انخفاض مقلق في مخزون الغاز البريطاني بسبب موجة البرد
تشهد بريطانيا حالة من القلق المتزايد بسبب انخفاض مخزون الغاز بشكل ملحوظ، وسط انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الطلب على الطاقة.
حذرت شركة “سنتريكا”، المشغلة لأكبر موقع لتخزين الغاز في البلاد، من أن المخزون الحالي يكفي فقط لتلبية الطلب لأقل من أسبوع، ما يثير تساؤلات حول أمن الطاقة في بريطانيا خلال فصل الشتاء.
ارتفاع الطلب وانخفاض المخزون
أرجعت “سنتريكا” هذا الوضع المقلق إلى موجة البرد القاسية التي أدت إلى زيادة استهلاك الطاقة المعتمدة على الغاز، مشيرة إلى أن تجديد المخزونات في هذا التوقيت قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز مستقبلاً.
وتشير بيانات الشبكة الوطنية إلى أن الغاز الطبيعي يُستخدم بنسبة 53% من إجمالي الطاقة في بريطانيا، مقارنة بـ 16% فقط للطاقة المتجددة، ما يبرز الاعتماد الكبير على الغاز لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء.
ضغط إضافي على مصادر الطاقة
مع قرار بريطانيا تقليص اعتمادها على الفحم في توليد الطاقة، أصبح الغاز المصدر الرئيسي للطاقة خلال موجات البرد. ومع انخفاض إنتاج الرياح بسبب أنظمة الطقس ذات الضغط العالي، زاد الضغط على استهلاك الغاز.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر مشغل شبكة الكهرباء تحذيرًا للشركات بضرورة زيادة الإنتاج لتفادي خطر انقطاع التيار الكهربائي.
تحديات التخزين والسياسات الحكومية
أفادت “سنتريكا” أن مخزون الغاز في بريطانيا حتى 9 يناير/ كانون الثاني كانت أقل بنسبة 26% مقارنة بالعام الماضي، حيث لم تُملأ إلا بنسبة 50%.
وأشارت الشركة إلى أن هذه المستويات المنخفضة تجعل بريطانيا تعتمد على مخزون يكفي لأقل من أسبوع، وهو ما يجعلها عرضة لأي زيادة مفاجئة في الطلب أو تقلبات السوق.
تعمل حكومة حزب العمال على تعزيز استثماراتها في الطاقة النظيفة، معتبرة أن ذلك هو الحل المستدام لمواجهة تغير المناخ وضمان أمن الطاقة على المدى الطويل.
وصرح المتحدث باسم وزارة أمن الطاقة أن النظام المتنوع للطاقة في بريطانيا كفيل بتلبية الطلب هذا الشتاء، مشيرًا إلى التزام الحكومة بتعزيز قدراتها في مجال الطاقة النظيفة المحلية.
دور موقع “رو” للتخزين وتحديات التوسع
يشكل موقع تخزين الغاز “رو” التابع لشركة “سنتريكا”، الواقع في بحر الشمال قبالة الساحل الشرقي لإنجلترا، حوالي نصف قدرة التخزين الوطنية.
وكانت الشركة قد أعلنت استعدادها لاستثمار 2 مليار باوند لتطوير الموقع، لكنها أشارت إلى حاجتها لدعم حكومي لضمان جدوى المشروع ماليًا.
الوضع الأوروبي وتأثيراته على بريطانيا
الوضع المقلق في بريطانيا يتردد صداه عبر أوروبا، حيث انخفضت مخزونات الغاز الأوروبية إلى 69% مقارنة بـ 84% في نفس الفترة من العام الماضي.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بريطانيا، بشكل كبير على الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والنرويج بعد تراجع الإمدادات الروسية بسبب العقوبات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة “سنتريكا”، كريس أوشي، أن عدم وجود أهداف إلزامية لتخزين الغاز في بريطانيا يجعلها في موقف مختلف عن بقية أوروبا، مشيرًا إلى أن تطوير موقع “رو” بالكامل كان سيوفر للأسر البريطانية 100 باوند سنويًا من فواتير الطاقة.
الحاجة إلى استراتيجيات جديدة
تُظهر هذه الأزمة أهمية التخزين العالي للغاز في ضمان الإمدادات خلال فترات الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتخفيف تقلبات الأسعار. ومع ذلك، فإن نقص التخزين يجعل الأسر والشركات البريطانية عرضة لتأثيرات ارتفاع أسعار الطاقة في المستقبل.
ورغم تأكيدات الحكومة على توفر الإمدادات الكافية لتلبية الطلب خلال هذا الشتاء، إلا أن الحاجة الماسة إلى استراتيجيات جديدة تعزز من أمن الطاقة وتخفض من التكاليف على الأسر البريطانية تبدو أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ ايضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇