جرّاح بريطاني يحث الأطباء على التحدث عن الإصابات الفظيعة في غزة
دعا جرّاح بريطاني زملاءه الذين عملوا في قطاع غزة إلى التحدث عن الإصابات الفظيعة، التي شاهدوها نتيجة العدوان الإسرائيلي على سكان القطاع، والاستهداف المتعمّد للمدنيين العُزَّل.
وحذر البروفيسور نيك ماينارد من ازدياد أعداد الوَفَيات بين الفلسطينيين؛ نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، وأن العديد من مصابي الحرب في قطاع غزة قد يعانون من التقزم؛ نتيجة عدم حصولهم على الرعاية اللازمة.
جرّاح بريطاني يصف المشهد الإنساني في قطاع غزة
وقال الجرّاح ماينارد: إنه يتطلع إلى رؤية بعض الشخصيات السياسية في بريطانيا وإيرلندا؛ لإطلاعهم على الإصابات المؤلمة والفظيعة في قطاع غزة.
وكان ماينارد المختص بجراحة الجهاز الهضمي والأستاذ في جامعة أكسفورد، قد سافر عدة مرات إلى قطاع غزة منذ عام 2010، وعمل مع منظمة العون الطبي للفلسطينيين، في تدريب الأطباء والإشراف على عملهم.
ووصف ماينارد الإصابات، التي شاهدها في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الجائر، بالفظيعة والعصية على الوصف.
وأشار ماينارد إلى أنه في إحدى المرات أجرى عملية جراحية لشابة فلسطينية في مستشفى الأقصى، طيلة خمس ساعات، ليتفاجأ بعد ذلك بوجود ثقب في جدار وحدة العناية المركزة بعد استهدافه بضربة صاروخية من القوات الإسرائيلية!
ولم يُصَب أحد بالضربة، لكن ما أثار ذعر المرضى والطواقم الطبية هو أن المستشفى يقع في المناطق التي أعلنتها إسرائيل آمنة.
مستشفيات غزة تعاني أوضاعًا صعبة
ووصف ماينارد وضع المستشفيات في غزة بالفوضوي، مؤكدًا أن معظم مصابي الحرب في قطاع غزة هم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أنه لا يزال يتذكر صرخات طفلة فلسطينية يتيمة، بعد أن أصيبت بكسر في الساق وقد عمل الأطباء على علاج قدمها دون استعمال المخدر؛ نظرًا إلى منع القوات الإسرائيلية إدخال المُعَدات الطبية.
وقال أيضًا: “إن صورة الطفلة التي أصيبت بحروق شديدة في الوجه لا تزال ماثلة أمامي، لن أنسى وجه تلك الطفلة التي كان بإمكاني مشاهدة عظام وجهها بسبب الحروق الشديدة، وقد عانت طويلًا قبل أن تموت، إذ لم يكن لديها أي فرصة للبقاء على قيد الحياة!”.
وتحدث الجرّاح ماينار عن عدد كبير من حالات بتر الأطراف لدى الأطفال، مشيرًا إلى أن العديد من الأطفال كانوا يأتون إلى المستشفيات، بعد بتر أحد أطرافهم أو اثنين أو ثلاثة منها؛ بسبب استهدافهم بالقنابل.
هل خذلت المؤسسات الطبية البريطانية قطاع غزة؟
وقال ماينارد: إنه يريد مقابلة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ووزير خارجيته ديفيد لامي والسياسيين في إيرلندا؛ ليخبرهم بالمشاهد القاسية التي رآها في قطاع غزة.
وأردف قائلًا: “بلا ريب سأخبر ستارمر ولامي بكل شيء إذا تمكنت من مقابلتهما، ليس لدي فكرة إن كان ذلك سيُحدِث أي فرق، لكنني سأفعل كل ما بوسعي لمقابلتهما”.
وأضاف: “أتطلع أيضًا إلى لقاء السياسيين الإيرلنديين إذا سنحت لي الفرصة، وأؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي البلد الوحيد القادر على إيقاف الحملة العسكرية الإسرائيلية، ويمكن لحكومتَي إيرلندا وبريطانيا الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية؛ للتدخل والضغط من أجل وقف الحرب على قطاع غزة”.
وأشار ماينارد إلى أن المؤسسات الأكاديمية والطبية البريطانية خذلت قطاع غزة، ودعا ماينارد زملاءه إلى تنظيم وقفات احتجاجية في المستشفيات؛ إحياءً لذكرى زملائهم الذين استشهدوا في قطاع غزة.
المصدر: Express & Star
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇