الداخلية تصر على وسم “بال أكشن” بالإرهاب والشارع يشتعل

تتجه الحكومة البريطانية نحو تصعيد موقفها من منظمة “بال أكشن” عبر قرار غير مسبوق يقضي بتصنيفها ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وفقًا لما أكدته وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، يوم الإثنين، وذلك على وقع مظاهرة حاشدة شهدتها ساحة ترافالغار وسط العاصمة لندن، تحدّى خلالها مئات الناشطين قرار حظر التجمع أمام مبنى البرلمان، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات محدودة واعتقال ثلاثة أشخاص.
وكشفت كوبر عن عزمها تقديم مشروع قرار للحظر أمام البرلمان الأسبوع المقبل، مبررةً هذه الخطوة بأن أنشطة المجموعة “تُهدّد الأمن القومي البريطاني” وتنتهك مواقع الدفاع الحيوية. وجاء هذا التصريح عقب عملية اقتحام نفّذها نشطاء من “بال أكشن” لقاعدة سلاح الجو الملكي “بريز نورتون” باستخدام الدراجات البخارية، حيث رشّوا طلاءً أحمر على طائرات عسكرية. ووصفت كوبر هذه الخطوة بأنها “مخزية”، مؤكدةً أن الحكومة لن تتسامح مع مَن يُعرّض الأمن القومي للخطر.
تصعيد وزارة الداخلية وجدل قانوني
القضية أثارت جدلًا واسع النطاق في الساحة البريطانية، حيث اعتبر محامو الدفاع عن نشطاء “بال أكشن” أن القرار يُشكّل سابقة خطيرة، محذّرين من إمكانية استخدامه لاستهداف عائلات ومناصرين على هامش المحاكمات. المحامي سايمون بوك، الذي يُمثّل عددًا من أعضاء المجموعة، تساءل عمّا إذا كانت هذه الخطوة جاءت نتيجة ضغوط خارجية على الحكومة البريطانية، مذكّرًا بوقائع سابقة تتعلق بتعاون الشرطة البريطانية والسفارة الإسرائيلية على تبادل معلومات حول ناشطي المجموعة.
وشدّد بوك على ضرورة الفصل بين الأفعال التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا على الأمن الوطني وبين الأعمال الاحتجاجية ذات الطابع السلمي، مشيرًا إلى حادثة عام 2003 عندما اقتحم خمسة نشطاء قاعدة سلاح الجو الملكي قبيل غزو العراق، وجرت محاكمة بعضهم على تهمة التخطيط لأعمال تخريب، قبل أن يترافع عنهم المحامي، رئيس الوزراء الحالي، كير ستارمر، مبررًا أفعالهم بأنها محاولات لوقف جرائم حرب.
هذا التوجه الحكومي نحو التصعيد لم يُثر قلق المحامين والنشطاء فحسب، بل طال عائلات المعتقلين، حيث تحدثت كلير هنشكليف، والدة الناشطة زوي روجرز (21 عامًا)، التي تقبع حاليًّا بالسجن، عن رفض الإفراج عن ابنتها بالكفالة على الرغم من عدم امتلاكها أي سجل جنائي، مؤكدةً عزمها على الدفاع عن حقها مهما كلّف الأمر. وأضافت: “ليس لابنتي أية سابقة، وأنا مصممة على الدفاع عنها بكل قوة. هذا الوضع مدمّر وغير مبرر على الإطلاق”.
رأي منصة العرب في بريطانيا
ترى منصة العرب في بريطانيا أن قرار وزارة الداخلية ملاحقة منظمة “بال أكشن” وتصنيفها على قائمة الإرهاب يُشكّل سابقة مقلقة، تُهدّد مبدأ حرية التعبير الذي طالما تباهت به بريطانيا، وتفتح بابًا لاستهداف كل مَن يتضامن سلميًّا مع القضية الفلسطينية. وتؤكد المنصة على ضرورة التمييز بين العمل السياسي السلمي، مهما كانت درجة جدليته، وبين الأعمال التي تُشكّل تهديدًا مباشرًا على الأمن الوطني، محذرةً من تبعات التضييق على مساحات التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، لما له من أثر سلبي على قيم العدالة وحقوق الإنسان في المملكة المتحدة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇