بي بي سي تحظر الصحفي أحمد الآغا بعد وصفه للإسرائيليين بأنهم “ليسوا بشرا”
أقدمت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي على اتخاذ خطوة حاسمة بإنهاء تعاونها مع الصحفي الفلسطيني أحمد الآغا، وذلك بعد أن أثار موجة واسعة من الجدل إثر نشره تعليقات اعتبرتها الهيئة “معادية للسامية” عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا القرار عقب تقرير نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، ذكرت فيه سلسلة من المنشورات التي هاجم فيها الآغا الإسرائيليين بأوصاف وصفتها الصحيفة بأنها “مروعة” وغير إنسانية.
تحريض ضد الصحفي أحمد الآغا
View this post on Instagram
ظهر أحمد الآغا، الصحفي الفلسطيني، على شاشة بي بي سي العربية في عدة تقارير ميدانية من داخل قطاع غزة منذ كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، وكان يُنظر إليه كأحد المراسلين البارزين في تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة.
غير أن الأمر تغير بعد نشر صحيفة “التلغراف” اليمينية المتطرفة تقريرًا في نيسان/ أبريل الماضي، تضمن مجموعة من المنشورات التي نشرها الآغا عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وصف فيها اليهود بأنهم “شياطين المنافقين”، وقال إن “الإسرائيليين ليسوا بشراً من الأساس، بل لا يمكن تصنيفهم حتى ضمن فئة الوحوش”، وأضاف أنهم ينتمون إلى “جنس لا يمكن وصف مدى ساديته وشهوته للدم”.
وتأتي هذه التعليقات في سياق عملية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة على مدار أكثر من 600 يوم.
وزعمت الصحيفة أن الآغا قد نشر في وقت سابق منشورات “أشاد فيها بعمليات قتل المدنيين الإسرائيليين”، على الرغم من أنها لم تقدم أي دليل على ذلك.
تعليمات مباشرة لـ بي بي سي
عقب الضغوط المتزايدة والانتقادات المتصاعدة، أكدت مصادر داخل هيئة الإذاعة البريطانية أنه تم إصدار تعليمات مباشرة لقناة بي بي سي العربية بعدم استضافة أحمد الآغا أو التعاون معه كمساهم أو معلق في أي من برامجها مستقبلاً.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم بي بي سي: “أحمد الآغا ليس من موظفي المؤسسة، كما أنه لا ينتمي إلى فريقنا التحريري. منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس بأي حال من الأحوال موقف بي بي سي، ونحن واضحون تماماً في أن معاداة السامية لا مكان لها على منصاتنا. لن نتعاون معه كمساهم بعد الآن”.
وتجدر الإشارة إلى أن الآغا حذف لاحقًا حسابه الرسمي على منصة “إكس”، دون أن يصدر أي بيان توضيحي بشأن تعليقاته أو قرار بي بي سي بحظره.
دعوات لمحاسبة بي بي سي العربية
الجدل الذي أُثير حول هذه القضية لم يقتصر على تصريحات الآغا فحسب، بل امتد ليشمل أداء قناة بي بي سي العربية بشكل عام.
فقد وُجّهت لها اتهامات متكررة بالتحيز ضد إسرائيل، وباستخدام مساهمين سبق أن صدرت عنهم تصريحات تنطوي على معاداة للسامية.
وانتقدت “لجنة دقة التغطية والإعلام في الشرق الأوسط” (CAMERA) بشدة التعاون مع الآغا كمراسل صحفي، ودعت إلى مراجعة شاملة لآلية اختيار المراسلين والمعلقين في القناة.
وقال متحدث باسم اللجنة في بريطانيا: “لقد اتخذت بي بي سي أخيرًا القرار الصحيح، لكن الطريقة التي تُدار بها تغطية الأحداث من غزة تظهر خللاً عميقاً في المعايير المهنية. تصريحات تنزع الإنسانية عن اليهود لا يمكن السكوت عنها، وكان ينبغي اتخاذ إجراءات فورية منذ البداية”.
“لجنة دقة التغطية والإعلام في الشرق الأوسط” (CAMERA – Committee for Accuracy in Middle East Reporting and Analysis) هي منظمة غير ربحية تأسست عام 1982 في الولايات المتحدة، وتُعرف بدعمها القوي لإسرائيل، وتركّز نشاطها الأساسي على مراقبة وسائل الإعلام الغربية وتحليل تغطيتها لقضايا الشرق الأوسط، خصوصاً الصراع العربي الإسرائيلي.
مناصرو إسرائيل
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس هيئة الإذاعة البريطانية، الدكتور سمير شاه، أن الهيئة ستُعيّن شخصية مستقلة للتحقيق في أداء قناة بي بي سي العربية، في إطار مراجعة أوسع لمعايير تغطية الصراع في الشرق الأوسط.
أما داني كوهين، المدير السابق لتلفزيون بي بي سي، فقد وصف ما حدث بأنه “مروّع ومذهل”، قائلاً: “كان من غير المقبول أن يُسمح لصحفي معروف بتصريحاته العنصرية بالظهور مجددًا بعد كشف تلك التصريحات. يجب على إدارة بي بي سي أن تتحرك بصرامة، وإذا لم يكن بالإمكان إصلاح القناة العربية، فيجب إغلاقها بالكامل”.
كوهين يُعد من الشخصيات العامة البريطانية المعروفة بمناصرتها لإسرائيل، خاصة في سياق رفضه لما يراه تحيزًا إعلاميًا ضدها، وخصوصًا داخل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
24°C
