هكذا قرأ الدكتور إبراهيم حمامي نتائج الانتخابات البريطانية
في ظل صدور نتائج الانتخابات البريطانية التي جرت في ظروف استثنائية، يقدم الدكتور إبراهيم حمامي في هذه السطور تحليلًا معمقًا للتداعيات السياسية والاجتماعية لهذه النتائج، ويسلط الضوء على كيفية استقبال الأحزاب والشخصيات البارزة لها.
ومن الانتصار القياسي لحزب العمال إلى الهزائم القاسية التي مُنِي بها حزب المحافظين، مرورًا باللاعبين الجدد في الساحة السياسية، تكشف تحليلات الدكتور حمامي عن تحولات قد تعيد تشكيل المشهد السياسي البريطاني لسنوات قادمة.
♦ لم يكن مفاجئًا فوز حزب العمال بالنسبة الكبرى التي حققها؛ فقد أشارت كل استطلاعات الرأي إلى ذلك.
♦ حزب المحافظين خسر ثلثي مقاعده، في هزيمة غير مسبوقة منذ العام 1997، عندما فاز توني بلير بالانتخابات، وخسر 14 من أعضاء الحكومة، ووزراء وأسماء بارزة في الحزب مقاعدهم، منهم وزير الدفاع تشابس ورئيسة الوزراء السابقة ليز تراس، والمرشحة لقيادة الحزب بيني موردانت، كما خسر حزب المحافظين دائرة رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون.
♦ من الناحية العملية بقي حزب المحافظين بلا قيادة حقيقية، وتعرض لضربة داخلية غير مسبوقة.
♦ اللاعب القديم الجديد اليميني العنصري نايجل فراج دخل البرلمان بوصفه نائبًا مع ثلاثة آخرين من حزبه (حزب الإصلاح).
♦ حزب الإصلاح تنحى في الانتخابات السابقة عام 2019 في أكثر من 100 دائرة انتخابية، تاركًا المجال لحزب المحافظين للفوز فيها، لكنه هذا العام رغم الدعوات المتكررة لم يفعل الشيء نفسه.
♦ رغم قلة المقاعد التي فاز بها فاراج (4)، فإن نسبة الأصوات التي حصل عليه في كامل البلاد بلغت 4,073,607، أي 14.3 في المئة، وهي نسبة مرتفعة.
♦ رغم فوز حزب العمال فإن نسبة الأصوات (لا المقاعد) للحزبين اليمينيين اللذَين يتشاركان الأفكار والرؤى ذاتها، أي المحافظين والإصلاح، كانت الأعلى: 10,799,741 ناخبًا بنسبة 38 في المئة مقارنة بـ33.8 في المئة للعمال، ما يُبرِز صعود اليمين المتطرف رغم خسارته.
♦ بصفة عامة تُعَد نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزبان الرئيسان -العمال والمحافظون- هي الأدنى منذ عام 1923
♦ حزب الديمقراطيين الأحرار حقق أفضل نتائجه منذ 100 عام، بحصوله على أكثر من 70 مقعدًا في البرلمان
♦ المرشحون الذين خاضوا الانتخابات على ورقة غزة لم يحققوا إنجازات تُذكَر باستثناء واحد في منطقة ليستر (وربما في بيرمنجهام مع انتظار النتيجة هناك)، ولم يستطيعوا كسر هيمنة الحزبين الرئيسيين، لأسباب يطول شرحها وتحتاج إلى دراسة، لكن ربما كان أوضحها غياب العامل الداخلي عن برامجهم، الذي يهم الناخب البريطاني أكثر من غزة، وكذلك الترشح على قوائم حزب العاملين الذي أسسه جورج غالاوي، الذي خسر بدوره المقعد الذي فاز به مؤخرًا!
♦ الحزب الوطني الاسكتلندي تلقى أيضًا ضربة كبيرة جدًّا، ليتقلص عدد نوابه إلى أقل من 10 نواب، بعد أن كانوا يشكلون قرابة نصف النواب في اسكتلندا، ما يعني وضع أي مشروع للاستفتاء على استقلال اسكتلندا على الرف في الوقت الحالي.
♦ هذا البرلمان سيشهد العدد الأكبر من النائبات، متجاوزًا العدد السابق (220) في الدورة السابقة، وكذلك العدد الأكبر من النواب المستقلين منذ العام 1950
أما تأثير هذه الانتخابات على السياسة الخارجية، ولا سيما العدوان على غزة، فهو معدوم؛ لأن الحزبين لا تختلف سياساتهما الخارجية، وتكاد تكون مواقفهما متطابقة.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الجديد المتوقع أن يتسلم منصبه خلال ساعات، سبق أن أيّد قطع الماء والكهرباء والغذاء عن قطاع غزة، واعتبر ذلك عملًا مشروعًا ومن حق الاحتلال، ورفض وقف إطلاق النار، ويُعَد من المؤيدين الشرسين للاحتلال.
وإذا أردنا أن نختصر نتيجة الانتخابات في جملة فنقول: زلزال انتخابي حزبي في الداخل، وشهاب الدين أضر* من أخيه في الخارج!
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇