المسلمون الناجون من مأساة برج غرينفل حُرموا الطعام الحلال أثناء إعادة إسكانهم!

خلود العيط September 5, 2024

لقد حُرم الناجون المسلمون من حريق برج غرينفيل في غرب لندن من حقهم في تناول الطعام الحلال، خلال شهر رمضان وغيره، وذلك أثناء إعادة إسكانهم في الفنادق في أعقاب المأساة.

وكان هذا الإخفاق ضمن سلسلة من الإخفاقات التي كشف عنها التقرير النهائي للتحقيق في حريق برج غرينفيل، الذي نُشر أمس الأربعاء بعد ست سنوات من الكارثة.

وكشف التقرير أن الحريق الذي أسفر عن مقتل العشرات كان نتيجة “عقود من إخفاقات الحكومات المتعاقبة” وهيئات قطاع البناء في التصرف بشأن المخاطر المرتبطة بكسوة البناء القابلة للاشتعال، وأن كل الوَفَيات التي تسبب بها كان يمكن تجنبها.

المسلمون الناجون من الحريق يُحرمون من الطعام الحلال!

برج غرينفيل- وكالة الأناضول — المسلمون في بريطانيا يحرمون من وجبة الإفطار بعد حريق غرينفيل

وذكر التقرير أنه كان ينبغي للمجلس المحلي في منطقة كنسينغتون وتشيلسي بذل مزيد من الجهود؛ لرعاية جميع الناجين من الحريق دون استثناء، ولا سيما المسلمين الذين حُرموا من الطعام الحلال، الذي لم يكن متاحًا في أي من الفنادق التي أُعيد إسكانهم فيها مؤقتًا.

كما ذكر التحقيق أن الفنادق امتنعت عن تقديم وجبات الطعام للمسلمين في وقت الإفطار خلال شهر رمضان المبارك. وبهذا الصدد قالت رئيسة المجلس الإسلامي في بريطانيا زارا محمد لصحيفة الإندبندنت: “إن إهمال المجلس المحلي للأقليات والمجتمعات الدينية يسلط الضوء على قضايا هيكلية ونظامية أوسع نطاقًا يجب معالجتها”.

وأضافت: “إن التقرير لم يكشف فقط عن الإخفاقات الصادمة للحكومات المتعاقبة واستهتارها بأرواح الناس، بل يكشف عن المعاملة غير العادلة لأكثر الفئات ضعفًا في مجتمعنا. يجب أن نتعلم دروسًا من كارثة الحريق، ويجب أن تتحقق العدالة التي ينتظرها الضحايا منذ وقت طويل”.

يُشار إلى أن ضحايا حريق برج غرينفيل في غرب لندن كانوا من خلفيات مختلفة، من أفغانستان وبنغلاديش ومصر وإريتريا وإثيوبيا وإيران ولبنان والمغرب والسودان وسوريا وعدة دول أخرى.

وبحسَب التقرير فقد كان هناك نقص في دعم الأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية بصفتها لغة ثانية، ما عرقل حصول العديد منهم على معلومات بشأن الدعم والمساعدات التي أعقبت الحريق.

تجاهل التحذيرات

وأشار التقرير إلى أن حكومات حزب المحافظين المتعاقبة تلقت تحذيرات بشأن مخاطر بعض المواد المكونة لكسوة الجدران الخارجية للبناء بين عامَي 2012 و2017، ولكنها أخفقت في اتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنب الكارثة.

كما كشف التقرير عن تلاعب “متعمد ومستمر” لشركات البناء في اختبارات السلامة من الحرائق والبيانات. إضافة إلى ذلك، كانت خطة إعادة إسكان الناجين في الفنادق “غير متسقة”، حيث وُضعت عدة عائلات في غرفة واحدة، واضطرت عائلات أخرى إلى النوم في السيارات!

وبعد صدور التقرير النهائي للتحقيق، اعتذر رئيس الوزراء كير ستارمر نيابة عن الدولة البريطانية إلى أسر الضحايا والناجين في بيان له أمام البرلمان، قائلًا: “إن هذه المأساة لم يكن ينبغي أن تحدث أبدًا”، وتعهد بضمان “عدم حدوثها مرة أخرى”.

وبالنسبة لمسار العدالة في هذه القضية، أعلنت هيئة الادعاء العام أمس الأربعاء أنها لن توجه اتهامات لأي شخص بشأن الحريق قبل نهاية عام 2026 على أقرب تقدير.

كيف احترق برج غرينفيل؟

اندلع الحريق في الساعات الأولى من صباح يوم الـ14 من يونيو 2017، إثر عطل في ثلاجة داخل مطبخ شقة في الدور الرابع من برج غرينفيل في غرب لندن.

وسرعان ما انتشر الحريق عبر المبنى الذي يضم 24 دورًا؛ بسبب كسوة الجدران الخارجية المكونة من مواد سريعة الاشتعال. وبذل أكثر من مئتَي إطفائي قصارى جهودهم لإخماد الحريق، ولكنه أسفر عن مقتل 72 شخصًا معظمهم من جنسيات وخلفيات دينية مختلفة.