بصمة الإصبع شرط جديد لدخول البريطانيين إلى الاتحاد الأوروبي

من المتوقع أن يشهد البريطانيون تغييرات جوهرية عند دخولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي ابتداءً من نوفمبر القادم، حيث سيتعين عليهم الخضوع لفحوصات بيومترية تشمل أخذ بصمات الأصابع والتقاط الصور الشخصية في كل مرة يعبرون فيها حدود منطقة شنغن. يأتي هذا التحول في إطار النظام الأوروبي الجديد الذي يهدف إلى تحسين تتبع حركة الزوار والقضاء على الحاجة لاستخدام الأختام اليدوية على جوازات السفر.
التطبيق الرقمي لم يجهز بعد.. والركاب مطالبون بالنزول من سياراتهم
وكان من المخطط أن يتم استخدام تطبيق إلكتروني للتحقق من البيانات البيومترية بشكل رقمي عبر جهاز لوحي يُمرر داخل المركبات، لكن تأخر تطوير هذا التطبيق – الذي تشرف عليه وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” – أجبر السلطات على تطبيق النظام يدويًا مؤقتًا. ووفقًا للرئيس التنفيذي لميناء دوفر، دوغ بانستر، فإن التطبيق لن يكون جاهزًا قبل نوفمبر، مما يعني أن جميع الركاب سيُطلب منهم مغادرة سياراتهم لإجراء الفحص البيومتري يدويًا حتى إشعار آخر.
صعوبات لوجستية في دوفر وبنية تحتية جديدة للتعامل مع التغيير
يمثل هذا التغيير تحديًا كبيرًا لميناء دوفر الذي يشهد حركة مرور عالية تصل إلى 10,000 شاحنة يوميًا. ونظرًا لموقع الميناء المحاط بمنحدرات صخرية، لم يكن من الآمن تنفيذ الفحوصات البيومترية داخل صفوف الانتظار المعتادة للسيارات. لهذا السبب، تم استصلاح 13 هكتارًا من الأراضي لتخصيصها كموقع بديل لإجراء الفحوصات.
نقطة حدود افتراضية على بُعد 1.4 ميل داخل مدينة دوفر
في خطوة غير مسبوقة وبدعم من الحكومتين البريطانية والفرنسية، تم إنشاء “حدود افتراضية” على بُعد 1.4 ميل من الميناء. وستتوزع الفحوصات على مبانٍ مخصصة للسيارات والحافلات، حيث يتم التحقق من هوية كل راكب قبل السماح له بالاستمرار في رحلته نحو العبّارة. ولضمان أمن الحدود، سيتم إغلاق أبواب الحافلات فعليًا باستخدام أشرطة لاصقة أثناء تنقلها من موقع الفحص إلى الميناء الرئيسي، وستُراقب هذه الرحلة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعرف التلقائي على لوحات المركبات.
بنية تحتية متطورة للحد من تأثير التأخيرات
على الرغم من التحديات، يؤكد بانستر أن البنية التحتية الجديدة ستحد من التأخيرات، ويتوقع أن تضاف فقط ست دقائق إلى متوسط مدة الرحلة بالسيارة. ويشير إلى أن الميناء يتمتع بكفاءة عالية في تحميل وتفريغ العبارات، حيث يمكنه التعامل مع 120 شاحنة، و1,000 راكب، و200 سيارة في 45 دقيقة – وهو أسرع من تفريغ طائرة ركاب في مطار غاتويك.
مشكلات الشاحنات الفارغة بعد بريكست والحلول المنتظرة
إلى جانب الإجراءات البيومترية الجديدة، يأمل بانستر في أن تؤدي “إعادة ضبط” العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي – التي يقودها رئيس الوزراء كير ستارمر – إلى إنهاء مشكلة الشاحنات الفارغة العائدة من أوروبا. وقد أدت القيود على تصدير المنتجات الطازجة بعد بريكست إلى عودة ما بين 30% إلى 40% من الشاحنات إلى القارة بدون حمولة. ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد يُلغي هذه القيود، ما سيمكن المنتجين المحليين من استئناف التصدير.
أهمية اقتصادية قصوى لميناء دوفر
يُعد ميناء دوفر شريانًا اقتصاديًا بالغ الأهمية لكل من المملكة المتحدة وفرنسا، حيث تمر من خلاله سلع بقيمة 144 مليار باوند سنويًا، ما يمثل نصف صادرات المملكة المتحدة إلى أوروبا. ومن المنتظر أن تعزز الاتفاقات المقبلة التعاون الاقتصادي وتخفف من الأعباء الإدارية على حركة السلع والأشخاص.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇