يشهد قطاع الصحة العامة في بريطانيا تحوّلاً لافتًا في التعامل مع ظاهرة السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، بعد أن سُجّل تراجع ملحوظ في نسب استخدامها منذ فرض قيود حكومية جديدة، وسط تحذيرات من غرامات قد تصل إلى 600 باوند اعتبارًا من الأسبوع المقبل على كل من يُخالف أنظمة التخلص منها أو يسيء استخدامها.
انخفاض في معدلات الاستخدام
السجائر الإلكترونية تنتشر بين أطفال يبلغون من العمر 7 سنوات في مدارس بريطانيا
أظهرت دراسة حديثة أُجريت في المملكة المتحدة أن معدلات استخدام السجائر الإلكترونية شهدت ارتفاعًا بنسبة تقارب 25٪ سنويًا بين يناير 2022 ويناير 2024، قبل أن تستقر خلال العام الأخير. وأشار الباحثون إلى أن التراجع كان أكثر وضوحًا لدى الفئة العمرية بين 16 و24 عامًا، حيث انخفض استخدام السجائر الإلكترونية القابلة للتخلص من 63٪ إلى 35٪ بعد يناير 2024.
الدكتورة سارة جاكسون، المشرفة على الدراسة، صرّحت بأن “الأبحاث لا تستطيع تحديد السبب بدقة، لكننا لاحظنا تاريخيًا أن السياسات الحكومية تسبقها دائمًا تحولات في السلوك المجتمعي”. وأضافت: “لا يزال هناك ما يتطلب فعله للحد من معدلات التدخين الإلكتروني، لكن مع استقرار الوضع، قد يكون من الحكمة تجنّب فرض قيود مفرطة قد تثني المدخنين عن التحوّل إلى وسائل بديلة أقل ضررًا”.
من جانب آخر، أطلقت جهات معنية بإدارة النفايات الإلكترونية (WEEE) تحذيرات شديدة بشأن طريقة التخلص من السجائر الإلكترونية، مؤكدة أنها تُصنّف كـ”نفايات إلكترونية” بموجب القانون البريطاني، وبالتالي تخضع لشروط صارمة في عمليات الجمع والمعالجة.
وحذّر مسؤولون في القطاع من أن التخلص العشوائي من هذه الأجهزة في صناديق القمامة المنزلية قد يؤدي إلى حرائق في شاحنات النفايات أو في مراكز المعالجة، مما يُعرّض العاملين والجمهور للخطر.
وتستعد الحكومة لتفعيل إجراءات رقابية مشددة على التخلص غير القانوني من هذه المنتجات، حيث يُنتظر فرض غرامات تصل إلى 600 باوند على من يُلقي بها في القمامة العادية، دون الالتزام بآليات التجميع المخصصة لها.
بين الصحة العامة والبيئة… معركة مستمرة
انتشار تدخين السجائر الإلكترونية بين طلبة المدارس في إنجلترا
يأتي هذا التحرك في سياق أوسع يسعى إلى تقليص الاعتماد على السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، التي يرى بعض الخبراء أنها تحوّلت من بديل للإقلاع عن التدخين إلى عامل جذب لفئات شابة لم تُدخّن أصلًا. ويرى مراقبون أن الحكومة البريطانية تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين تشجيع الإقلاع عن التدخين التقليدي، ومنع تحوّل هذه الأجهزة إلى أداة تطبيعية جديدة للتدخين بين المراهقين.
وفي الوقت ذاته، يتعاظم القلق من الأثر البيئي لهذه المنتجات، التي تحتوي على بطاريات ومعادن ثقيلة، ما يجعل التخلص منها غير السليم مسألة أمن بيئي إلى جانب كونها قضية صحية.
ماذا يعني هذا لمستخدمي السجائر الإلكترونية؟
بريطانيا تتجه لمنع السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد
ينبغي على المستخدمين التأكد من التخلص من هذه الأجهزة عبر نقاط التجميع المعتمدة أو متاجر البيع التي توفر خدمات إعادة التدوير، تجنبًا للغرامات وربما الملاحقة القانونية، في حال الإخلال بهذه القواعد الجديدة.