تضخم أسعار الغذاء في بريطانيا يسجل أعلى مستوى في 5 أشهر

ارتفعت أسعار الغذاء في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر خلال فبراير الماضي، مدفوعة بزيادة أسعار الزبدة والجبن والبيض، في مؤشر على استمرار الضغوط المرتبطة بتكاليف المعيشة.
ووفقًا لبيانات الاتحاد البريطاني للبيع بالتجزئة (BRC)، ارتفع معدل التضخم السنوي لأسعار الغذاء إلى 2.1 في المئة في فبراير مقارنة بـ1.6 في المئة في يناير، وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها حاجز 2 في المئة منذ سبتمبر 2024.
ويُعد التضخم في أسعار المواد الغذائية عاملًا رئيسًا في توقعات التضخم العام، حسَب ما أفاد بنك إنجلترا، ما يعقّد الجهود المبذولة لخفض التضخم إلى المستوى المستهدف البالغ 2 في المئة. ويتوقع البنك أن يرتفع التضخم من 3 في المئة حاليًّا إلى 3.7 في المئة بحلول منتصف العام الجاري، قبل أن يتراجع تدريجيًّا.
وأشار البنك في تقرير السياسة النقدية لشهر فبراير إلى أن الارتفاع الأخير في أسعار الغذاء يعكس جزئيًّا تأثير الزيادة في الحد الأدنى الوطني للأجور، إضافة إلى ارتفاع إسهامات أرباب العمل في التأمين الوطني، وهي إجراءات سيبدأ تطبيقها في إبريل المقبل. كما أُضيفت اللوائح الجديدة الخاصة بإعادة التدوير، التي ستُطبق في أكتوبر، إلى قائمة العوامل التي تُبقي الأسعار مرتفعة.
وفي هذا السياق قالت هيلين ديكنسون، الرئيسة التنفيذية للاتحاد البريطاني للبيع بالتجزئة: “إذا أرادت الحكومة الحد من التضخم ودعم الأسر وتمكين تجار التجزئة من التركيز على النمو، فعليها تخفيف الأعباء المالية التي تواجهها الصناعة”.
وتوقعت ديكنسون أن يتجاوز معدل تضخم أسعار الغذاء 4 في المئة في النصف الثاني من العام، مشيرة إلى أن أسعار منتجات الإفطار مثل الزبدة والجبن والبيض والخبز والحبوب شهدت زيادات ملحوظة. وأضافت أن الارتفاع العالمي في أسعار القهوة قد يفاقم من تكاليف وجبة الصباح خلال الأشهر المقبلة.
وسجلت أسعار المواد الغذائية الطازجة زيادة بنسبة 1.5 في المئة في فبراير، مقارنة بـ0.9 في المئة في يناير، أما أسعار المواد الغذائية المعلبة والمعبأة فقد ارتفع تضخمها من 2.5 في المئة إلى 2.8 في المئة، بحسَب بيانات الاتحاد.
ارتفاع منذ 3 أعوام
وتشهد أسعار الغذاء في بريطانيا ارتفاعًا مستمرًّا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ما أثر بصفة خاصة على الأسر ذات الدخل المنخفض. وتشير البيانات الرسمية إلى أن أسعار الغذاء في يناير 2025 كانت أعلى بنسبة 35 في المئة مقارنة بيناير 2021.
وتوفر بيانات الاتحاد، التي تُنشر بالتعاون مع شركة (NielsenIQ) لتحليل المستهلكين، مؤشرات مبكرة على الضغوط التضخمية قبل صدور البيانات الرسمية للتضخم في الـ26 من مارس.
من جانبه قال مايك واتكينز، رئيس قسم تجزئة الأعمال وتحليلاتها في (NielsenIQ): “مع ارتفاع العديد من الفواتير المنزلية في الأسابيع المقبلة، سيولي المتسوقون اهتمامًا أكبر بإنفاقهم التقديري”.
وأضاف واتكينز أن ارتفاع أسعار الغذاء قد يدفع مزيدًا من المستهلكين إلى البحث عن التخفيضات عبر برامج الولاء في متاجر السوبر ماركت.
وبقي التضخم العام في أسعار البقالة دون تغيير عند -0.7 في المئة في فبراير، إذ انخفضت أسعار السلع غير الغذائية بمعدل سنوي بلغ 2.1 في المئة، في ظل ضعف الطلب وازدياد العروض الترويجية لجذب المستهلكين.
المصدر: فايننشال تايمز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇