تحقيق: جنود بريطانيون متهمون بارتكاب جرائم حرب في غزة
كشف تحقيق جديد عن مشاركة جنود بريطانيين في الحرب على غزة ضمن الصفوف الأولى لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعزز فرض الحصار الكامل على مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وورد في التحقيق: إن الجنود البريطانيين منخرطون في عدد من أكثر الوحدات القتالية الإسرائيلية “عنفًا ووحشية” في غزة، وينظرون إلى الفلسطينيين على أنهم “فئران” و”حيوانات”، وقد تعهدوا دائمًا بتصفيتهم مع وسمهم بعبارات مهينة.
جنود بريطانيون يشاركون في جرائم الحرب في غزة!
وجمع موقع (declassified) أسماء وصور 15 بريطانيًّا قاتلوا مؤخرًا في صفوف جيش الاحتلال، وحدد جزئيًّا عشرة جنود آخرين.
وكان هؤلاء الجنود من بين 80 جنديًّا بريطانيًّا على الأقل تعرف وزارة الخارجية أنهم جُنِّدوا في صفوف قوات الاحتلال، لكنها لا تفعل شيئًا لوقف ذلك.
هذا وقد صوّر جندي، يُدعى الرقيب سام سانك، نفسه وهو يقاتل في غزة بين ديسمبر 2023 ويناير 2024، وقد حدّدت موقعَ الفيديو محللةُ المخابرات أليسيا الكسندرا التي حددت مكان الحي الذي التُقِط فيه المقطع.
وعلى ضوء ذلك، يقدم تحليلها، إلى جانب مقاطع فيديو أخرى حددت جغرافيًّا بواسطة (Bellingcat) وشهادة من صفحة إخبارية للمجتمع الفلسطيني، أسبابًا معقولة للاشتباه في أن الرقيب البريطاني سانك كان في مستوطنة خزاعة الحدودية في غزة أثناء قصفها كليًّا من الجيش الإسرائيلي خلال جولته في المنطقة التي استمرت شهرين.
فضلًا عن ذلك أعاد سانك، الذي وُلِد ونشأ في ستانمور، شمال غرب لندن، نشر تغريدة الشهر الماضي قال فيها: إنه “متورط في الإبادة الجماعية ضد فلسطين”.
وانتقل سانك إلى إسرائيل في عام 2009، وهو يبلغ من العمر 18 عامًا، وانضم إلى وحدة المظليين. وبوصفه جنديًّا احتياطيًّا في الجيش الإسرائيلي، كان من بين “مئات البريطانيين المزدوجي الجنسية” الذين استدعتهم إسرائيل للمشاركة في الحرب بعد الـ7 من أكتوبر.
وقد التقى رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون الضابط سانك وثمانية جنود بريطانيين إسرائيليين آخرين في نوفمبر الماضي، في مركز الجندي الوحيد في القدس، حيث أشاد بهم.
جدير بالذكر أن منظمة بتسيلم، أكبر منظمة حقوقية في إسرائيل، وصفت عملية الجيش الإسرائيلي لإنشاء منطقة عازلة في خزاعة طوال تلك الفترة بأنها “جريمة حرب”.
“منطقة الموت”!
وتُظهِر اللقطات التي التقطها جنود آخرون، حيث تشير مصادر عديدة إلى أنه نفس موقع فيديو سانك، انفجارات ضخمة مُحكمة التخطيط، حدثت في تلك المنطقة في مناسبتين أو ثلاث مناسبات أخرى. ويظهر فيها أيضًا الجنود وهم يدخنون الشيشة والسجائر أمام الكاميرا أثناء عمليات الهدم، وكتب أحدهم على فيسبوك: “لقد أصبحنا مدمني انفجارات!”، مشيرا إلى أن العملية في خزاعة كانت حملة عقابية تستهدف ضم الأراضي و”تدمير قرية القتلة”.
وتقع خزاعة مقابل مستوطنة نير عوز الإسرائيلية، التي قُتِل فيها نحو 20 من السكان في الـ7 من أكتوبر.
وفي رد فعل عنيف، دمرت قوات الاحتلال نحو 200 منزل في خزاعة، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. كما تُظهِر صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة (Associated Press) “دمارًا كبيرًا” لستة كيلومترات مربعة من خزاعة.
بينما لا تزال بقية مجموعة الجنود البريطانيين مجهولة الهُوية، سلطت منشورات “مركز الجندي الوحيد”، الذي يعنى بالجنود الأجانب، الضوء على المغتربين البريطانيين الآخرين الذين يقاتلون لمصلحة إسرائيل.
وفي إبريل/نيسان الماضي، احتفل حساب المركز على إنستغرام بشابة من مانشستر، وهي هاني فولكر، التي حققت “حلمها” بالانضمام إلى الجيش الإسرائيلي. وادّعى المنشور أنها مدربة هندسة قتالية، بعد أن هاجرت إلى إسرائيل في يوليو الماضي.
ومن هؤلاء الجنود الوحيدين دانيال مينزر من إنجلترا، الذي خضع لتدريب مكثف على الدوريات. وقد ظهر مينزر على تيك توك في نوفمبر 2023، مرتديًا زي الجيش الإسرائيلي، ومتحدثًا عن خدمته في لواء جولاني.
تورط جنود بريطانيين في جرائم حرب!
وقد يُتهم المواطنون البريطانيون الذين قاتلوا في غزة خلال الأشهر الثمانية الماضية بالتواطؤ في جرائم حرب.
وفي أعقاب الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول مباشرة، هرع ما لا يقل عن مئة من قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي في بريطانيا إلى إسرائيل، وفقًا لسفارتها في لندن.
وفي هذا السياق علق بول هيرون، المدير القانوني في مركز قانون المصلحة العامة، قائلًا: يؤكد هذا التقرير الجديد أن وحدات وكتائب قوات الدفاع الإسرائيلي متورطة في جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي. ومن المثير للقلق أن العديد من المواطنين البريطانيين لم يتطوعوا في جيش الدفاع الإسرائيلي فحسب، بل عملوا بنشاط في غزة، ومن الواضح تورطهم في عمليات قتالية أدت إلى جرائم حرب، لذا فلا يمكنهم الإفلات من العقاب إذا ثبتت التهم ضدهم.
“يجب محاسبة أي مواطن بريطاني ثبت تورطه في جرائم الحرب المرتكبة في غزة، ويجب أن يخضع للمحاكمة. وبالتعاون مع شركائنا سننظر عن كثب في هذا التقرير، وسنبحث في معلومات أخرى؛ بهدف اتخاذ إجراءات قانونية”.
المصدر: Declassified
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇