الحكومة البريطانية تخصص 3 مليارات باوند لدعم مدارس طلاب الاحتياجات الخاصة
أعلنت الحكومة البريطانية عن خطة جديدة وصفت بأنها الأكبر منذ سنوات في مجال دعم التعليم المتخصص، إذ خصصت 3 مليارات باوند لتوفير 50 ألف مقعد إضافي لطلاب الاحتياجات التعليمية الخاصة (SEND) في المدارس الشاملة بأنحاء إنجلترا. ويأتي هذا الاستثمار بعد مراجعة حكومية واسعة انتهت بإلغاء بناء عدد من المدارس الحرة وإعادة توجيه تمويلها نحو خدمات أكثر إلحاحًا للطلاب ذوي الاحتياجات.
إذ تواجه المدارس البريطانية ضغطًا غير مسبوق، حيث يتلقى ما يقارب 1.7 مليون طالب دعمًا لاحتياجات تعليمية خاصة، وهو رقم يرتفع سنويًا. وترى الحكومة أن الاستثمار الجديد يمثل خطوة أساسية لتنفيذ إصلاحات شاملة سيجري تضمينها في الورقة البيضاء للتعليم بداية العام المقبل.
وقالت وزيرة التعليم بريجيت فيليبسون إن القرار بإلغاء 28 مدرسة حرة جديدة جاء بعد انخفاض أعداد الطلاب في بعض المناطق، مؤكدة أن «توجيه الأموال نحو بناء قدرات SEND سيعود بالنفع المباشر على آلاف الأسر».
تمويل لإعادة تصميم المدارس القائمة وتوفير مساحات متخصصة

سيتيح التمويل للمجالس المحلية تطوير المدارس الحالية عبر إنشاء غرف دعم إضافية، ومساحات مهيأة للأطفال المصابين بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مع الهدف الأساسي بتقليل الحاجة لنقل الطلاب لمسافات طويلة للحصول على الدعم المناسب.
كما يمكن للمجالس المحلية تقرير مستقبل 77 مدرسة حرة خاصة مقترحة، إما بالمضي في بنائها أو استثمار التمويل في حلول بديلة توفر نفس عدد الأماكن المتخصصة.
انقسام سياسي وردود فعل متباينة
انتقد حزب المحافظين الخطة واعتبر إلغاء المشاريع «تخريبًا تعليميًا»، بينما اتهمت حكومة الظل حزب العمال بسحب مدارس جديدة يرغب بها الأهالي واستبدالها بميزانية أصغر دون رؤية واضحة.
من جانب آخر، رحّب الديمقراطيون الأحرار بالتمويل، لكنهم شددوا على ضرورة إرفاقه بإصلاحات متقدمة في التشخيص والدعم لضمان فعاليته.
المجالس المحلية: الدعم يجب أن يكون قريبًا من الطلاب

حذرت رابطة الحكومات المحلية من أن إنشاء مدارس كبيرة في مناطق بعيدة قد يهدر الموارد، مشيرة إلى أن تكاليف نقل الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة تجاوزت 1.5 مليار باوند في العام المالي الأخير، بزيادة تفوق الضعف مقارنة بعام 2015.
رحبت نقابات قادة المدارس بالاستثمار، لكن نقابة NAHT شددت على أهمية توفير المعلمين المتخصصين إلى جانب تطوير المباني. ففي أكاديمية “ناينستايلز” في برمنغهام، يتلقى الطلاب أصحاب خطط EHCP تعليمًا مختلطًا يجمع بين الفصول العامة والدروس المخصصة؛ نموذج تتوقع المدارس أن يصبح أكثر انتشارًا مع التمويل الجديد.
تحديات مستمرة للأسر… وارتفاع في الطعون القضائية
ورغم الترحيب العام، لا تزال الأسر تواجه صعوبات في الحصول على خطط EHCP، وهو ما تعكسه الأرقام الأخيرة التي أظهرت ارتفاع الطعون القضائية ضد قرارات SEND إلى 25 ألف طعن خلال العام الماضي، بزيادة 18%.
وتشير منظمات المجتمع المدني إلى أن التمويل يمثل خطوة مهمة لكنه لا يكفي وحده، خصوصًا في ظل نقص المعلمين والمعالجين المتخصصين لدعم الأطفال الذين يعانون تحديات في النطق واللغة، أو اضطرابات طيف التوحد.
ومع بدء مرحلة جديدة من المشاورات، تتجه بعض مشاريع المدارس الحرة، مثل خطة كلية إيتون لإنشاء مركز تعليمي في ميدلزبره، نحو الإلغاء، بينما حصلت مشاريع أخرى على الضوء الأخضر.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
