تقرير: مدارس ومكاتب بريطانيا غير مهيأة لمواجهة آثار الاحتباس الحراري
أصدر مجلس البناء الأخضر البريطاني تقريرًا جديدًا وصفه بالـ”رائد”، حذّر فيه من أن المدارس ودور الرعاية والمكاتب في بريطانيا غير مجهزة للتعامل مع آثار الاحتباس الحراري العالمي، مشيرًا إلى أن موجات الحر الشديدة ستصبح أمرًا واقعًا حتى في السيناريوهات المناخية المتفائلة.
خطر متزايد يهدد المباني وسكانها
وفقًا للتقرير، فإن المباني في المملكة المتحدة، بما في ذلك المدارس، دور الرعاية، المكاتب والمنازل، تواجه تهديدات كبيرة بفعل التغيرات المناخية، وفي مقدمتها موجات الحر، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، والعواصف.
ويحذّر التقرير من أن عدم التكيّف السريع مع هذه الظروف سيؤدي إلى ارتفاع الإصابات، والأضرار الصحية، وزيادة الوفيات، فضلاً عن خسائر اقتصادية جسيمة.
مدن مهددة بأن تصبح غير صالحة للسكن
أشار التقرير إلى أن بعض المدن البريطانية ستصبح غير قابلة للسكن بحلول نهاية القرن بسبب الفيضانات وارتفاع منسوب المياه. ومن أبرز هذه المدن:
- بيتربورو في إنجلترا، والتي ستتأثر بشدة بالفيضانات.
- فيربورن في ويلز، الواقعة بين جبل سنودون (ير ويدفا) وبحر إيرلندا، والتي ستكون غير صالحة للسكن بفعل الفيضانات وارتفاع منسوب البحر.
التهديدات الحرارية: المدارس والمنازل والرعاية تحت الخطر
تُظهر النمذجة الديناميكية الحرارية التي أجراها مجلس البناء الأخضر أن:
- المدارس في لندن وجنوب شرق إنجلترا ستواجه 10 أسابيع سنويًا من درجات حرارة تتجاوز 28 درجة مئوية، حتى في سيناريو احترار منخفض (2 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية).
- 6 ملايين منزل وشقة في لندن وجنوب شرق البلاد ستتعرض لدرجات حرارة أعلى من 28 درجة مئوية لمدة 3 أسابيع سنويًا.
- دور الرعاية، التي تضم فئات شديدة الضعف، ستتعرض لدرجات حرارة تفوق 28 درجة مئوية لمدة 4 أسابيع سنويًا.
- المكاتب الحديثة أكثر عرضة للحرارة من المباني القديمة، بسبب التصميم الزجاجي والبنية الخفيفة، ما يهدد إنتاجية الموظفين وصحة العاملين.
دعوة لتدابير فورية: حلول مقترحة
يشير التقرير إلى أن الحلول المقترحة يجب أن تركّز أولًا على التكيّف السلبي (Passive Adaptation) مثل:
- تركيب ظلال شمسية.
- استخدام الزجاج الشمسي بدلًا من الزجاج العادي.
ويُفضّل اعتماد هذه التدابير قبل اللجوء إلى التكييف الهوائي الذي يستهلك الطاقة ويزيد من الانبعاثات الكربونية.
توصيات التقرير: خارطة طريق للتكيّف
أوصى التقرير بعدة خطوات ضرورية لتحسين قدرة المباني على التكيف المناخي، ومنها:
- تعيين وزير مختص بالمرونة المناخية في مجلس الوزراء البريطاني.
- وضع هدف قانوني يُلزم جميع قرارات التخطيط بتحقيق السلامة المناخية.
- اعتماد معيار بناء مستقبلي طموح يضمن الحماية من الحرارة الزائدة والفيضانات ونقص المياه.
- إطلاق استراتيجية شاملة لتحديث وتجديد المنازل والمباني لجعلها مقاومة للمخاطر المناخية.
- حماية المجتمعات من خلال التوسع في زراعة الأشجار، وإنشاء الحدائق والبرك لتخفيف أثر الحرارة والتصدي للمياه الزائدة.
نقص في تشريعات التخطيط الحالية
وجّه التقرير انتقادات لمشروع قانون التخطيط والبنية التحتية الحكومي الجديد، موضحًا أنه لا يتضمن أي التزام إلزامي بجعل المباني مقاومة لدرجات الحرارة الشديدة، الفيضانات، حرائق الغابات أو الجفاف، مشيرًا إلى أن تركيزه ينصبّ على النمو الاقتصادي بدلًا من البيئة الخضراء.
المدن الأكثر عرضة للمخاطر المناخية
حسب التحليل الوارد في التقرير، فإن المدن البريطانية التالية تُعد الأكثر عرضة للفيضانات، الجفاف وحرائق الغابات:
- لندن (الأكثر تأثرًا)
- برمنغهام
- مانشستر
دعوة للاستجابة العاجلة
قال الرئيس التنفيذي لمجلس البناء الأخضر، سايمون مكويرتر، إن خارطة الطريق توضح بجلاء حجم التهديد المناخي الذي تواجهه بريطانيا، مؤكدًا أن: “البلاد ليست مستعدة حتى للتعامل مع الأحداث المناخية القاسية الحالية، فما بالك بتلك التي ستحملها العقود المقبلة. نحن بحاجة إلى إعادة تفكير شاملة إذا أردنا حماية الناس والحفاظ على أسلوب حياتنا.”
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
إن التقرير الصادر عن مجلس البناء الأخضر يُعد جرس إنذار حقيقي لا ينبغي تجاهله. وتؤكد المنصة على أن التهديدات المناخية لم تعد تحديات مستقبلية بعيدة، بل واقع نعيشه يوميًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتكرار الفيضانات.
وتدعو المنصة إلى تسريع وتيرة التحرك الرسمي والشعبي على حدّ سواء، من خلال تحديث البنية التحتية، ودمج الاعتبارات المناخية في التشريعات والسياسات العامة، بما يضمن سلامة جميع المقيمين على أراضي المملكة المتحدة، بما فيهم الجاليات العربية.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇