العرب في بريطانيا | دعاء اللاجئين: الله يسخرلك ولاد الحلال  - العرب...

1445 جمادى الأولى 25 | 08 ديسمبر 2023

دعاء اللاجئين: الله يسخرلك ولاد الحلال 

-اللاجئين-الله-يسخرلك-ولاد-الحلال-
تقى أبو راضي October 6, 2023

يستبشر الإنسان بوجهها الخير عندما يراها منذ اللحظة الأولى، وهذا ما يحتاج إليه اللاجئ عند وصوله إلى أراضٍ غريبة عليه وغريب عليها، يحتاج إلى الراحة والطمأنينة والسكينة بعد رحلة طويلة شاقة كان فيها قاب قوسين أو أدنى من الموت. السيدة تحرير وصوص “أم أحمد” كانت ضيفتنا في بودكاست بيغ بين أرابيا لشهر تشرين الأول من العام الجاري. وحَكَت لنا كثيرًا من القصص التي عاشتها مع اللاجئين على مدار ثماني سنوات، عملت خلالها في تقديم الخدمات الحكومية للاجئين في اسكتلندا.

الجانب الإنساني كان بارزًا جدًّا خلال حوار عدنان حميدان مع تحرير، ومن الأشياء التي قالت إنها لا تنساها، لحظة وصول أول أسرة استقبلتها في الأراضي الاسكتلندية، وكانت تتألف من الزوج والزوجة وطفليهما، وكانت تحرير هناك لأغراض الترجمة وشرح الإجراءات للأسرة والمراحل التي سيمرون بها. تقول تحرير: الأسرة كانت سورية، وعندما انتهيت من بيان كل شيء لهم وإرشادهم إلى مكان إقامتهم، وهمَمْت بالخروج، أتت إليّ الزوجة فقالت لي: قالت لي أمي وهي تودعني: “الله يسخرلك ولاد الحلال، وأول ما شفتك حسيت الله استجاب”! وكانت لحظة مؤثرة جدًّا بالنسبة إلى تحرير. وشعرت منذ ذلك الحين بالمسؤولية عن كل من يصادفها من اللاجئين.

هل كلمة “لاجئ” أصبحت وصمة عار؟!

دعاء اللاجئين الله يسخرلك ولاد الحلال 
لقاء مع تحرير وصوص في أحدث حلقات بيغ بن آرابيا

ساد مؤخرًا شعور عام بأن اللاجئين أصبحوا عبئًا على العالم أجمع، إذ ازدادت أعدادهم بصفة ملحوظة في الآونة الأخيرة في شتى أرجاء العالم، ما ترك شعورًا غير مستحب لدى اللاجئين يشبه “وصمة العار”، وهذا ما تُفنِّده تحرير، إذ تشير إلى أنه لا أحد يختار أن يكون لاجئًا، وأن هذه اللفظة تُستخدَم قسرًا من أجل “التصنيف” ليس إلا، وأن على اللاجئين أن يشعروا بأنهم مرحب بهم دائمًا، وأن ما حدث معهم سببه ظروف قاهرة خارجة عن إرادتهم.

رسالة مشرّفة أوصلها اللاجئ “العربي” إلى العالم الغربي

تشير تحرير إلى أن اللاجئين “العرب”، ولا سيما السوريين بعد انضمامهم إلى قوائم اللجوء، أوصلوا رسالة مشرفة إلى العالم الغربي، حيث إن الموظفين من أصحاب الباع الطويل في التعامل مع اللاجئين أشاروا إلى أنهم يشعرون بأريحية أكبر في التعامل مع اللاجئ العربي، ولاحظوا أن ثقافة “النظافة” متجذرة لدى اللاجئين العرب عند زيارتهم في منازلهم، إلى جانب ثقافة “كرم الضيافة” غير المعهودة في الثقافة الغربية، ما يترك شعورًا مريحًا ومحبوبًا لدى الموظفين، ونوعًا من الاستغراب؛ إذ إن هؤلاء اللاجئين أصحاب جود وكرم رغم عوزهم واحتياجهم. ويُلاحَظ على اللاجئين العرب حبهم واهتمامهم بالعلم والتعليم، فهم يغتنمون أي فرصة تتيح لهم التقدم في العلم وخوض المنافسات وتحدي الصعاب، لتحقيق التفوق في هذا المجال، ما يترك انطباعًا مشرفًا، وهو أنهم لا يريدون أن يكونوا عالةً على الدول التي يهاجرون إليها.

لا أستطيع الإكمال، وأسلم الراية لغيري!

دعاء اللاجئين الله يسخرلك ولاد الحلال 

في نهاية الحلقة التي استمرت ساعة كاملة من الحديث المثري مع تحرير عن أحوال اللاجئين وظروفهم ومشاعرهم، أفصحت تحرير بما يفاجئ السامع، إذ إنها بعد ثماني سنوات من العمل الدؤوب مع اللاجئين لن تستطيع الإكمال، فقد أخبرت صديقاتها، والآن تخبر الجميع بأنها سوف تستقيل في القريب العاجل، وتبحث عن عمل آخر! ولا تنفي تحرير أن القرار مؤلم بالنسبة إليها، إلا أن الاستمرار فيه يُعَد مؤلمًا أكثر؛ لأن نفسها تعبت من القصص المؤلمة التي رأتها، وأصبح ذلك يؤثر في صحتها وحياتها الشخصية. وفي النهاية تتطلع تحرير إلى أن يواصل أصحاب الأيادي البيضاء والمتطوعون عطاءهم، وتقول إنها ستسلِّم الراية لغيرها، وتأمل أن يؤدي الجميع الواجب بلا تقصير.


لمشاهدة “حلقة لماذا قررت التوقف عن العمل مع اللاجئين؟” كاملة:

 


اقرأ أيضًا: