تحذيرات لطلاب بريطانيا: لا تثقوا بتوقعات تيك توك للامتحانات

حذّر معلمون في بريطانيا من تزايد اعتماد الطلاب على مقاطع فيديو منتشرة عبر تيك توك ويوتيوب، يدّعي أصحابها القدرة على توقّع أسئلة امتحانات (GCSE) و(A-Level)، ما يؤدي إلى تضييع جهود عامين من الدراسة، والتركيز على مراجعة محدودة وخاطئة في كثير من الأحيان.
ويقول معلمون: إن بعض هذه الفيديوهات تحظى بشعبية كبيرة، حيث يتجاوز بعضها 100 ألف إعجاب، وتظهر على صفحات الطلاب بفعل خوارزميات المنصة بعد مشاهدة محتوى متعلق بالمراجعة.
لكن الواقع، بحسَب توماس مايكل، نائب مسؤول السلامة في مدرسة ثانوية بمنطقة ويست ميدلاندز، هو أن هذه التوقعات في الغالب غير دقيقة وتضلل الطلاب:
“الطلاب الذين يعتمدون كليًّا على ما يقوله خبير تيك توك هم من يواجهون خيبة أمل كبيرة… تحدثت مع طلاب أصيبوا بالإحباط الشديد بعد الامتحان؛ لأنهم راجعوا فقط ما شاهدوه على الإنترنت”.
أحد الطلاب حاول إقناع مايكل بأن التوقعات التي شاهدها تستند إلى تحليل احتمالات وامتحانات سابقة، لكنه قوبل بنصيحة مباشرة: “تجاهل هذا الشخص وراجع كل شيء”.
وقد أظهرت ردود أفعال المعلمين على منصة X (تويتر سابقًا) بعد أول امتحان للأدب الإنجليزي في (GCSE) أن كثيرًا من الطلاب تجاهلوا مناهج دراسية كاملة، وركزوا فقط على ما نُصحوا به عبر الفيديوهات.
أحد المعلمين ذكر أن فيديو شهيرًا لمعلم سابق يعمل لمصلحة منصة مراجعة تجارية حصل على أكثر من 120,000 إعجاب، مع أن توقعاته لم تكن دقيقة، وكتب أحد الطلاب بعد الامتحان: “توقع خطأ”، وتفاعل معه أكثر من 700 مستخدم آخر.
مايكل عبّر عن خيبة أمله من أن بعض من يروجون لهذه الفيديوهات هم معلمون سابقون:
“إنه استغلال واضح لمخاوف الطلاب، وفي الغالب لتحقيق أرباح”.
لماذا يعتمد الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي في المراجعة؟
الدكتور جيمس شيا، المحاضر في جامعة بيدفوردشير، والذي يُجري بحثًا في مسألة اعتماد الطلاب على وسائل التواصل في المراجعة، أشار إلى أن الطلاب اليوم يعتمدون على التكنولوجيا بشكل طبيعي لأنها جزء من عالمهم.
لكنه انتقد ضيق المناهج الحالية، معتبرًا أنها تدفع الطلاب نحو البحث عن اختصارات ومراهنة غير محسوبة في التحضير للامتحانات.
ودعا شيا المعلمين إلى مواجهة هذه الظاهرة داخل الصفوف، من خلال عرض تلك الفيديوهات وتحليل أسباب خطورتها، موضحًا أنه “لا توجد رقابة على جودة المحتوى الذي يُقدّم على وسائل التواصل”.
وأضاف أن واضعي الامتحانات يحرصون على أن تكون الأسئلة غير قابلة للتوقع عمدًا، وأن المصححين يمكنهم تمييز الأجوبة المتكررة الناتجة عن اتباع نصائح من فيديو واحد.
في مدرسة ثانوية بمقاطعة كورنوال، قال رئيس قسم اللغة الإنجليزية: إن أبرز من يُسْدي النصائح على تيك توك يُظهر مخططًا قديمًا لتصحيح الامتحانات، ويَعِد الطلاب بالحصول على درجات مرتفعة عبر ذكر عناصر معينة، “لكن ذلك غير صحيح أبدًا”.
وأضاف أن ما يثير قلقه الأكبر هو إجابة الطلاب بطريقة مختلفة تمامًا عن الأسلوب الذي تعلموه خلال عامين، ما قد يؤدي إلى إفساد جهودهم بالكامل.
“الثقة الزائدة فيما يُنشر على الإنترنت أصبحت معركة كبيرة نخوضها كل يوم”.
تعليق منصة “العرب في بريطانيا” (AUK):
في ظل الضغوط الكبيرة التي يواجهها الطلاب في موسم الامتحانات، من الطبيعي أن يبحثوا عن طرق تسهّل عليهم مراجعتهم. لكن اللجوء إلى “نبوءات تيك توك” بديل خطير، خصوصًا عندما تأتي من مصادر غير خاضعة للرقابة أو تغلّب الربح على المصداقية.
ونحن بوصفنا منصة تهتم بشؤون الجاليات العربية في بريطانيا، نناشد أولياء الأمور والمعلمين بالتوعية الدائمة لذويهم، ولا سيما الطلاب من خلفيات مهاجرة، ممن قد لا يتوفر لهم دائمًا الدعم الأكاديمي الكافي خارج المدرسة.
لا بد من تنمية مهارات التفكير النقدي في التعامل مع المعلومات الإلكترونية، ومساعدة الطلاب على بناء استراتيجيات مراجعة واقعية وشاملة، تقيهم فخ “الاختصارات السريعة” التي قد تجرّ خيبة أمل كبيرة.
كما نؤكد أهمية أن تكون المنصات التعليمية الرسمية والمجانية أكثر جاذبية وانتشارًا؛ لتنافس هذه المحتويات الخاطئة على أرض الواقع الرقمي.
المصدر: ذا أوبزيرفر
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇