المئات يحاصرون مصانع الأسلحة المصدرة لإسرائيل في بريطانيا
حاصر مئات العمال يوم الأربعاء الـ20 من مارس مصانع الأسلحة في إنجلترا واسكتلندا، التي تنتج مكونات الطائرات المقاتلة من طراز (F-35)، التي تستخدمها “إسرائيل” حاليًّا في الحرب التي تشنها على غزة.
ويأتي ذلك ضمن مظاهرة نظمها عاملون في مجال الصحة، ومعلمون وعاملون في مجال الضيافة، وأكاديميون وفنانون، تحت شعار: “عمال من أجل فلسطين حرة”؛ وذلك لإجبار المصانع على وقف تصدير الأسلحة إلى “إسرائيل”.
وتُنتج هذه المصانع نحو 15 في المئة من مكونات الطائرات المقاتلة من طراز (F-35) في بريطانيا. ووفقًا لشركة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) الأميركية المصنّعة لمحركات الطائرات الحربية، فإن بريطانيا تُنتج عشرات القطع الرئيسة لهذه الطائرات، التي تُعَدّ من أحدث الطائرات العسكرية في العالم وأغلاها وأكثرها تطورًا من حيث التكنولوجيا.
عمال بريطانيون يحاصرون مصانع الأسلحة المصدرة لإسرائيل
وقد حاصر المتظاهرون مصنعَي (GE Aviation Systems) في شلتنهام (Cheltenham) و(Leonardo UK) في إدنبرة، اللذين يُعدّان من أبرز المصانع المنتجة لمكونات هذه الطائرات في المملكة المتحدة.
وقال المتظاهرون في بيان لهم: إن هذا الإجراء جاء ردًّا على الغزو الإسرائيلي الوشيك لمدينة رفح، التي اضطر معظم سكان غزة إلى اللجوء إليها، وتلبيةً للدعوات التي وجهتها النقابات الفلسطينية للعمال في جميع أنحاء العالم، للضغط على حكوماتهم المتواطئة في جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل”.
وأضاف المتظاهرون: إن الإجراء كان أيضًا ردًّا على محاولات الحكومة البريطانية تجريم المظاهرات في المملكة المتحدة وتشويه الحملات الداعمة لفلسطين ووسمها بالتطرف.
وطالب المتظاهرون الحكومة البريطانية بوقف تصدير الأسلحة، التي يعتزم الجيش الإسرائيلي استخدامها في هجومه المحتمل على رفح، وهو الهجوم الذي حذّرت الأمم المتحدة من أنه سيتسبب بكارثة إنسانية في مدينة مكتظة بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين.
يُشار إلى أن المتظاهرين حاصروا أربعة مصانع أسلحة تساعد في إنتاج مكونات طائرات (F-35) في ديسمبر الماضي، ويشمل ذلك: (Eaton Mission Systems) في بورنماوث، و(BAE Systems) في لانكشاير، و(L3Harris Release & Integrated Solutions Ltd) في برايتون، و(BAE Systems) في غلاسكو.
وفي عام 2023 قدّمت “إسرائيل” طلبًا لشراء 25 طائرة مقاتلة إضافية من طراز (F-35) من شركة لوكهيد مارتن، في صفقة بقيمة 3 مليارات دولار.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية: إن ذلك سيرفع عدد هذه الطائرات في سلاح الجو الإسرائيلي إلى 75 طائرة. وستموّل “إسرائيل” عملية الشراء من أموال المساعدات التي تتلقاها من الولايات المتحدة الأمريكية.
انتهاكات حقوق الإنسان
وقد حذّر خبراء في الأمم المتحدة من أن تصدير الأسلحة إلى “إسرائيل” لاستخدامها في غزة من المرجح أن ينتهك القانون الإنساني الدولي، ويجب أن يتوقف على الفور.
وتدعي الحكومة البريطانية أنها لم تُقدّم مُعَدات عسكرية لإسرائيل منذ الـ7 من أكتوبر، ولكن الإفادة الخطية التي قدمتها وزارة الأعمال والتجارة إلى المحكمة العليا في يناير أظهرت أن الحكومة أصدرت 28 ترخيصًا لتصدير المُعَدات العسكرية، التي من المرجح أن تستخدمها “إسرائيل” في عملياتها العسكرية في غزة.
وفي فبراير اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بأن تسع طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أقلعت وهبطت في المملكة المتحدة، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في الـ7 من أكتوبر.
وتشمل المُعَدات العسكرية التي وافقت الحكومة البريطانية على تصديرها بموجب التراخيص الحالية مكونات الطائرات المقاتلة من طراز (F-35) وناقلات الجنود المدرعة.
وفي فبراير أمرت محكمة الاستئناف في لاهاي الحكومة الهولندية بمنع جميع صادرات قطع غيار الطائرات المقاتلة من طراز (F-35) إلى إسرائيل؛ بسبب انتهاكها القانون الإنساني الدولي في غزة.
وطالبت المحكمة جميع الدول الأوروبية بوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل؛ باعتباره انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، وباعتبار أن جميع الدول ملزمة بالامتثال لاتفاقية جنيف واتفاقية تجارة الأسلحة.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇