أفادت دراسة جديدة أن تأثير إغلاقات جائحة كورونا على التعليم في إنجلترا ستستمر حتى منتصف ثلاثينيات القرن الحالي. وأوضح التقرير الصادر عن جمعية قادة المدارس والكليات (ASCL) أن تبعات الجائحة ستوثر على المدارس في موجات متتابعة، حيث ستحتاج الفئات العمرية المختلفة إلى حلول متنوعة لمشاكل التعلم، والسلوك، والغياب.
وأشار تيم أوتس، مؤلف الدراسة، إلى أن المدارس الثانوية تعاني من زيادة في صعوبات القراءة لدى طلاب السنة السابعة، بالإضافة إلى ضعف التنظيم الشخصي وصعوبة في تكوين علاقات اجتماعية. وفي المقابل، تواجه المدارس الابتدائية مشاكل خطيرة مثل توقف تطور اللغة، ونقص تدريب الأطفال على استخدام المراحيض، وقلقهم في المساحات الاجتماعية، وتراجع في وظائفهم التنفيذية.
تأثير إغلاقات كورونا سيستمر حتى منتصف ثلاثينيات القرن الحالي
وأكد أوتس أن الاعتقاد بأن المدارس عادت إلى طبيعتها بعد الجائحة هو خطأ كبير، حيث إن “تأثير كوفيد-19 على التعليم ما زال كبيرًا ومستمرًا”، مشيرًا إلى أن التعافي “لن يكون سهلًا بل سيتطلب جهدًا طويلًا ومتعبًا” وتعاونًا بين المدارس، وأولياء الأمور، والحكومة.
بدوره، قال بيبي ديياسيو، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات، إن “تأثير الجائحة لا يزال واقعًا يوميًا في المدارس رغم أن العناوين الإخبارية تغيرت عن كوفيد-19”. وأضاف أن الحكومة السابقة لم تتمكن من معالجة المشكلة بفعالية، وتجاهلت توصيات مفوضها الخاص بالتعافي التعليمي، الذي طلب حزمة دعم كبيرة ومستدامة للأطفال والشباب.
من جهته، أكد متحدث باسم وزارة التعليم أنهم يدركون التأثير العميق للجائحة على تطور الأطفال، وأنهم ملتزمون بتحسين فرص الحياة للجميع. وأوضح أن الوزارة تعمل على توفير متخصصين في الصحة النفسية في جميع المدارس، وتقديم نوادي إفطار مجانية لزيادة الحضور في المدارس الابتدائية، وضمان التدخل المبكر للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
نقص التمويل الحكومي يعيق التعليم بعد جائحة كورونا
وأعرب قادة المدارس والخبراء عن مخاوفهم من حدوث المزيد من الاضطرابات في الفصول الدراسية خلال العام الدراسي المقبل، خاصة مع وصول الطلاب الذين تأثروا بالجائحة في المرحلة الابتدائية إلى أعمار التعرض للعقوبات المدرسية، بما في ذلك الإيقاف والطرد.
وكشف تقرير أوتس أن الأطفال الذين ولدوا خلال الجائحة وبدؤوا الآن في المدارس الابتدائية، سيواجهون تحديات كبيرة في التعليم بسبب تأثير الجائحة الذي يستمر في الظهور على مدار السنوات العشر القادمة.
ووجه التقرير انتقادات للحكومة بشأن استجابتها لما بعد الجائحة، مشيرًا إلى أن التمويل المقدم من خلال برنامج التدريس الوطني (NTP) لم يكن كافيًا.