ديفيد بن بيست: بريطانيا عاصمة مالية لحماس في الغرب؟

في مقال نُشر بصحيفة معاريف العبرية، قدّم الكاتب الإسرائيلي ديفيد بن بيست ما اعتبره تحليلاً للأبعاد المالية التي تمكّن حركة حماس وحزب الله من الاستمرار في نشاطاتهما، زاعمًا أن بريطانيا باتت “العاصمة المالية” لحماس في الغرب، بل وتشارك في تمويلها بشكل مباشر وغير مباشر.
بنظر الكاتب، فإن ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 – في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى – ليس مجرّد هجوم، بل نتيجة مسار طويل من “التمويل المنهجي”، حسب تعبيره. ويحمّل الكاتب الدول الغربية، ولا سيما بريطانيا، جزءًا كبيرًا من المسؤولية، بسبب ما يعتبره “تساهلاً” مع أنشطة جمع التبرعات والعمل الخيري المرتبط بالقضية الفلسطينية.
إيران وحزب الله والعملات المشفرة
يفتتح المقال بمزاعم حول الدور الإيراني في تمويل حماس وحزب الله، من خلال وسائل غير تقليدية، تشمل تهريب الأموال، ودور الصرّافين في لبنان وسوريا، واستغلال الحصانة الدبلوماسية لبعض المبعوثين الإيرانيين في أوروبا.
ويضيف الكاتب أن العملات الرقمية، مثل “بيتكوين” و”إيثريوم”، أصبحت أداة رئيسية في يد هذه التنظيمات، إذ تتيح جمع الأموال بطريقة يصعب تتبعها، خاصة من خلال ما يُعرف بـ”المحافظ الباردة”.
الجمعيات الخيرية تحت المجهر
ينتقل المقال إلى اتهام جمعيات أوروبية، مثل “جمعية مناصرة الشعب الفلسطيني” في إيطاليا، بجمع ملايين الدولارات التي يُقال إنها حُوّلت لحماس عبر مشاريع ظاهرها إنساني، بينما يتهمها الكاتب باستخدام هذه الأموال لشراء السلاح ودعم عائلات “الإرهابيين”، على حد وصفه.
أما في ألمانيا، فيشير الكاتب إلى جمعيات مثل “مشروع أيتام لبنان”، متهمًا إياها بتمويل حزب الله من خلال تحويلات بنكية مخفية تحت غطاء العمل الخيري.
الاتهامات الموجهة إلى بريطانيا
يركز المقال بشكل خاص على بريطانيا، زاعمًا أن شخصيات مرتبطة بحماس وتحمل الجنسية البريطانية تدير شبكات مالية واسعة. ويستند إلى تقرير بثته القناة 12 العبرية يزعم أن تمويلًا مصدره بريطانيا – يشمل تبرعات فردية ومساعدات حكومية – يصل إلى الجناح العسكري لحماس.
ويشير الكاتب إلى أن ما يزيد عن ربع التمويل غير الحكومي لحماس في الغرب مصدره الجزر البريطانية، التي يرى أنها وفّرت بيئة مالية مرنة تسهّل عمليات غسيل الأموال.
كما يُعيد المقال الحديث عن تأسيس “ائتلاف الجمعيات الخيرية الإسلامية” ( ائتلاف الخير ) في بريطانيا عام 2001، والذي يربطه الكاتب بدعم الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ويدّعي أن الشيخ يوسف القرضاوي كان من أبرز مرجعياته، في تلميح يهدف إلى ربط الدعم الفلسطيني بالتحريض أو التطرف.
دعوة لحرب مالية عالمية
لا يكتفي الكاتب بتشخيص المشهد، بل يدعو صراحةً إلى تحرك سياسي وقانوني عالمي لوقف ما يسميه “شريان الحياة المالي” لحماس وحزب الله. وتشمل مقترحاته الضغط على دول مثل قطر وتركيا، وتوسيع المراقبة على المنظمات غير الحكومية، ومصادرة الأصول، وإغلاق المحافظ الرقمية، وحتى حظر الحسابات والمنصات التي تُعبّر عن تضامن مع الفلسطينيين.
وجهة نظر
ترى منصة “العرب في بريطانيا – AUK” أن هذا المقال يعكس جزءًا من الخطاب الإسرائيلي المتصاعد الذي يسعى إلى وصم العمل الإنساني والتضامني مع فلسطين بالإرهاب، دون تقديم أدلة قانونية موثقة يمكن أن تصمد أمام المعايير البريطانية والدولية.
وإذ نحذر من خطورة هذا الخطاب التحريضي، فإننا نؤكد أن القانون البريطاني يمنح حرية تنظيم العمل الخيري والتعبير عن المواقف السياسية، ما دامت في إطار القانون. كما نُشيد بالمجتمع المدني البريطاني، ومؤسساته الرقابية، التي تضمن الشفافية وتُميّز بين التضامن المشروع والدعم غير القانوني.
وتجدد المنصة رفضها لمحاولات تصدير الرواية الأمنية الإسرائيلية إلى الساحة الأوروبية، لما تمثله من تهديد على التعايش، وتقييد لحرية التعبير، وتبرير لحملات التضييق على الجاليات المسلمة والعربية.
المقال بقلم ديفيد بن بيست، الرئيس التنفيذي لإذاعة 100FM، والقنصل الفخري، ونائب عميد هيئة القنصلية، ورئيس جمعية الاتصالات الإذاعية الإسرائيلية، ونُشر في صحيفة “معاريف” بتاريخ 7 يونيو 2025.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇