العرب في بريطانيا | الفلسطيني أحمد الناعوق يطلق كتابًا من قلب لندن ...

1446 ذو القعدة 17 | 15 مايو 2025

الفلسطيني أحمد الناعوق يطلق كتابًا من قلب لندن تكريمًا لأرواح غزة

أحمد الناعوق
عبلة قوفي April 26, 2025

في مبادرة تسعى لتوثيق معاناة الفلسطينيين، أطلق الشاب الفلسطيني أحمد الناعوق كتابًا؛ تكريمًا لأرواح الشهداء في غزة التي تنزف أمام مرأى العالم ومسمعه.

وتحت عنوان “نحن لسنا أرقامًا”، عبَر الناشط الفلسطيني أحمد الناعوق عن تجربته الشخصية، حيث حوّل حزنه على فقدان شقيقه إلى مشروع يخلّد قصص الفلسطينيين تحت نيران الاحتلال، ويعيد للضحايا إنسانيتهم المسلوبة أمام صمت العالم.

أحمد الناعوق يخلّد ذكرى أرواح الشهداء في غزة

الفلسطيني أحمد الناعوق يطلق كتابًا من قلب لندن تكريمًا لأرواح غزة

كان أحمد الناعوق في سن التاسعة عشرة حينما فقد شقيقه أيمن، الذي استشهد في غارة جوية إسرائيلية عام 2014، ليغرق أحمد بعدها في الاكتئاب، ويقضي أيامه حزينًا بجوار قبر شقيقه، متأملًا الفراغ الذي خلّفه.

وبتشجيع من الكاتبة بام بيلي، وثّق أحمد قصة شقيقه أيمن في محاولة لتحويل الحزن إلى عمل بنّاء. ومن هذه الخطوة ولدت مبادرة “نحن لسنا أرقامًا”، وهي منصة يقودها شباب فلسطينيون لنقل قصص من رحلوا، وواقع من يعيشون تحت الاحتلال. وقد أسهم عشرات الشباب من غزة في سرد حكاياتهم الشخصية ضمن كتاب يحمل اسم المبادرة.

جدير بالذكر أنه خلال عام 2014 استشهد أكثر من 2.251 فلسطينيًّا، 70 في المئة منهم من المدنيين، حسَب تقارير الأمم المتحدة.

“نحن لسنا أرقامًا”

غزة.. تُقتل بـ" الصواريخ والجوع والصمت العربي والإسلامي" !

تسعى هذه المبادرة إلى تذكير العالم بأن خلف الأرقام المأساوية توجد وجوه وأسماء وأرواح لها عائلات وأحلام، كما عبّر الناعوق لصحيفة الإندبندنت: “وراء الإحصاءات التي نراها في الأخبار أمهات وآباء وأبناء وبنات وأشقاء وشقيقات.. بشر يستحقون أن تُروى قصصهم”.

وبات المشروع أشد إلحاحًا بعد أن تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 51.305 منذ الـ7 من أكتوبر 2023. وفي مأساة شخصية أخرى، خسر أحمد 21 فردًا من عائلته في غارة واحدة على منزلهم وهم نيام في ديسمبر الماضي.

واختتم حديثه قائلًا: “السبب الوحيد لبقائي حيًّا هو وجودي في لندن. لو كنت في غزة، لكنت قُتلت مع عائلتي؛ لأن شقتي كانت ضمن المبنى المُستهدف”.

هذا وتُشير التقارير إلى أن آلاف الفلسطينيين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، من بينهم الدكتور رفعت العرعير، الشاعر والمعلم والوجه المؤسس لمبادرة “نحن لسنا أرقامًا”، والذي استشهد في غارة إسرائيلية في ديسمبر 2023. يقول أحمد الناعوق بحزن: لقد كان شخصية مميزة ومهمة للغاية بالنسبة إلينا، ولولاه لما وُلد هذا المشروع”.

ورغم مكانته، دُفن العرعير على عجل في قبر غير مميز، إلى أن تمكن أحد أصدقائه من تمييز جثته لاحقًا وإعادة دفنها بطريقة لائقة.

المقابلة الصحفية التي أثارت الجدل

تبرعات بريطانية بقيمة 37 مليون باوند تُعطي الأمل لعائلات غزة في عيد الميلاد

في عام 2023، برز اسم الناعوق في الإعلام البريطاني، لا سيما بعد مقابلته المثيرة للجدل مع المذيعة كيت غارواي في برنامج “Good Morning Britain”، والتي قوبلت بانتقادات واسعة النطاق من المشاهدين الذين وصفوا أسلوبها معه بـ”البارد” و”القاسي”، خصوصًا أن اللقاء جاء بعد أيام فقط من فقدانه لعائلته بأسرها في غارة إسرائيلية، وقال أحمد: كنت في أسوأ حالاتي النفسية، وكان من حقي أن أُسمَع دون هجوم.

ويرى الناشط الفلسطيني أن هذا الحادث يعكس حاجة الفلسطينيين الماسّة لمنصات بديلة تُنقل من خلالها روايتهم الحقيقية، بعيدًا عن انحياز وسائل الإعلام الغربية. ومن بين هذه المنصات، أطلق لاحقًا بودكاست بعنوان “فلسطين في العمق”، ليكون منبرًا يفند الروايات السائدة.

يُذكر أن جميع الكتّاب المشاركين في تأليف كتاب “نحن لسنا أرقامًا” فقدوا منازلهم أو أقاربهم خلال الحرب. ومع أن قلة منهم استطاع مغادرة غزة، فلا يزال معظمهم تحت الحصار. بعضهم يكتب قصصه في الهاتف المحمول، في ظروف بالغة الصعوبة، ثم ينتظر عودة الاتصال بالإنترنت لأيام كي يرسلها للنشر.

قصصٌ من تحت الركام

ديفيد لامي: لا نستطيع تبرير منع المساعدات عن غزة

من بين الأصوات الشابة التي توثق مأساة الفلسطينيين، يبرز حمزة إبراهيم، البالغ من العمر 22 عامًا، وهو كاتب طموح ومعلم، وقد تحدث لصحيفة الإندبندنت العام الماضي عن تجربته المروعة في التنقل بين الأنقاض بحثًا عن أصدقائه وجيرانه، كما استذكر بحزن فقدان صديقه المقرب محمد حمو، الذي ذُكر اسمه ضمن الإهداءات في كتاب “نحن لسنا أرقامًا”.

الكتاب يُهدى أيضًا لذكرى الدكتور رفعت العرعير، أحد مؤسسي المشروع، ولأربعة من المُسهمين الشباب الذين استشهدوا خلال الغارات في الأشهر الثمانية عشر الماضية: يوسف دواس، ومحمود الناعوق (شقيق أحمد الأصغر)، وهدى السوسو، ومحمد حمو.

ورغم إيمانه بقوة الشعب الفلسطيني وصموده، يعترف الناعوق بأن حجم الألم الذي يعيشه الفلسطينيون كل يوم تجاوز حدود قدرة الإنسان على التحمل، متذكرًا بحزن شديد شقيقه محمود، الذي استشهد في ريعان شبابه، 25 عامًا، وكان يعمل في مجال حقوق الإنسان، وقد حصل على منحة دراسية لدراسة الماجستير في العلاقات الدولية بأستراليا، وكان من المفترض أن يسافر خلال أشهر، قبل أن يُغتال حلمه وتنتهي حياته.

يضيف الناعوق: كان محمود مفعمًا بالحياة، لطيفًا، وجميلًا، ولم يكن يستحق الموت. كذلك عائلتي بأسرها -14 طفلًا تتراوح أعمارهم بين عامين و13 عامًا- قُتلوا في بيتنا. لم يستحق أي منهم هذا المصير الوحشي. كانوا يحملون أحلامًا، وكان لهم مستقبل، كانوا أذكياء، رائعين، ويجب أن يُذكروا لا أن يُنسَوا”.

كتاب “نحن لسنا أرقامًا” متوفر الآن، ليحمل بين صفحاته ذكرى أرواح الشهداء في غزة.

 

المصدر: الإندبندنت 


اقرأ أيضًا:

التعليقات

  1. من فضلكم هل هذا الكتاب متوفر باللغة العربية ؟
    من اين يمكن شراء نسخة في لندن ؟
    شكرا جزيلا .

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
10:46 pm, May 15, 2025
temperature icon 12°C
broken clouds
Humidity 74 %
Pressure 1026 mb
Wind 4 mph
Wind Gust Wind Gust: 7 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 5:08 am
Sunset Sunset: 8:45 pm