بين الشباب وتقليل المخلفات البلاستيكية. إلا أن هذه التدابير قد تواجه تحديًا جديدًا مع تدفّق نماذج صينية جديدة مصمّمة للتحايل على الحظر القانوني.
نماذج جديدة تُربك جهود التنظيم
تشير التقارير إلى أن الشركات الصينية طوّرت بسرعة نماذج جديدة من السجائر الإلكترونية تكون قابلة لإعادة الشحن، وتحتوي على عبوات قابلة للتعبئة وملفات تسخين قابلة للاستبدال، ما يجعلها تندرج قانونيًا ضمن فئة “التدخين الإلكتروني”، وليست من الأجهزة ذات الاستخدام الواحد التي يشملها الحظر.
لكن الخبراء يؤكدون أن هذه النماذج تشبه في الشكل والسعر السجائر المحظورة، ما يُبقي خطر استخدامها بطريقة غير مسؤولة قائمًا.
وقالت الدكتورة ديبورا أرنوت، الأستاذة الفخرية في جامعة كوليدج لندن، إن المستهلكين قد لا يميزون بين النوعين، ما يؤدي إلى استمرار السلوكيات ذاتها، مثل التخلص من الأجهزة بعد استخدامها بدلاً من إعادة تعبئتها.
وأضافت: “المظهر المتشابه والأسعار المنخفضة يساهمان في ترسيخ السلوك الاستهلاكي نفسه، ما يُفرغ الحظر من مضمونه”.
وتشير تحقيقات ميدانية إلى ضعف توفر عبوات التعبئة، إذ لم تُعرض إلا في عدد محدود من المتاجر، رغم ادعاءات بعض الشركات بتوافرها الواسع.
مخاوف بيئية وصحية مستمرة
رغم أن الحظر المرتقب في بريطانيا يستهدف تقليل المخلفات الإلكترونية والحد من انتشار السجائر الإلكترونية بين المراهقين، يرى بعض المختصين أنه غير كافٍ لتغيير العادات الاستهلاكية.
وقال سكوت باتلر، المدير التنفيذي لمؤسسة (Material Focus) المعنية بإعادة تدوير الأجهزة الكهربائية، إن ملايين السجائر الإلكترونية ستستمر في التداول، ولن تُحل الأزمة ما لم تُتخذ خطوات فعالة لتشجيع إعادة التدوير وتوفير نقاط جمع لهذه الأجهزة.
وأشار إلى أن السجائر الإلكترونية الجديدة، حتى إن لم تُصنَّف كسجائر ذات استخدام واحد، لا تزال تُستهلك بالطريقة نفسها، ما يعني أن الأضرار البيئية المرتبطة بها ستستمر.
وفي ظل غياب رقابة صارمة على كيفية تسويق هذه المنتجات، تتعاظم المخاوف من استغلال ثغرات التشريعات من قِبل الشركات المصنّعة، ما قد يُبقي الصحة العامة والبيئة في دائرة الخطر.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
19°C
