تقرير: ماذا لو تعرضت بريطانيا لهجوم نووي؟

في تحذير غير مسبوق يعكس حجم التحولات في البيئة الأمنية العالمية، دعت شخصيات بارزة في حزب العمال البريطاني الحكومة إلى الاستعداد الفعلي لاحتمال تعرّض بريطانيا لتهديد مباشر قد يصل إلى حدّ الحرب داخل حدودها، وذلك في ظل التوترات المتفاقمة في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب الروسية على أوكرانيا.
النزاعات العالمية تقرع ناقوس الخطر في بريطانيا
التحذيرات جاءت بالتزامن مع نشر الاستراتيجية الوطنية للأمن في الـ24 من يونيو، وقد اعتبرت هذه الاستراتيجية أن بريطانيا يجب أن تتهيأ فعليًّا لـ”سيناريو حرب” محتمَل على أراضيها، مشيرة إلى أن هذه هي “المرة الأولى منذ سنوات طويلة” التي يُطرح فيها مثل هذا الاحتمال بهذا المستوى من الجدية.
وأضافت الوثيقة: إن بعض الخصوم الدوليين “يُعدّون العدة لصراعات مستقبلية، ويعملون على وضع أسس لشنّ هجمات قد تؤدي إلى اضطرابات كبرى في سلاسل الإمداد والطاقة، بهدف ردعنا عن التصدي لعدوانهم”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل احتدام العدوان الإسرائيلي على غزة، وازدياد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، في وقت يواصل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساعيه للسيطرة على مناطق في أوكرانيا، ما يزيد المخاوف من انجرار أوروبا إلى صراعات مباشرة.
ماذا لو تعرضت بريطانيا لهجوم نووي؟
ومع أن فرضية الهجوم النووي لا تزال مستبعدة، فإن الخبراء الأمنيين يرون ضرورة دراسة مثل هذا السيناريو. وقد تناول موقع (NuclearSecrecy) هذا الاحتمال من خلال أداة تفاعلية تُعرَف باسم “خريطة القنبلة النووية – Nuke Map”، تتيح محاكاة حجم الدمار الذي قد تُخلّفه ضربة نووية في موقع معيّن.
وقدّر الموقع حجم الأضرار التي قد تنجم عن قنبلة نووية من طراز (Topol SS-25) الروسية، التي تبلغ قوتها التفجيرية 800 كيلوطن. وفي حال سقوطها على منطقة وستمنستر وسط لندن، فإن مساحة الانفجار الأولي ستبلغ نحو 2.97 كيلومتر مربع، حيث سيتبخر كل ما يوجد داخل كرة النار.
دوائر الدمار: لندن في قلب الكارثة
1. دائرة الانفجار الكلّي:
تمتد حول مركز المدينة -وستمنستر- وتشهد دمارًا شاملًا، دون أي فرصة للنجاة.
2. دائرة الدمار المعتدل – 134 كم²:
تشمل مناطق مثل كامدن، وكينسنغتون، وبريكستون، وشورديتش، وسانت بانكراس، وكلافام، وتشيلسي، وبادينغتون وباترسي. وتنهار في هذه الدائرة معظم المباني، مع انتشار واسع للحرائق والإصابات والوَفَيَات.
3. دائرة الحروق الشديدة – 384 كم²:
تطول مناطق مثل تشيسوك، وستريتهام، وتوتينغ، وستراتفورد، وهامبستيد، ولويشام، وغرينتش، وسيدنهام، وفولهام وولتهامستو. وتشير التقديرات إلى إمكانية حدوث حروق من الدرجة الثالثة تؤدي إلى إعاقات أو بتر، مع دمار في البنية التحتية.
4. دائرة الدمار الخفيف- الضواحي:
تشمل أطراف لندن مثل ويمبلي، وإدجوير، وهاونسلو، وباركينغ، وتشيبينغ بارنت، وكرويدن، وساتون، وولويتش وإنفيلد. ويكمن الخطر الأكبر هنا في تحطّم النوافذ الزجاجية، ما قد يؤدي إلى إصابات بالغة في صفوف المدنيين الذين يقتربون من النوافذ عند رؤيتهم وميض الانفجار النووي.
رأي منصة العرب في بريطانيا
تؤكد منصة العرب في بريطانيا أن الحديث المتزايد عن احتمالات تهديد الأمن القومي البريطاني يعكس قلقًا حقيقيًّا لدى صانعي القرار في لندن، في ظل نظام عالمي يتغيّر بسرعة. وترى المنصة أن معالجة هذه التهديدات تتطلب توازنًا بين الاستعداد الأمني والهدوء المجتمعي، مع تعزيز ثقافة الوعي لدى الجاليات، وبخاصة الجالية العربية، دون الانجرار وراء خطاب الخوف أو المبالغة. كما تدعو المنصة إلى متابعة التطورات عبر مصادر موثوقة، والاستفادة من البرامج الحكومية التي تُعزّز السلامة المجتمعية في حالات الطوارئ.
المصدر: Birmingham Mail
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇