هل تواجه بريطانيا خطر انقطاع الكهرباء على نطاق واسع

تواجه بريطانيا خطر انقطاع الكهرباء على نطاق واسع كما حصل في بعض الدول الأوروبية، في ظل الاعتماد المتنامي على مصادر الطاقة المتجددة دون وجود بنية مرنة قادرة على التعامل مع الزيادة الكبيرة في الطلب على الطاقة.
مخاطر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة
بهذا الشأن حذّر خبير الطاقة البروفيسور جون أندرهيل، من أن الانقطاع الذي شهدته إسبانيا يمثل جرس إنذار للمملكة المتحدة،
وأكد أندرهيل أن “الاعتماد المفرط على مصادر الطاقة المتجددة دون وجود قدرة كافية على المواجهة الطارئة، قد يعرّض الشبكة الكهربائية لأخطار جسيمة”.
وقال أندرهيل: “رغم جهلنا بالسبب المباشر لانقطاع التيار في إسبانيا والبرتغال، فإن الشبكات القائمة على الطاقة المتجددة تفتقر إلى القدرة على التفاعل السريع مع الأحداث غير المتوقعة”.
وأشار إلى أن ما يسمى “القصور الذاتي” في أنظمة الطاقة، يُعَد عاملًا حاسمًا في مواجهة التذبذبات المفاجئة في التردد الكهربائي، وفي العادة يكون غائبًا عن الشبكات المعتمدة كليًّا على طاقة الرياح والشمس.
هل واجهت بريطانيا خطر انقطاع التيار بشكل كامل؟
وذكّر أندرهيل بأن بريطانيا “اقتربت بطريقة خطرة” من انقطاع شامل للكهرباء مرتين خلال العقد الماضي، الأولى في آذار/مارس 2013، والثانية في كانون الثاني/يناير من هذا العام.
ودعا أندرهيل إلى أخذ ما حدث في إسبانيا بجدّية، وحث على تجهيز البنية التحتية، بحيث تكون قادرة على مواجهة الصعوبات في قطاع الكهرباء.
وأوضح أن تعامل إسبانيا مع الانقطاع الأخير في التيار الكهربائي يُعَد دليلًا على “أهمية وجود قاعدة طاقة أساسية غير معتمدة على مصادر متجددة”، مثل الغاز والطاقة النووية؛ لضمان استمرارية التيار خلال الأزمات.
من جهته أكد خافيير كافادا، مدير شركة “ميتسوبيشي باور” في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، أن ما حدث في إسبانيا والبرتغال كشف عن غياب واضح لـ”خدمات الشبكة”، حيث تعذّر ضبط التيار الكهربائي والتعامل مع تقلبات الطاقة المتجددة.
وقال: “رغم تطور شبكات الطاقة في أوروبا، فإن الاعتماد المفرط على مصادر غير مستقرة دون وجود آليات دعم تقني يؤدي إلى اختلال كارثي في التوازن بين العرض والطلب على الطاقة”.
ما الحلول البديلة لتدعيم البنية التحتية للطاقة؟
وأكد لي بريستلي، من شركة “كونراد إنرجي”، أنه يمكن توفير “القصور الذاتي” من مصادر غير تقليدية للطاقة، منبّهًا إلى أن إنشاء البنية التحتية الداعمة لهذا النظام “يتطلب وقتًا وجهدًا، لكنه سيوفر الكثير مقارنة بتكاليف تشغيل محطات الوقود الأحفوري فقط”.
في المقابل، أكدت الهيئة البريطانية لنظام الطاقة أن شبكة المملكة المتحدة لم تتأثر بالحادث الأوروبي، وأنها “تنسق حاليًّا مع شركائها؛ لفهم ما جرى وتقديم الدعم اللازم”، مع الامتناع عن الإدلاء بأي تصريحات نهائية في ظل استمرار التحقيقات.
ورغم الارتباط الوثيق بين الشبكات الكهربائية في أوروبا بوصفه عامل استقرار في العادة، فإنه في أوقات الأزمات قد يتحول إلى سببٍ لنقل الأعطال بسرعة بين الدول، وفقًا لما يراه الدكتور جيانجونغ وو، أستاذ أنظمة الطاقة المتكاملة بجامعة كارديف.
وقال الدكتور ديفيد برايشو، من جامعة ريدينغ: إن “أي خلل مفاجئ في الشبكة -سواء كان بسبب عطل في مولد أو انقطاع خط نقل أو توقف مستهلك كبير- يؤدي إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب على الطاقة، وقد يتحول الأمر إلى انقطاع شامل خلال ثوانٍ معدودة”.
المصدر: الإندبندنت
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇