انطلاق مشروع لوبي موحد لمناصرة القضايا العربية في بريطانيا

اختُتمت في العاصمة البريطانية لندن أعمال مؤتمر الجالية العربية الأول في بريطانيا، الذي عُقد تحت عنوان “دورة الوفاء لأصدقاء فلسطين”، أمس الأحد الموافق الـ29 من يونيو 2025، في ظل مشاركة واسعة من أبناء الجالية العربية، وممثلين عن مؤسسات إعلامية ومهنية وأكاديمية، إلى جانب شخصيات دبلوماسية وسياسية بارزة.
ودعا المؤتمر، الذي نظمته منصة “عرب لندن”، إلى تشكيل لوبي عربي فاعل ومؤثر في السياسة البريطانية، يتبنى الدفاع عن القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويعمل على تعزيز مشاركة العرب في المشهدين السياسي والمجتمعي البريطاني، من خلال إيجاد إطار مؤسسي جامع يمثل أبناء الجالية وينسق بين مؤسساتها وروابطها المختلفة.
غزة في صدارة الاهتمام
عبّر رئيس جمعية المحامين العرب صباح المختار، الرئيس الفخري للمؤتمر، عن سعادته بانطلاق هذا المشروع، داعيًا إلى مزيد من اللقاءات التشاورية بين أبناء الجالية لمواجهة الصعوبات وحماية الهُوية.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال رئيس تحرير منصة “عرب لندن” محمد أمين: إن الدورة الأولى للمؤتمر خُصصت لتكريم أصدقاء فلسطين من خلفيات بريطانية ودولية، عرفانًا بدورهم في دعم القضية، ومن بينهم الطبيبان البريطانيان الدكتور غريم غروم والدكتورة فيكتوريا روز اللذان تطوعا للعمل في غزة خلال الحرب الأخيرة.
وأكد أمين أن الجالية العربية تواجه عقبات متصاعدة، أبرزها الحرب المستمرة على قطاع غزة، التي وصفها بـ”حرب إبادة ممنهجة” لم تتمكن القوانين الدولية من وقفها، إلى جانب صعود الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين والأقليات، ومشكلات الاندماج والهُوية والثقافة.
دعوات لتوحيد الجهود وتفعيل الحضور السياسي
من جهته دعا السفير الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حسام زملط إلى إعادة تفعيل روابط واتحادات الجاليات العربية وتنسيق جهودها، مشيرًا إلى التحول الكبير في الرأي العام البريطاني لمصلحة الرواية الفلسطينية، نتيجة الجهود الحثيثة التي تبذلها الجاليات العربية وأصدقاء فلسطين في بريطانيا.
وأكد الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، أن التظاهرات الضخمة التي شهدتها لندن ومدن غربية أخرى كشفت زيف الرواية الإسرائيلية، داعيًا إلى تحويل هذا الزخم الشعبي إلى أدوات ضغط برلمانية وسياسية.
ونبّه البرغوثي إلى أهمية الوحدة داخل الجالية العربية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الإبادة غير المسبوقة في غزة، داعيًا إلى ضرورة مواصلة الضغط لوقف العدوان على غزة.
مؤسسة جامعة واستراتيجية انتخابية
وتضمنت التوصيات الختامية للمؤتمر دعوة واضحة لتأسيس مؤسسة عربية جامعة تكون مظلة للجالية، وتشكيل مجلس أعلى ينسق جهودها ويوحّد رؤاها. كما نبّهت التوصيات إلى ضرورة بناء استراتيجية انتخابية تسهم في إيصال ممثلين عن الجالية إلى البرلمان البريطاني، واستثمار الثقل الانتخابي المتزايد للعرب البريطانيين في دعم قضاياهم وقضايا شعوبهم في المنطقة العربية.
وأكد الحاضرون ضرورة تشجيع أبناء الجيلين الثاني والثالث من الجالية على الانخراط في العمل السياسي والتطوعي والطلابي، وتعزيز الاندماج الإيجابي في المجتمع البريطاني مع الحفاظ على الهُوية الثقافية واللغوية، إلى جانب إطلاق إذاعة ناطقة بالعربية تعكس صوت الجالية وتغطي قضاياها وتطلعاتها.
تكريم شخصيات بارزة
وشهد المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات الداعمة للقضية الفلسطينية، من بينها الدكتور غريم غروم، والدكتورة فيكتوريا روز التي وجّهت كلمة مصوّرة للمؤتمر عبّرت فيها عن امتنانها لهذا التقدير، والإعلامية البريطانية والناشطة مريام فرانسو، والبروفيسور أمين الحبايبة مدير مركز ابتكار المنتجات بجامعة “نوتنغهام ترنت”، والصحافي المغربي الراحل أيوب الريمي عن جهوده الإعلامية لمصلحة فلسطين وتسلمت زوجته الجائزة، والناشط الحقوقي بن جمال، وبطل الشطرنج الدولي جلال شاهين.
توصيات شاملة
هذا وصدر عن المؤتمر بيان ختامي يتضمن 14 توصية شاملة، ركزت على تعزيز العمل المؤسسي للجالية، وبناء شبكات تضامن فاعلة مع الأقليات، وتنظيم دورات تدريبية للشباب المهتمين بالعمل السياسي، وإعداد دراسات علمية عن أوضاع الجاليات العربية في بريطانيا، إضافة إلى تعزيز الخطاب الإعلامي باللغة الإنجليزية وتوفير الدعم القانوني للناشطين.
المزيد من الصور:
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇