المناطق الأكثر نشاطًا بدنيًا في بريطانيا لعام 2025… ولندن ليست في القمة

في وقت تتزايد فيه التحذيرات من أنماط الحياة الخاملة وتدهور الصحة العامة، كشفت بيانات حديثة عن مفاجأة: العاصمة البريطانية ليست الأكثر حركة كما يظن البعض. فقد أظهر تحليل جديد صادر عن شركة YuLife، المتخصصة في حلول رفاه الموظفين، أن اسكتلندا تصدرت تصنيف المناطق الأكثر نشاطًا بدنيًا في المملكة المتحدة لعام 2025، بينما حلّت لندن الكبرى في المرتبة الثانية.
التحليل استند إلى متوسط عدد الخطوات اليومية، كأحد أبرز مؤشرات النشاط الحركي، ليكشف عن تفاوتات واضحة بين مناطق بريطانيا، لا تعكس فقط أنماط الحركة، بل أيضًا الفوارق الاجتماعية والصحية بين الشمال والجنوب، وبين الحضر والريف.
اسكتلندا أولًا…
بحسب البيانات، سجّل سكان اسكتلندا متوسط 7,416 خطوة يوميًا، تلتها لندن الكبرى بـ 7,377 خطوة، في حين جاءت منطقة ويست ميدلاندز في المرتبة الأخيرة بـ 6,426 خطوة فقط، أي أقل بـ1,000 خطوة يوميًا – ما يعادل نحو 3.5 أميال أسبوعيًا من النشاط المفقود.
ترتيب المناطق حسب عدد الخطوات اليومية:
الترتيب | المنطقة | متوسط الخطوات اليومية |
---|---|---|
1 | اسكتلندا | 7,415.8 |
2 | لندن الكبرى | 7,376.9 |
3 | الشمال الغربي | 7,258.8 |
4 | الجنوب الشرقي | 7,033.9 |
5 | يوركشاير وهامبر | 6,875.7 |
6 | الجنوب الغربي | 6,833.1 |
7 | إيست ميدلاندز | 6,740.8 |
8 | الشمال الشرقي | 6,672.8 |
9 | أيرلندا الشمالية | 6,536.9 |
10 | شرق إنجلترا | 6,520.1 |
11 | ويلز | 6,464.2 |
12 | ويست ميدلاندز | 6,426.3 |
النشاط يبلغ ذروته في يناير… وينهار في نوفمبر
بمقارنة مستويات الحركة على مدار أشهر السنة، اتضح أن يناير هو الأكثر نشاطًا بدنيًا، بزيادة نسبتها 6.5% في عدد الخطوات اليومية، مدفوعًا بنوايا العام الجديد وتوجهات تحسين الصحة. لكن هذا الزخم لا يستمر طويلًا، إذ تُظهر الأرقام أن نوفمبر يشهد أدنى معدل للحركة، بانخفاض قدره 7%.
ومن اللافت أن يونيو – الذي يفترض أن يكون من أكثر شهور الصيف نشاطًا – يُصنّف في ذيل الترتيب.
ترتيب الأشهر حسب النشاط البدني:
- يناير
- أبريل
- مارس
- فبراير
- يوليو
- ديسمبر
- مايو
- أكتوبر
- سبتمبر
- أغسطس
- يونيو
- نوفمبر
مفاجأة: جيل إكس يتقدم… وجيل زد يتراجع
كشفت الدراسة عن مفارقة لافتة: الأشخاص في الفئة العمرية 45–60 عامًا (جيل إكس) هم الأكثر مشيًا، بمتوسط 7,327 خطوة يوميًا، بينما حل جيل زد (من مواليد 1997–2012) في المرتبة الأخيرة، بمتوسط 6,360 خطوة فقط.
وتشير هذه الفجوة إلى أن الجيل الأصغر، رغم الخطاب العام حول وعيه الصحي، يقضي وقتًا أطول أمام الشاشات وأقل على قدميه، مقارنةً بجيل أكبر أكثر انتظامًا في الحركة نتيجة لنمط العمل أو الروتين اليومي.
الفجوة بين الجنسين: الرجال يمشون أكثر
في جميع الأجيال، تفوّق الذكور على الإناث في عدد الخطوات اليومية بفارق يتراوح بين 900 إلى 1,100 خطوة. وكان الفرق الأكبر بين جيل الطفرة، حيث يسير الرجال بمتوسط 7,813 خطوة مقابل 6,700 خطوة للنساء. وفي جيل زد، تسجل الشابات أدنى معدل بـ 5,877 خطوة فقط، أي أقل بـ1,047 خطوة من نظرائهن الذكور.
هذا التفاوت لا يُعزى فقط لنمط الحياة، بل يعكس قضايا بنيوية مثل الوقت الضائع في أدوار الرعاية غير مدفوعة الأجر، والقيود الاجتماعية، ومحدودية الوصول إلى بيئات آمنة ومناسبة للنشاط.
لماذا تهم هذه البيانات؟ وما الذي تكشفه سياسيًا؟
تُظهر هذه الأرقام أن النشاط البدني لا يتعلّق فقط بالجهد الفردي، بل بالبنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية. الفجوات الجغرافية والعمرية والجندرية في عدد الخطوات اليومية ليست مجرد أرقام، بل مؤشرات على التفاوت في الوصول إلى المساحات الآمنة، والوقت المتاح، والبيئة الداعمة للحركة.
وقد علّق سامي روبين، المدير التنفيذي ومؤسس YuLife، بالقول: “الناس لا يفشلون في العناية بصحتهم بسبب ضعف الإرادة، بل لأن النظام يخذلهم. ننتظر أن يمرضوا حتى نتدخل، وغالبًا يكون الوقت قد فات. هدفنا هو إعادة تصميم النظام بحيث يجعل الوقاية جزءًا من الحياة اليومية وليس فكرة مؤجلة.”
في زمن تتسارع فيه الأزمات الصحية، وتزداد فيه الدعوات لـ”تحمّل الفرد مسؤولية صحته”، تكشف هذه الدراسة أن الحركة ليست خيارًا متاحًا للجميع. هناك من لديه الوقت، والمساحة، والدعم… وهناك من يعيش في أنظمة تضيق عليه حتى حقه في المشي.
إذا كانت الوقاية هي حجر الأساس في الصحة العامة، فإن المطلوب ليس فقط التوعية، بل إعادة توزيع فرص الحركة بعدالة – في المدن والريف، بين النساء والرجال، وبين الأجيال كافة. فالصحة ليست امتيازًا… بل حق، يبدأ بخطوة واحدة فقط.
المصدر ناشيونال وورد
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇