تقرير يكشف خروقات لقواعد تفريق الجنسين في المستشفيات البريطانية

كشفت بيانات حديثة أن مستشفيات هيئة الخدمات الصحية (NHS) في إنجلترا خرقت القواعد التي تمنع علاج المرضى من الجنسين في نفس القسم نحو 50 ألف مرة خلال العام الماضي، وهو رقم قياسي غير مسبوق يثير تساؤلات عن تأثير هذه الانتهاكات على كرامة المرضى وخصوصيتهم.
خروقات لقواعد فصل الجنسين في مستشفيات NHS
وأظهرت الأرقام الصادرة عن هيئة الصحة الوطنية أن خروقات القاعدة، التي أُدخلت عام 2010 لمنع إنشاء أقسام مختلطة الجنس، ارتفعت كثيرًا منذ وباء كورونا. وتسمح القاعدة باستثناءات محددة، مثل موافقة المرضى على المشاركة في الأقسام مع الجنس الآخر أو الحاجة إلى رعاية متخصصة للغاية. ورغم انخفاض الخروقات في الأعوام الأولى بعد تطبيق القاعدة، شهدت الأرقام ارتفاعًا تدريجيًّا بين عامَي 2014 و2019، قبل أن تقفز بشكل كبير خلال فترة الوباء.
وفي السنة التي انتهت في نوفمبر 2023، سُجّل 49,100 خرق، وهو أكثر من ضعف الرقم المسجل في الفترة نفسها قبل الوباء (19,700 حالة).
وتمثل هذه الأرقام أكبر عدد من الخروقات لأي فترة 12 شهرًا منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2011. وفي نوفمبر الماضي وحده، سجلت المستشفيات 3,983 خرقًا، وهو أعلى رقم لشهر نوفمبر منذ بدء السجلات.
يُذكَر أن هيئة الصحة الوطنية توقفت عن تسجيل البيانات بين مارس 2020 وسبتمبر 2021؛ بسبب تأثير الوباء، كما ألغت غرامة قدرها 250 باوند كانت تُفرض على المستشفيات عن كل خرق، في خطوة أثارت الجدل.
تهديد للخصوصية والكرامة
وفي هذا السياق أعربت راشيل باور، المديرة التنفيذية لجمعية المرضى، عن قلقها العميق إزاء هذه الزيادة قائلة: “الارتفاع الكبير في خروقات الأقسام المختلطة أمر مقلق للغاية. ورغم الضغوط التي تواجهها هيئة الصحة الوطنية، فإن انتهاك كرامة المرضى وخصوصيتهم أمر غير مقبول، ويجب ألا يصبح واقعًا طبيعيًّا”.
ودعت باور الحكومة وقادة هيئة الصحة الوطنية للمسارعة إلى العمل على ضمان تقديم رعاية تحفظ كرامة المرضى وخصوصيتهم.
معاناة المستشفيات وردّ هيئة الصحة الوطنية
ويأتي هذا التقرير في ظل أزمة كبيرة تعاني منها مستشفيات (NHS)، حيث أشارت تقارير أخرى إلى أن بعض المرضى يضطرون إلى الجلوس على الكراسي لأيام بسبب نقص الأسِرّة، في حين يتكدس آخرون في الممرات في انتظار العلاج. وأشار التقرير إلى معاناة كبار السن بسبب غياب أجراس النداء ونقص الطواقم الطبية.
وفي تعليقها على الأرقام، قالت هيئة الصحة الوطنية: “تلتزم (NHS) بتقديم أماكن إقامة أحادية الجنس، ولكننا ندرك أن تحقيق ذلك يمثل عقبة كبيرة، ولا سيما في أوقات الضغوط الشديدة على الخدمات. ومع ذلك، تظل كرامة المرضى وخصوصيتهم أولوية قصوى عند عدم القدرة على توفير أماكن منفصلة”.
خلفية عن القاعدة
جدير بالإشارة أن هذه القاعدة تنطبق على أماكن النوم داخل المستشفيات، ويشمل ذلك أي منطقة يُدخل المرضى إليها على أسرّة أو نقالات، حتى لو لم يقيموا هناك ليلًا. ورغم الالتزام المعلن من هيئة الصحة الوطنية، تُظهر الأرقام أن خروقات القاعدة بلغت مستويات غير مسبوقة، ما يزيد الضغوط على النظام الصحي في البلاد لمعالجة هذه القضية الحساسة.
المصدر: ديلي إكسبريس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇