العرب في بريطانيا | بريطانية تموت بداء الكلب بعد خدشة جرو في المغرب

1447 محرم 19 | 15 يوليو 2025

بريطانية تموت بداء الكلب بعد خدشة جرو في المغرب

اعتقال أبوين على خلفية وفاة طفلتهما التي تبلغ 3 أشهر بهجوم كلب

في حادثة مأساوية أعادت تسليط الضوء على المخاطر الصحية المرتبطة بالسفر إلى مناطق تنتشر فيها الأمراض الحيوانية، تُوفيت امرأة بريطانية من جنوب يوركشاير بعد إصابتها بداء الكلب، إثر خدش بسيط من جرو ضال في المغرب قبل أربعة أشهر. الحادثة التي بدت في بدايتها غير ذات شأن، تحوّلت إلى مأساة إنسانية أثارت دعوات واسعة للتوعية، وتطرح أسئلة ملحة حول إجراءات الوقاية والتلقيح للمسافرين.

خدش بسيط.. ونهاية قاتلة

نقل رجل إلى المستشفى بعد أن هاجمه كلب جنوب لندن

إيفون فورد، ممرضة سابقة تبلغ من العمر 59 عامًا من بلدة بارنسلي، كانت في زيارة إلى المغرب في فبراير الماضي عندما خُدشت بشكل طفيف من جرو. وبحسب رواية ابنتها روبين تومسون، لم تُعر والدتها الخدش أي اهتمام في حينه، ظنًا منها أنه غير خطير.

لكن بعد مرور أربعة أشهر، بدأت فورد تعاني من صداع متواصل، تدهورت حالتها سريعًا إلى فقدان القدرة على الكلام، والمشي، والبلع، والنوم، قبل أن تُفارق الحياة في مستشفى شيفيلد.

وأكدت هيئة الطب الشرعي في شيفيلد أن فورد تُوفيت الأربعاء الماضي، وجرى فتح تحقيق رسمي في ملابسات الوفاة.

عبر منشور مؤثر على فيسبوك، كتبت تومسون: “لم نكن نتصوّر أن أمرًا كهذا قد يحدث لشخص نحبّه. ما زلنا نعيش صدمة الفقد، لكننا اخترنا الحديث علنًا بهدف منع هذه المأساة من التكرار.”

وأضافت: “والدتي كانت قلب العائلة… قوية، محبة، ومساندة بلا حدود. لا كلمات يمكن أن تصف عمق الحزن الذي نعيشه، لكننا ممتنون لكل لحظة قضيناها معها.”

ووجّهت نداءً عامًا قائلة:
“رجاءً، خذوا عضّات وخدوش الحيوانات على محمل الجد، ولقّحوا حيواناتكم الأليفة، وانشروا الوعي. حتى خدش بسيط من حيوان مصاب – بري أو أليف – قادر على نقل الفيروس القاتل. تلقّي علاج وقائي بعد التعرّض قد ينقذ حياتك.”

 أول وفاة بداء الكلب في بريطانيا منذ 2018

كلب مفترس في قبضة الشرطة يوميًا في بريطانيا 2022

أشارت السلطات الصحية إلى أن فورد تُعد أول حالة وفاة بداء الكلب في بريطانيا منذ عام 2018، عندما توفي شخص بعد تعرضه لعضة قطة خلال زيارة للمغرب أيضًا. أما آخر حالة وفاة داخل البلاد فقد سُجّلت في عام 2012 إثر عضة كلب خلال زيارة إلى الهند.

وبحسب وكالة الأمن الصحي البريطانية (UKHSA)، لا يوجد خطر على الصحة العامة، مؤكدة أن داء الكلب نادر للغاية في المملكة المتحدة، ولا توجد حالات مسجلة لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر.

وقالت كاثرين راسل، رئيسة قسم الأمراض الحيوانية المنشأ في الوكالة:
“أودّ أن أُعرب عن تعازيّ الصادقة لعائلة الضحية. إذا تعرّضت للعضّ، أو الخدش، أو لعق من حيوان في منطقة ينتشر فيها داء الكلب، اغسل مكان التعرّض جيدًا بالماء والصابون، واطلب الرعاية الطبية دون تأخير.”

تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن داء الكلب يتسبب في وفاة نحو 59 ألف شخص سنويًا في أكثر من 150 بلدًا، معظمهم في أفريقيا وآسيا. وتُعد المجتمعات الريفية الفقيرة الأكثر عرضة للفيروس، بينما يُصاب نصف الضحايا تقريبًا من الأطفال دون سن 15 عامًا.

وفي المغرب، تشير بيانات المنظمة إلى تسجيل متوسط 18 حالة وفاة سنويًا مرتبطة بداء الكلب بين عامي 2012 و2022.

الوقاية ممكنة… لكن الوعي غائب

محكمة بريطانية

داء الكلب يُعد من الأمراض الفتاكة، إذ يصبح شبه مستحيل العلاج بمجرد ظهور الأعراض. لكن الوقاية ممكنة وفعالة للغاية عند تلقّي لقاحات ما بعد التعرّض خلال الساعات الأولى، وهو ما أكدت عليه تومسون في نداءها المفتوح:
“ما حصل مع والدتي يمكن تفاديه بسهولة لو تلقّت الرعاية الوقائية في الوقت المناسب.”

في خضم الأزمات الصحية العالمية وتقدّم الطب، تبدو وفاة شخص بداء الكلب في عام 2025 وكأنها تنتمي لعصور سابقة. لكنها تكشف عن فجوات في أنظمة التوعية، وثغرات في استعدادات المسافرين، وصمتٍ قد يكون قاتلًا عند تجاهل الأعراض.

إن ما حصل لإيفون فورد ليس مجرد قصة شخصية، بل جرس إنذار يوجّهنا جميعًا نحو مسؤولية فردية وجماعية: نشر الوعي، المطالبة بإجراءات وقائية واضحة في السفر، وإدراك أن أبسط إصابة قد تحمل في طيّاتها خطرًا مميتًا.

وفي دول مثل المغرب، حيث لا تزال العدوى قائمة، تصبح الوقاية والتوعية مسألة حياة أو موت، وليس مجرد إجراء احترازي.

 

المصدر اندبندنت 


إقرأ أيّضا

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:35 am, Jul 15, 2025
temperature icon 18°C
few clouds
67 %
1016 mb
13 mph
Wind Gust 16 mph
Clouds 11%
Visibility 10 km
Sunrise 5:00 am
Sunset 9:11 pm