القطاع الصحي البريطاني NHS يتضامن بقوة مع غزة
احتج موظفو القطاع الصحي البريطاني بالزي الرسمي خارج داونينغ ستريت يوم الجمعة لإحياء ذكرى استشهاد زهاء 200 طبيب في غزة منذ بدء القصف الإسرائيلي. وقد نُظّمت الوقفة الاحتجاجية لدعوة ريشي سوناك للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.
وحمل العديد من موظفي القطاع الصحي البريطاني المشاركين في الوقفة الاحتجاجية 189 لافتة مختلفة تحمل أسماء موظفي الصحة الفلسطينية الذين استشهدوا في القصف الشهر الماضي. وقال المنظمون إنه من المؤكد أن الحصيلة قد ارتفعت في الوقت الذي استغرقوه في طباعة تلك الأسماء.
موظفو القطاع الصحي البريطاني يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة
رفع نيك ماينارد، جراح متخصص في الجهاز الهضمي من إكسفورد الذي يقود مبادرة تعليمية في غزة والضفة الغربية، لافتة تحمل اسم مسعف فلسطيني استشهد في القصف الأخير. وقال إن بعض الأطباء الفلسطينيين “الأبرياء” الذين عمل معهم شخصيًا في غزة استشهدوا في الأسابيع الأخيرة، مؤكدًا أنهم ليسوا إرهابيين.
لا تزال المستشفيات مستهدفة في غزة، حيث تعرض أكبر مستشفياتها، مستشفى الشفاء، لغارة إسرائيلية في وقت مبكر من صباح الجمعة، يزعم فيها الجيش الإسرائيلي أن حماس تختبئ تحت المستشفى، وهو ما نفاه تمامًا مسؤولو المستشفى.
وفي وصفه لوضع الأطباء العاملين هناك، قال ماينارد: غزة محاطة بالدبابات والقوات البرية ولا يزال الأطباء والممرضون يحاولون علاج مرضاهم على الرغم من أن حياتهم معرضة للخطر نتيجة لذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن الوقفة الاحتجاجية أمام وستمنستر كانت بتنظيم عمر عبد المنان، طبيب أعصاب أطفال يعمل في لندن ويدير منظمة أصوات غزة الطبية (Gaza Medic Voices) ، التي تبث رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي من أطباء غزة.
وتعليقًا على استشهاد زهاء 200 موظف في قطاع الصحة الفلسطينية، قال الدكتور عبد المنان: عندما تفكر في استشهاد 10 آلاف شخص في غزة حتى الآن من بينهم 200 موظف صحي نجد أن هذه الأقلية التي تنقذ حياة الناس استُهدفت عمدًا.
وكان عز الدين أبو العيش، أستاذ الصحة العالمية وأول طبيب فلسطيني يعمل في مستشفى إسرائيلي، أحد المتحدثين، حيث قال إن القضية لا تقبل التفاوض وإنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحرك فورًا لوقف إراقة دماء العاملين في مجال الرعاية الصحية والمدنيين والأطفال الأبرياء. وأشار أيضًا إلى أن نقص الوقود والمياه النظيفة يجبر الأطباء على إجراء عمليات جراحية دون تعقيم أو تخدير مناسب.
وتجدر الإشارة إلى أن الأستاذ فرّ من غزة إلى كندا بعد استشهاد بناته الثلاث وابنة أخته في منزلهما بعد غارة برية إسرائيلية في حرب غزة عام 2009. وذكر في كتابه “I Shall Not Hate” قصة سعيه إلى السلام بعد وفاتهن.
ذكر أبو العيش إن شقيقته كانت من بين عشرات آلاف الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى مستشفى الشفاء يوم الجمعة وأجبروا على المغادرة. ولم يتمكن الدكتور من الوصول إلى أسرته في مخيم جباليا للاجئين، بمن فيهم إخوته وأخواته.
وفي هذا السياق، أُرسِلت رسالة إلى الجمعية الطبية البريطانية (BMA) بتوقيع 2900 طبيب، بالإضافة إلى أعضاء آخرين في الجمعية، يوم الجمعة للمطالبة بمزيد من الدعم للفلسطينيين في ظل نفاد المساعدات الطبية ونقص الكادر الطبي خاصة أن أكثر من ثلث المستشفيات أصبح خارج الخدمة اعتبارًا من الأسبوع الماضي.
وأعربت الرسالة عن قلق موظفي القطاع الصحي البريطاني البالغ إزاء القمع السياسي المتزايد تجاه دعاة وقف إطلاق النار والحرية للشعب الفلسطيني.
وختامًا، قال محمد زقوت، المدير العام لمستشفيات غزة، يوم الجمعة، إنهم يواجهون “وضعًا كارثيًا” لقطع المياه والكهرباء ونفاد الطعام، ما يجعلهم غير قادرين على تقديم الخدمات للجرحى والمستشفيات تحت القصف.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇