انحياز صارخ … تقرير يفضح التغطية الإعلامية البريطانية لأحداث غزة
كشف تقرير حديث عن التحيز الإعلامي البريطاني في تغطيته أحداث غزة، حيث أشار فيصل حنيف، المحلل الإعلامي في مركز رصد الإعلام (CfMM)، إلى أن الانتقائية في استخدام المصطلحات تسلط الضوء على انحياز صارخ. ووفقًا لما نقلته وكالة الأناضول، وصف حنيف هذا الانحياز بأنه “مشكلة خطيرة” تكشف بوضوح توجهات وسائل الإعلام الرئيسة في بريطانيا تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح حنيف أن التغطية الإعلامية لأحداث 7 أكتوبر تميزت باستخدام مصطلحات قوية مثل “وحشي” و”همجي” و”مذبحة” لتوصيف ما حدث للإسرائيليين، بينما يتم التعامل مع استشهاد أكثر من 40,000 فلسطيني في غزة بصورة أكثر تحفظًا، حيث يُشار إليها في بعض الأحيان فقط كخسائر بشرية “مؤسفة”.
تقرير يكشف التحيز الإعلامي البريطاني
وأكد تقرير “التحيز الإعلامي: غزة 2023-2024″، الصادر عن مركز رصد الإعلام في مارس، أن وسائل الإعلام البريطانية تُظهر تحيزًا كبيرًا في تغطيتها العدوان الإسرائيلي. وبحسب التقرير، صوّر الإعلام الإسرائيليين كضحايا للحرب ما يقارب 11 مرة أكثر من الفلسطينيين، وهو ما يعكس تفاوتًا واضحًا في التغطية الإعلامية.
وفي أحد الحوادث المأساوية التي وقعت في غزة الشهر الماضي، استشهد توأمان حديثا الولادة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة عائلتهما في مدينة دير البلح. ومع ذلك، فضّل بعض وسائل الإعلام البريطانية تجنب ذكر “الهجمات الإسرائيلية” في عناوين منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار غضب المستخدمين الذين تساءلوا عن هوية الجاني قائلين: “قُتلوا على يد من؟”
معلومات مضللة في التغطية الإعلامية
أشار حنيف إلى أن التغطية الإعلامية للهجوم الإسرائيلي على غزة اتسمت بنشر معلومات مضللة وغير دقيقة على مدى الأشهر العشرة الماضية. وأوضح أن بعض المعلقين استمروا في الترويج لادعاءات غير صحيحة، مثل المزاعم التي تفيد أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس “قطعت رؤوس الأطفال”.
وأضاف حنيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استشهد بهذا الادعاء خلال خطابه أمام الكونغرس الأمريكي في يوليو، وأن هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” نقلت هذا التصريح دون التحقق من مدى صحته أو توضيح أنه غير دقيق. وأشار إلى أن مثل هذه التغطيات تساهم في تضليل الرأي العام وترويج الروايات غير الصحيحة.
وسلط حنيف الضوء على ما أسماه “ازدواجية المعايير” في تغطية الإعلام البريطاني للنزاعات الدولية، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام تميل إلى تجنب ذكر إسرائيل كطرف مسؤول عن القتل أو الهجمات عند تغطية الحرب في غزة، بينما في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، يسمي الإعلام روسيا بوضوح على أنها المعتدية. وأوضح أن هذا النهج يظهر أيضًا في مواقف السياسيين الذين يدعمون أوكرانيا ضد الهجمات الروسية، بينما يتجاهلون العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين.
وفي ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب استمرار هجومها على غزة وتجاهلها قرارات مجلس الأمن الدولي التي تطالب بوقف إطلاق النار، تواجه إسرائيل محاكمة أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر، حيث تسببت في دمار واسع وخسائر بشرية فادحة.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 40,786 فلسطينيًا وإصابة 94,224 آخرين، بالإضافة إلى أن ما لا يقل عن 11,000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض. وتؤكد المنظمات الفلسطينية والدولية أن غالبية الضحايا من النساء والأطفال.
وفي المقابل، أفادت إسرائيل بمقتل 1,200 جندي ومدني خلال عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العديد من القتلى الإسرائيليين سقطوا بنيران صديقة.
وقد أدت الهجمات الإسرائيلية إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تعاني المناطق الشمالية من القطاع من مجاعة حادة أسفرت عن وفاة العديد من الفلسطينيين، وخاصة الأطفال. وأدت الحرب أيضًا إلى تهجير نحو مليوني شخص، حيث أجبر معظم النازحين على الانتقال إلى مدينة رفح المكتظة بالسكان قرب الحدود مع مصر، في أكبر عملية نزوح جماعي منذ نكبة 1948.
ومع استمرار الحرب، انتقل مئات الآلاف من الفلسطينيين من الجنوب إلى وسط غزة بحثًا عن الأمان، وسط تدهور مستمر في الأوضاع الإنسانية.
———————————————————————
اقرأ أيضًا
كوربين يقود “تحالف غزة” في البرلمان البريطاني
لماذا يركز حزب العمال على التجارة مع إسرائيل رغم استمرار الإبادة الجماعية في غزة؟
الرابط المختصر هنا ⬇