ديكلاسيفايد: اتهامات للجيش البريطاني بـ”المعاملة المهينة” والتمييز العنصري خلال تدريبات في كينيا
قدّم عشرات الكينيين الذين جرى توظيفهم من قبل الجيش البريطاني للمساعدة في تنفيذ تدريبات عسكرية في كينيا دعاوى أمام محكمة قضايا العمل الكينية، متهمين الجيش بتعريضهم لظروف عمل غير آمنة، وحرمانهم من إجراءات حماية أساسية، إلى جانب ما وصفوه بـ“المعاملة المهينة” ووجود تفاوت “ذي طابع عنصري” بين ما قُدِّم لهم وما قُدِّم للجنود البريطانيين المشاركين في التمرين نفسه.
وتتعلق الشكاوى بتمرين تدريبي استمر أربعة أيام أُجري العام الماضي تحت اسم Exercise Haraka Storm Bravo، ونُفّذ في منطقتين من محميات الحياة البرية شرق أفريقيا هما Lolldaiga وOle Naishu، وهما موقعان يُستخدمان أيضًا في رحلات سفاري سياحية فاخرة.
دعاوى في محكمة العمل.. ومزاعم “حرمان من السلامة”

بحسب عريضة الدعوى التي تقدمت بها المحامية Evelyn Kilesi، فإن العمال المحليين الذين استُقدموا لدعم تدريب وحدة مشاة تابعة للجيش البريطاني تُعرف باسم 2 Rifles، تعرضوا لـ“معاملة مهينة”، وحُرموا من بيئة عمل آمنة، ووُضعوا في مواجهة مخاطر بيئية دون توفير ضمانات كافية.
وتضيف كيلِسي أن العمال لم يحصلوا على عقود عمل رسمية أو إحاطات سلامة أو شروط مكتوبة توضح طبيعة المهام والمخاطر، معتبرة أن ذلك يتناقض مع ما مُنح للجنود البريطانيين الذين شاركوا في المناورة.
حادثة الأسد: “جرّني 100 متر” واتهام بتأخير الإخلاء بسبب “الألعاب”
من بين أبرز القضايا المطروحة شكوى Sanguiyan Ole Legei، وهو رجل يبلغ من العمر 70 عامًا، يقول إنه تعرض لهجوم من أسد أثناء عمله خلال التدريبات. وفي إفادة شاهد، ذكر أنه تُرك لينام في العراء قبل أن “يمسك الأسد بركبته اليسرى ويجرّه لمسافة تقارب 100 متر”.
ويؤكد ليغي أنه لم ينجُ إلا بعد تدخل زملائه الذين سمعوا صراخه، بينما كان ينزف بشدة ويعاني ألمًا حادًا وغير قادر على الحركة. ويضيف أن الجنود البريطانيين قدّموا له إسعافات أولية لاحقًا، إلا أنهم لم ينقلوه فورًا إلى المستشفى، مدّعيًا أن الإخلاء العاجل قد “يفسد الألعاب”.
وبحسب روايته، نُقل إلى خيمة ووُضع في عزلة وظل ينزف طوال الليل دون متابعة طبية كافية، رغم وجود مركبات بريطانية وسيارات إسعاف وطائرة كانت على مقربة. ويقول إن نقله إلى المستشفى تأخر أكثر من 15 ساعة، وهناك احتاج إلى عملية جراحية ومكث 19 يومًا في العلاج، قبل أن يخرج وهو غير قادر على المشي دون عكّازات ويعاني ألمًا دائمًا.
أضرار تنفس وسمع بسبب قنابل دخان وانفجارات

وتشمل الدعاوى أيضًا مطالبات بالتعويض من عمال آخرين قالوا إنهم تعرضوا لدخان قنابل الدخان من طراز M18 ولانفجارات خلال التدريبات، دون توفير معدات وقاية مناسبة، ما تسبب لبعضهم في مشكلات صحية تتعلق بالتنفس والسمع.
وتلفت القضية الانتباه إلى أن الشكاوى المرتبطة بسلامة الكينيين العاملين خلال تدريبات الجيش البريطاني ليست جديدة في هذه المواقع.
رد وزارة الدفاع: “نأخذ السلامة بجدية”
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إن الوزارة “لا تعلّق على القضايا الفردية”، مؤكدًا أنها تتعامل مع صحة وسلامة Locally Employed Civilians (LECs) بجدية، وأنها توفر لهم “إحاطات سلامة مناسبة”.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن ما تكشفه هذه الدعاوى يثير أسئلة جوهرية حول معايير السلامة والمسؤولية الأخلاقية التي ينبغي أن تحكم عمل أي مؤسسة عسكرية أجنبية تعتمد على عمالة محلية في بيئات عالية المخاطر، ولا سيما حين يتعلق الأمر بمناطق تدريب داخل محميات للحياة البرية وبالقرب من نشاط سياحي مدني.
المصدر: ديكلاسيفايد
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
