العرب في بريطانيا | الشرطة البريطانية تطارد طالب لجوء أُفرج عنه بال...

1447 جمادى الأولى 4 | 26 أكتوبر 2025

الشرطة البريطانية تطارد طالب لجوء أُفرج عنه بالخطأ في لندن

المحكمة العليا توقف ترحيل لاجئ في بريطانيا قبل ساعات من تنفيذ القرار
ديمة خالد October 25, 2025

تشهد العاصمة البريطانية لندن حالة استنفار أمني بعد إفراج خاطئ عن طالب لجوء إثيوبي من سجن تشيلمسفورد، حيث تكثف الشرطة عمليات البحث عنه بعد أن شوهد آخر مرة في منطقة ستراتفورد شرق لندن.

تفاصيل الإفراج الخاطئ

الشرطة البريطانية تطارد طالب لجوء أُفرج عنه بالخطأ في لندن

كشفت الشرطة أن هدوش جيربرسلاسي كباتو، البالغ من العمر 38 عامًا ويحمل الجنسية الإثيوبية، أُفرج عنه بالخطأ صباح الجمعة من سجن تشيلمسفورد (HMP Chelmsford)، بدلاً من نقله إلى مركز احتجاز المهاجرين تمهيدًا لترحيله.
وكان كباتو يقيم في فندق بيل في بلدة إيبينغ بمقاطعة إسيكس، وحُكم عليه في سبتمبر بالسجن لمدة 12 شهرًا بعد إدانته بالاعتداء الجنسي على فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا.

وذكرت صحيفة التلغراف أن كباتو صُنِّف خطأً كسجين يستحق الإفراج المشروط، وتم منحه منحة مالية قدرها 76 جنيهًا إسترلينيًا عند خروجه من السجن.

مشاهدات وشهادات بعد الإفراج

قال أحد سائقي التوصيل، ويدعى “سِم”، في حديثه لقناة سكاي نيوز، إنه شاهد كباتو يعود إلى السجن في حالة “ارتباك شديدة” أربع أو خمس مرات، محاولًا تسليم نفسه، إلا أن موظفي السجن رفضوا استقباله وأخبروه بأنه قد أُفرج عنه بالفعل، ووجهوه نحو محطة القطار.

وأضاف السائق: “كان يحك رأسه ويقول باستمرار: ‘إلى أين أذهب؟ ماذا أفعل؟’. بدا عليه القلق والارتباك، ولم يكن يعلم كيف يتصرف.”
وأشار إلى أن كباتو كان “يحاول القيام بالتصرف الصحيح” لكنه “لم يعرف أين يذهب أو كيف يتم ترحيله كما كان متوقعًا”.

وأفادت تقارير لاحقة بأن كباتو شوهد في وسط مدينة تشيلمسفورد وهو يطلب المساعدة قبل أن يستقل قطارًا متجهًا إلى لندن، حيث شوهد آخر مرة في محطة ستراتفورد شرق العاصمة حوالي الساعة 1:10 ظهرًا يوم الجمعة.

تحرك عاجل من شرطة العاصمة

الشرطة البريطانية تطارد طالب لجوء أُفرج عنه بالخطأ في لندن

أكد القائد جيمس كونواي في شرطة العاصمة أن القبض على كباتو يمثل “أولوية قصوى”، مشيرًا إلى أن التحقيق يقوده “ضابط ذو خبرة عالية” تدعمه فرق من وحدة الجرائم المتخصصة وخبراء في تعقب المطلوبين.
وأوضح أن الشرطة تقوم بفحص لقطات كاميرات المراقبة في محطات النقل والمناطق المجاورة لتحديد تحركات كباتو بعد مغادرته ستراتفورد.

ودعا كونواي الجمهور إلى الاتصال الفوري برقم الطوارئ 999 في حال رؤيته، مؤكدًا أن تفاصيل دقيقة عن سير عملية البحث لن تُكشف حفاظًا على فعالية الملاحقة.

ردود فعل حكومية وسياسية غاضبة

أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استيائه الشديد من الحادث، قائلاً إن الإفراج عن كباتو “غير مقبول تمامًا”، مضيفًا: “أنا مصدوم مما حدث، والشرطة تعمل بشكل عاجل لتعقبه، وحكومتي تدعمهم. يجب القبض على هذا الرجل وترحيله فورًا.”

أما نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي، فقال إنه “غاضب نيابة عن الجمهور” وأعلن فتح تحقيق رسمي في الواقعة.

من جانبه، وصف كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل، الإفراج عن كباتو بأنه “سوء إدارة فادح”، ودعا إلى تحقيق علني شامل.
فيما علّق نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح البريطاني، على الحادثة قائلاً: “بريطانيا منهارة.”

تحقيقات داخلية وإجراءات تأديبية

أكد متحدث باسم مصلحة السجون البريطانية أن “حماية الجمهور هي الأولوية القصوى”، معلنًا فتح تحقيق فوري في الحادث، فيما تم تعليق عمل أحد موظفي السجن المسؤولين عن الإفراجات ريثما تنتهي التحقيقات.

وقالت النائبة ماري غولدمان، عن حزب الديمقراطيين الليبراليين في تشيلمسفورد، إنها تشعر بالإحباط من ضعف التواصل مع حاكم السجن مارك هوارد، مشيرة إلى أنها “تكافح حتى لا تطالب باستقالته”.

وفي السياق ذاته، وصف آرون ستو، رئيس نقابة عمال العدالة الجنائية (CJWU)، الحادث بأنه “فشل عميق في أداء الواجب”، مضيفًا: “إطلاق سراح هدوش كباتو خيانة للضحايا وللمجتمع ولمبادئ العدالة. نطالب بتحقيق شامل وإصلاحات فورية لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء.”

أرقام مقلقة حول أخطاء الإفراج

الشرطة البريطانية تطارد طالب لجوء أُفرج عنه بالخطأ في لندن

أشارت بيانات مصلحة السجون البريطانية إلى أن عدد حالات الإفراج الخاطئ بلغ 262 حالة في إنجلترا وويلز خلال 12 شهرًا حتى مارس الماضي، بزيادة 128٪ عن العام السابق، وهو أعلى رقم يُسجّل منذ بدء الإحصاءات.
وأضاف التقرير أن 233 حالة منها وقعت داخل السجون، بينما 29 حالة حدثت أثناء الإجراءات القضائية.

كما أشار تقرير مفتشية السجون الملكية البريطانية بعد تفتيش سجن تشيلمسفورد في يناير وفبراير 2024 إلى أن السجن يعاني من ضغط كبير في الطاقة الاستيعابية ونقص في الموظفين، ما أثر على دقة إجراءات الإفراج والاستقبال.

خلفية عن الجريمة والحكم

خلال جلسة النطق بالحكم في سبتمبر الماضي، وصف القاضي سلوك كباتو بأنه “يعكس ازدراءه للنساء”.
وكان كباتو قد وصل إلى بريطانيا على متن قارب صغير عبر القنال الإنجليزي قبل الحادثة بأيام في يوليو الماضي، حيث تحرش بفتاتين مراهقتين قائلاً إنه “يريد إنجاب طفل من كل واحدة منهما”، وحاول تقبيلهما ووضع يده على فخذ إحداهما.

كما أدين أيضًا بمحاولة الاعتداء على امرأة أخرى بوضع يده على ساقها ومحاولة تقبيلها قائلاً إنها “جميلة”.
وقد أدانته المحكمة بخمس تهم بعد محاكمة استمرت ثلاثة أيام في محكمتي تشيلمسفورد وكولشستر، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام واحد.

وخلال الجلسة، أعرب كباتو عن “رغبته القوية في الترحيل”، وقد كانت وزارة الداخلية تستعد لنقله إلى مركز احتجاز المهاجرين قبل ترحيله، إلا أن الخطأ الإداري أدى إلى الإفراج عنه بالخطأ.

احتجاجات شعبية في إسيكس ومدن أخرى

أثارت قضية كباتو احتجاجات ومظاهرات مضادة في بلدة إيبينغ بمقاطعة إسيكس، قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى تضم فنادق لإيواء طالبي اللجوء في أنحاء المملكة المتحدة، وسط جدل واسع حول سياسات اللجوء والأمن العام.

وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن حادثة الإفراج عن كباتو تمثل إخفاقًا خطيرًا في منظومة العدالة البريطانية، وتؤكد أن مثل هذه الأخطاء تمس ثقة الجمهور في المؤسسات الأمنية وتُثير تساؤلات حول كفاءة التنسيق بين مصلحة السجون ووزارة الداخلية.
وتشدد المنصة على أهمية الشفافية والمساءلة في التحقيق الجاري، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد أمن المجتمع البريطاني وعدالة النظام القضائي، خاصة في ظل تصاعد الجدل حول إدارة ملفات اللجوء والهجرة في البلاد.


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

loader-image
london
London, GB
10:19 pm, Oct 26, 2025
temperature icon 10°C
broken clouds
90 %
1003 mb
17 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 75%
Visibility 10 km
Sunrise 6:43 am
Sunset 4:45 pm

آخر فيديوهات القناة