لم لا تتحدث الأحزاب البريطانية عن إخفاق نظام الخدمات الصحية (NHS)؟!
مع اقتراب موعد الانتخابات البريطانية، يعود ملف تدهور نظام الخدمات الصحية ليتصدر الواجهة مجددًا في بريطانيا.
وبهذا الصدد اشتكى أحد المواطنين البريطانيين من الوضع السيِّئ للمرافق العامة في أحد المستشفيات التي زارها للاطلاع على الوضع الصحي لوالدته.
استمرار تدهور الخدمات الصحية في بريطانيا
وأكد كريس رالف في رسالة إلى شبكة بي بي سي البريطانية، ضرورة حل المشكلات التي يعاني منها نظام الطبابة في بريطانيا، قائلًا: “يجب على الأحزاب السياسية أن تسارع إلى وقف تدهور نظام الخدمات الصحية”.
وأضاف: “الأمر لا يقتصر على إنفاق مزيد من الأموال على الخدمات الصحية، بل يجب على المسؤولين إظهار مزيد من الروح القيادية، ويبدو أن معظم السياسيين مهتمون بجني الأموال فقط، ولا يتحلون بالشجاعة الكافية لحل المشكلات الحقيقية التي تعصف بالقطاع الصحي”.
وتفاجأ رالف بأن حوض المغسلة في غرفة والدته المريضة المقيمة في المستشفى كان مكسورًا، وأن المياه كانت مقطوعة عن الحوض الآخر الموجود في الدور نفسه، واشتكى رالف من أن المراحيض كانت خارج الخدمة منذ نحو أسبوعين.
وقال رالف: إنه كان يحتاج إلى غسل يديه لتجنب نشر البكتيريا التي تعاني منها والدته.
وأضاف: “يجب توفير المياه والصابون لغسل اليدين بعد الاحتكاك بالمريض؛ لأن استخدام المعقمات لا يكفي”.
“كان يمكن أن أتسبب بانتشار العدوى ضمن جناح المستشفى؛ بسبب عدم توفر المياه والصابون لغسل اليدين”.
انقطاع المياه عن أحد أجنحة المستشفيات في بريطانيا
واعترفت إدارة مستشفى وايكومب لاحقًا بعدم وصول المياه إلى بعض الأجنحة.
وقالت إدارة المستشفى: إنها اتخذت إجراءً احترازيًّا يتمثل في تركيب فلاتر لتنقية مياه الصنابير والحمامات؛ لضمان تعقيم المياه المستخدمة في المستشفى.
لكن العديد من الصنابير المستخدمة في المستشفى كانت من الطراز القديم، ولا يمكن تزويدها بفلاتر، لذلك وفّر المستشفى بدائل للمياه، مثل المعقمات والكحول وغسول اليدين.
وأوضحت إدارة المستشفى أنها في طور إصلاح المرافق العامة، وقد أخذت عيّنات من المياه المتوفرة؛ لاختبار مدى خلوها من البكتيريا، قبل إزالة الفلاتر التي وضعت مؤقتًا على الصنابير.
وأشاد رالف بالجهد الذي يبذله طاقم المستشفى، لكنه أكد إخفاق الأطباء في الوصول إلى السجل الطبي لوالدته.
وتساءل رالف عن سبب عدم وجود رقابة على المؤسسات الطبية في بريطانيا، كما هو الحال في المؤسسات التعليمية في بريطانيا التي تتمتع بنظام رقابة فعال.
وقال: “أرى أن الهدف من إنشاء نظام هيئة خدمات الصحة البريطانية كان مساعدة الناس على حل أي مشكلات تواجههم في القطاع الطبي”.
وقال أيضًا: “لكن الناس يتجاهلون الظروف السيئة للقطاع الطبي، ولا يخضع كبار المسؤولين لأي مساءلة”.
هل نفذت حكومة المحافظين وعودها بتحسين نظام الطبابة؟
“لماذا لا تركز الأحزاب السياسية الكبرى على هذا الملف؟!”.
وكان حزب المحافظين قد أعلن تشكيل هيئات خاصة لإدارة الخدمات الطبية في بريطانيا عام 1991، وقد مدد حزب العمال صلاحية هذه الهيئات حتى عام 2004؛ من أجل ممارسة الرقابة ومحاسبة المقصرين.
ولعل الهدف الأساس من هذه الهيئات هو تحقيق مشاركة أوسع نطاقًا للمجتمع والكوادر الطبية في نظام خدمات الصحة العامة.
وتعهَّد مسؤولو حزب المحافظين باتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسين الخدمات في 40 مستشفى بريطاني بحلول عام 2030.
وأشار الحزب الحاكم في بريطانيا إلى أنه سيزيد تمويل هيئة خدمات الصحة البريطانية بما يتجاوز معدلات التضخم، وتعهد بتوظيف نحو 92.000 شخص في قطاع التمريض، إضافة إلى 28.000 آخرين لدى انتهاء فترة البرلمان الماضي.
وتعهد حزب المحافظين سابقًا بتسهيل وصول الخدمات الطبية إلى منازل المرضى عبر برنامج (Pharmacy Care)، إلى جانب تحديث المراكز الطبية الخاصة بإجراء التشخيص والعمليات الجراحية.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇