العرب في بريطانيا | دراسة مقلقة: بريطانيا تفقد 42% من مساحاتها الخض...

1447 جمادى الأولى 27 | 18 نوفمبر 2025

دراسة مقلقة: بريطانيا تفقد 42% من مساحاتها الخضراء بسبب تمدد الإسفلت

دراسة مقلقة: بريطانيا تفقد 42% من مساحاتها الخضراء بسبب تمدد الإسفلت
اية محمد November 4, 2025

كشفت دراسة حديثة أجرتها الجمعية الملكية للبستنة (RHS) أن ما يقارب نصف مساحات الحدائق في بريطانيا قد تم رصفها بالإسفلت أو البلاط، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للمساحات الخضراء والتنوع البيولوجي في البلاد.

وتعد هذه الدراسة أكبر عملية تدقيق من نوعها، أجريت بالتعاون مع شركة الذكاء الاصطناعي المتخصصة في رسم الخرائط “جنتيان” (Gentian)، وشملت 25.8 مليون حديقة تغطي مساحة 959,800 هكتارًا (نحو 2.37 مليون فدان) أي ما يعادل 4.6% من إجمالي مساحة أراضي بريطانيا.

وخلص الباحثون إلى أن الحدائق تشكل مساحة تعادل ثلاثة أضعاف مجموع المحميات الطبيعية الوطنية في البلاد، ما يجعلها موردًا بيئيًا بالغ الأهمية لم يُستغل بالشكل الكافي حتى الآن.

رصف مفرط يهدد التنوع الحيوي ويزيد خطر الفيضانات

دراسة مقلقة: بريطانيا تفقد 42% من مساحاتها الخضراء بسبب تمدد الإسفلت

أظهرت الدراسة أن 42% من المساحات داخل الحدائق المنزلية في بريطانيا مرصوفة بالإسفلت أو البلاط، منها 55% في الحدائق الأمامية و36% في الحدائق الخلفية.

وأوضحت الجمعية أن هذا التمدد في الرصف يقلل المساحات المتاحة للنباتات والحياة البرية ويؤدي إلى زيادة احتمالية الفيضانات نتيجة قلة المناطق القادرة على امتصاص مياه الأمطار.

كما بيّنت النتائج وجود 18 مليون متر مربع من العشب الصناعي في جميع المساحات الخضراء المزروعة، منها 7.5 ملايين متر مربع داخل الحدائق المنزلية، وهو ما يسهم بدوره في تراجع المساحات الطبيعية التي تدعم النظام البيئي المحلي.

الحدائق: ملاذ للطبيعة ومخزن للكربون

أشارت الجمعية الملكية للبستنة إلى أن الحدائق البريطانية تضم أكثر من 50 مليون شجرة وآلاف الأنواع من الكائنات الحية، وتؤوي نحو نصف أنواع الفراشات والزواحف والبرمائيات في بريطانيا، إضافة إلى أكثر من 40% من أنواع الطيور والثدييات.

كما تُعد هذه الحدائق خزانًا طبيعيًا للكربون، إذ تُقدر كمية الكربون المخزنة فيها بنحو 158 مليون طن، ما يجعلها عاملًا مهمًا في مواجهة تغير المناخ والاحتباس الحراري.

تفاوت جغرافي واضح في توزيع المساحات الخضراء

دراسة مقلقة: بريطانيا تفقد 42% من مساحاتها الخضراء بسبب تمدد الإسفلت

أظهرت الدراسة وجود اختلافات كبيرة في حجم الحدائق والمساحات الخضراء المتاحة بين المدن البريطانية.

ففي حين تم تصنيف 41% من مساحة لندن كحدائق، لم تتجاوز النسبة 19% في مدينة ليدز، و25% في إدنبرة، و27% في كارديف.

كما كشفت النتائج أن أكثر من ربع الحدائق المجتمعية، وهي المساحات المخصصة للزراعة المشتركة للسكان الذين لا يمتلكون حدائق خاصة، تعمل بميزانيات تقل عن 500 باوند سنويًا، بينما لا تمتلك سوى 3% من هذه الحدائق أراضيها الخاصة.

دعوات لوقف رصف الحدائق وتعزيز التشجير

دعت الجمعية الملكية للبستنة أصحاب المنازل إلى التوقف عن رصف حدائقهم واستخدام نباتات قوية ورصف نافذ للمياه، بما يسهم في تقليل مخاطر الفيضانات وتعزيز التبريد الطبيعي ودعم التنوع البيولوجي.

كما طالبت الجمعية الحكومة البريطانية بضمان توفير “مساحة للنمو” ضمن جميع مشاريع الإسكان والتخطيط الحضري المستقبلية، بحيث يُتاح لكل منزل حديقة خاصة أو مساحة خضراء مجتمعية.

وقالت كلير ماترسون، المديرة العامة للجمعية، إن “غياب المساواة في الوصول إلى المساحات الخضراء يعكس الحاجة الماسة إلى تعزيز الحدائق ضمن مشاريع الإسكان الحكومية الجديدة”، مشيرة إلى ضرورة “زيادة الدعم والتمويل للحدائق المجتمعية التي يجب اعتبارها جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الحضرية.”

من جانبه، أكد البروفيسور أليستير غريفيثس، مدير قسم العلوم والمجموعات في الجمعية، أن “الناس غالبًا ما يربطون أزمة التنوع البيولوجي بفقدان الحياة البرية في البرية فقط، متناسين أن النباتات والأشجار المزروعة أيضًا مهددة وتشكل عنصرًا حيويًا في تبريد المدن وتخزين الكربون ودعم الحياة البرية.”

وأضاف أن هناك حاجة عاجلة “لإدراك الدور الجوهري الذي تلعبه حدائق بريطانيا في إصلاح الكوكب للأجيال القادمة.”

وتعتبر منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن نتائج هذه الدراسة تشكل جرس إنذار بيئيًا خطيرًا يعكس مدى التدهور في المساحات الخضراء داخل المدن البريطانية. وترى المنصة أن الحدائق المنزلية والمجتمعية ليست ترفًا حضريًا، بل ضرورة بيئية وصحية يجب الحفاظ عليها ضمن سياسات التخطيط العمراني المستدام.

وتؤكد المنصة أن الحكومة البريطانية مطالبة باتخاذ إجراءات فورية للحد من الرصف المفرط وتشجيع الزراعة المنزلية والتشجير الحضري، باعتبار ذلك استثمارًا طويل الأمد في صحة السكان واستقرار المناخ المحلي، انسجامًا مع رؤيتها الداعية إلى تعزيز التوازن بين التطور العمراني وحماية البيئة.

المصدر: msn


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة