جراح بريطاني: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت في غزة
بعد شهر من شن الحرب على غزة، عاد جراح بريطاني كان عالقًا في القطاع إلى بريطانيا، وقد حذر من أن المئات من مرضى الكلى هناك يواجهون خطر الموت؛ لغياب الرعاية الطبية اللازمة، ووصف سوء الأوضاع قائلًا: إن “رائحة الموت” تفوح في كل مكان.
أمضى الدكتور عبد القادر حماد -67 عامًا- نحو شهر في ملاجئ الأمم المتحدة وهو يخشى على حياته؛ إذ كانت تنفجر القنابل من حوله. وقد ذهب إلى غزة في الـ6 من أكتوبر، قبل يوم من عملية “طوفان الأقصى”، التي نفّذتها المقاومة الفلسطينية، وأسفرت عن مقتل 1400 إسرائيلي وأسر 240 آخرين.
“رائحة الموت” تفوح في أرجاء غزة بحسَب شهادة جراح بريطاني!
وكان الدكتور حماد يتوقع ألَّا تستمر مدة إقامته في غزة إلا ثلاثة أيام لإجراء أربع عمليات زرع كلى مخطط لها. ولكنه ظل حتى يوم الخميس عندما حصل مع عشرات الأجانب الآخرين على إذن بالعبور إلى مصر، ما جعله يرى أن الحكومة البريطانية قصّرت في إجلائه في وقت أبكر.
وبعد وصوله إلى بر الأمان يوم السبت، قال الدكتور حماد: إنه يشعر بالأسى لِما يعانيه مرضى الفشل الكلوي الذين خلَّفهم وراءه. وقال لصحيفة التلغراف: إنه سعيد بالعودة إلى أسرته، لكن باله مشغول بما يعانيه سكان غزة؛ بسبب العدوان الإسرائيلي الذي لن يتوقف، حسَب رأيه.
“كان الأمر مروعًا، ولا سيما في الأيام العشرة الأولى، فقد كنا في منشأة تابعة للأمم المتحدة بجوار الجامعة الإسلامية التي تعرضت لغارات جوية مستمرة، فأصيب المبنى وانتشرت شظايا الزجاج، ولم نكن نستطيع النوم بسبب القصف!”.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور عبد القادر حماد، الجراح في مستشفى جامعة ليفربول الملكية، هو رئيس مبادرة ليفربول الدولية لزراعة الكلى، وهي مؤسسة خيرية تُجري عمليات زرع الكلى في غزة منذ نحو 10 سنوات. وقال: إن الوضع في القطاع الآن أصبح سيئًا جدًّا، حتى إنه يتوقع ألا ينجو من بين 1200 مريض يحتاجون إلى غسيل كلى منتظم إلا نصفهم خلال هذه الأزمة.
وأضاف الجراح البريطاني: إن نصف مرضى الفشل الكلوي ماتوا في صراع سابق في غزة في عام 2008-2009. ويتوقع الأمر ذاته هذه المرة، مؤكدًا أن المرضى لن يموتوا بسبب القصف بل بسبب نقص العلاج. وأشار إلى عجز مستشفى الشفاء في غزة عن تقديم الخدمات للمرضى بعد قصفه بحجة أن حركة حماس تستخدمه درعًا. في حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن 15 شخصًا استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على سيارة إسعاف خارج المستشفى، وعلى إثر ذلك قال جيش العدوان الإسرائيلي: إن خلية تابعة لحماس كانت تستخدمها، إلا أن الدكتور حماد نفى وجود مقاتلي حماس داخل المستشفى، وألَّا دليل على وجود أنفاق تحته أيضًا.
حشود في معبر رفح في محاولة لمغادرة غزة
وبعد 10 أيام من القصف على غزة، نزح الجراح البريطاني جنوبًا إلى منشأة أخرى تابعة للأمم المتحدة، ثم نُقِل مرة أخرى؛ خوفًا من قدوم الفلسطينيين الذين يبحثون عن ملجأ. واتُّصِل به يوم الأربعاء الماضي لإعلامه بأنه حصل على إذن المغادرة من معبر رفح، لكنه أمضى ليلة أخرى في غزة؛ بسبب الفوضى والحشود التي كانت ترغب في المغادرة.
هذا وعاد الطبيب إلى بلاده يوم الخميس الفائت من مطار القاهرة، واجتمع بأسرته في ظل فرحة عارمة. وقال في أعقاب ذلك: إنه كان على الحكومة أن تبذل مزيدًا من الجهود لإجلاء رعاياها في وقت أبكر، وتساءل قائلًا: لماذا كانت وزارة الخارجية على استعداد للمجازفة بحياة المواطنين البريطانيين بدل الضغط على “إسرائيل” لإجلائنا على جناح السرعة؟!
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
- بريطانيا ترفض تسهيل سفر عائلات مواطنيها من غزة كما فعلت مع الأوكرانيين
- حمزة يوسف يتعهد بتوفير نقل مجاني بالحافلات لطالبي اللجوء في اسكتلندا
- شرطة لندن تبرر أسباب اعتقال 29 شخصًا على هامش مظاهرات التضامن مع غزة
الرابط المختصر هنا ⬇