خبراء بريطانيون يحذرون من انتشار فطر قاتل في أوروبا

حذر علماء بريطانيون من خطر متزايد يهدد الصحة العامة في أوروبا وبريطانيا، يتمثل في فطر Aspergillus القاتل، وذلك في ظل التغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجات الحرارة. وأكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة مانشستر أن هذا الفطر، الموجود بشكل طبيعي في البيئة، قد ينتشر على نطاق واسع ليصيب ملايين الأشخاص في القارة الأوروبية خلال العقود المقبلة.
مخاطر الإصابة بالفطر وآثاره على الجهاز التنفسي
Aspergillus هو نوع من العفن الذي ينتشر في السماد العضوي، الأوراق المتحللة، المباني الرطبة، وأغطية الأسرّة القديمة. ويشكل خطرًا كبيرًا على من يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو، التليف الكيسي، مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، حالات الإنفلونزا الشديدة، والمرضى الذين يعانون من أعراض ما بعد كوفيد.
وقادر الفطر على التسبب في أمراض تتراوح من التهابات تحسسية إلى حالات مزمنة وأخرى غازية شديدة تصيب الرئتين، وقد تؤدي إلى نزيف مميت في بعض الحالات. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 3.8 مليون شخص يصابون سنويًا بعدوى فطرية غازية، يكون الفطر السبب المباشر في وفاة 2.5 مليون منهم.
دور تغيّر المناخ في تعزيز انتشار الفطريات
أظهرت الدراسة التي قادها الدكتور نورمان فان راين، المتخصص في العدوى الفطرية والتطور الميكروبي، أن تغيّر المناخ سيتسبب في تغيير توزيع الفطريات حول العالم، ما سيؤدي إلى انتشارها في مناطق جديدة تقع شمال أوروبا وآسيا وأمريكا. وأوضح الباحثون أن ارتفاع الرطوبة والطقس المتطرف، كالجفاف والفيضانات، يوفر بيئة مثالية لتكاثر هذه الفطريات وانتقال أبواغها عبر الهواء.
وبالاعتماد على نماذج مناخية، توقعت الدراسة أن Aspergillus fumigatus قد ينتشر إلى 77% إضافية من الأراضي بحلول عام 2100 إذا استمرت الانبعاثات الكربونية الحالية، ما يعرض نحو 9 ملايين أوروبي إضافيين للخطر. أما Aspergillus flavus، فقد يزيد انتشاره بنسبة 16%، ما يعرض مليون شخص آخرين للإصابة.
المقاومة الدوائية والضعف في التشخيص
أشار الدكتور فان راين إلى محدودية العلاجات المتاحة حاليًا، حيث لا توجد سوى أربعة أنواع من مضادات الفطريات، مع وجود مقاومة متزايدة لها، وهو ما يزيد من صعوبة العلاج. حتى مع استخدام الأدوية المناسبة، تبقى نسب الوفيات مرتفعة، وتتراوح بين 20% إلى 40% بحسب الحالة الصحية للمصاب.
ورغم خطورة المرض، لا يتم تشخيص العديد من حالات العدوى الفطرية في الوقت المناسب، بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى ونقص الوعي الطبي، بالإضافة إلى ندرة الفحوصات المخبرية المتخصصة.
الزراعة والاستخدام المفرط للمبيدات يزيدان من الأزمة
أظهرت الدراسة أن الاستخدام المكثف للمبيدات الفطرية في القطاع الزراعي يساهم في تعزيز مقاومة الفطريات للأدوية، ما يعقد جهود مكافحتها ويزيد من انتشارها. كما أن الظواهر المناخية مثل الفيضانات تجعل البيئات السكنية رطبة، ما يسهم في تفشي الفطريات داخل المنازل.
نداء عاجل للبحث والاستعداد
أُدرج فطر Aspergillus fumigatus ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية لأخطر أربعة مسببات أمراض فطرية تهدد الصحة العالمية. وأكدت مؤسسة “ويلكم” التي موّلت الدراسة أن الفطريات باتت تمثل تهديدًا للصحة العامة والنظم الغذائية، وأن التغير المناخي سيزيد من حدة هذا التهديد.
وقالت فيف جوسينز، مديرة الأبحاث في “ويلكم”: “إن فهم كيفية انتشار الفطريات من خلال الخرائط والنماذج المناخية سيمكننا من توجيه الموارد بالشكل الصحيح والتأهب لما هو قادم.”
المصدر: express
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇