العرب في بريطانيا | ما وراء العناوين: واقع معاداة الإسلام في بريطانيا

1446 جمادى الثانية 19 | 21 ديسمبر 2024

ما وراء العناوين: واقع معاداة الإسلام في بريطانيا

IMG-20240920-WA0009
عمر علي September 20, 2024

تصاعدت ظاهرة الإسلاموفوبيا في بريطانيا مؤخرًا، مما أثار مخاوف كبيرة بشأن سلامة المسلمين في البلاد. أعمال الشغب الأخيرة وانتشار خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي زاد من حدة المخاوف، لا سيما بين النساء والأطفال.

نشرت وحدة الاستجابة للإسلاموفوبيا تقارير عن زيادة كبيرة في عدد الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا منذ تشرين الأول/أكتوبر عام 2023. ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة نيوكاسل، فإن 83 في المئة من مسلمي اسكتلندا واجهوا مواقف تدل على كراهية المسلمين.

في أول تجاربي المخيفة مع الإسلاموفوبيا، فأثناء عودتنا من زيارة لأحد المتاحف، تلفظت امرأة بيضاء مسنة بعبارات مسيئة بحق أخي الذي كان يلعب بمصباح يدوي، ووصفت المرأة أخي بالإرهابي، رغم أنه لم يتعدَ الـ12 عامًا في ذلك الوقت.

وسرعان ما حولت المرأة انتباهها إلى والدتي التي كانت ترتدي الحجاب، واستمرت في التلفظ بالعبارات المسيئة، ولم يتدخل أحد لمنعها من قول ذلك، بل اكتفى الجميع بمشاهدتها وهي تتلفظ بلغة عنصرية واضحة قبل أن يغادروا القطار. وعلى الرغم من أن أسلوب المرأة كان مخيفًا، لكنه لم يكن مخيفًا بالحد الذي نراه اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي.

هل يعيش المسلمون بأمان في بريطانيا ؟

المسلمون في بريطانيا
المسلمون في بريطانيا

منذ ذلك الحين، لم أواجه حوادث مشابهة مرتبطة بالإسلاموفوبيا. ولكن هل هذا يعني أن المسلمون آمنون؟

في الأشهر الماضية، شهدنا أعمال شغب قادها أنصار اليمين المتطرف المناهضون للمسلمين، إلى جانب انتشار اللغة العنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي. تحولت منصة “إكس” إلى مصدر لخطاب الكراهية، بعد اتهام إيلون ماسك بتحريض هؤلاء الأنصار على العنف.

إن كل هذه الحقائق إلى جانب الأرقام المذكورة سابقًا لا تساعد في بناء صورة حسنة عن بريطانيا، التي قد يراها البعض من الخارج كأمة شوفينية تحكمها كراهية الأجانب.

ورغم ذلك، هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أننا آمنون نسبيًا في بريطانيا، إذ أن البلاد التي اختارها العديد من المسلمين موطنًا لهم تختلف عما نراه اليوم في وسائل الإعلام. وقد تمكنا من إنشاء مجتمع متماسك، يملك ما يكفي من المساحات الآمنة ويشارك في الفعاليات الاجتماعية ويوصل صوته إلى التيارات السياسية الرئيسية.

لقد أدت الحكومات البريطانية المتعاقبة دورًا جيدًا في حل مشكلة انتشار الإسلاموفوبيا داخل الحكومة أو في المجتمع بشكل عام، وقد تعاملت السلطات بيد من حديد مع مثيري الشغب العنصريين، كما أننا كمسلمين محميون بموجب قانون المساواة الصادر عام 2010.

حتى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون دعا إلى فتح تحقيق عندما واجه حزبه اتهامات بانتشار الإسلاموفوبيا.

كيف ساهم العالم الرقمي في انتشار الإسلاموفوبيا ؟

ما دور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الإسلاموفوبيا (أنسبلاش)
ما دور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار الإسلاموفوبيا (أنسبلاش)

الجهة الأكثر مسؤولية عن إثارة التطرف وتعزيزه هي “العالم الرقمي”، الذي غذى مشاعر التطرف والغضب دون مراعاة الاختلافات الاجتماعية الدقيقة.

من المهم أن نحقق توازنًا بين الوعي والمنظور السياسي، بحيث يمكن تجنب الروايات التي تبث الخوف، والحفاظ على الخطوات الإيجابية التي قطعها المجتمع بعيدًا عن الخطاب التحريضي.

يمكننا الحفاظ على أمننا وسلامتنا عبر الاتحاد والوقوف معًا وتعزيز التفاهم، بدلًا من قمع أو إخفاء هويتنا الثقافية.

أحث الأهالي على الحفاظ على الحوار مع الأطفال بشأن التجارب التي تهدد سلامتهم، وتشجيعهم على التحدث عند مواجهة أي مشكلات مع المجتمع المحيط، ولا تسمحوا لممارسات عدد قليل من الأفراد بخلق انقسام بين المسلمين وغير المسلمين.

في النهاية، لا شك أنه لا ينبغي لنا تجاهل الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا، ولكن علينا أن نتذكر في نفس الوقت أنها تعبر عن حالات استثنائية وليست القاعدة التي يسير عليها الجميع. يمكننا إقامة بيئة أكثر تنوعًا ودعمًا عبر الحفاظ على التواصل مع المجتمع المحيط، والوقوف ضد الظلم أينما وجد، وتجسيد قوة إيماننا بالمجتمع بالأفعال.

 


اقرأ أيضا:

التعليقات

  1. المد اليميني كاسح وسيشتد مع الأزمات الاقتصادية القادمة، بل ستنضم إليه باقي التيارات. وأخشى أن يكون مصير الجاليات كما تنبأ الكثير من المفكرين في الشرق والغرب كمصير اليهود في أوروبا.

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
4:06 pm, Dec 21, 2024
temperature icon 12°C
overcast clouds
Humidity 89 %
Pressure 1008 mb
Wind 18 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 8:04 am
Sunset Sunset: 3:53 pm