الجزائري سمير زيتوني يتصدّى لمهاجم القطار وينقذ الركاب من مجزرة محققة
أشادت شركة السكك الحديدية الشمالية الشرقية في لندن (LNER) بموظفها سمير زيتوني، الذي أصيب بجروح خطيرة أثناء حادثة الطعن الجماعي التي وقعت مساء السبت على متن قطار قرب محطة هانتينغدون في مقاطعة كامبردجشير.
وأكدت الشركة أن سمير “لم يتردد” في حماية الركاب خلال “لحظة أزمة”، إذ أظهر شجاعة استثنائية أنقذت أرواحًا عديدة.
عشرون عامًا من التفاني في خدمة الركاب

وُلد سمير زيتوني في الجزائر، وكرّس أكثر من 20 عامًا من حياته للعمل في شركة LNER، حيث عُرف بإخلاصه في خدمة الركاب وضمان سلامتهم على شبكة السكك الحديدية البريطانية.
وفي مساء السبت، وبينما كان يؤدي عمله كالمعتاد، وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع المهاجم المسلح، فاختار أن يواجه الخطر بدل الهرب.
استخدم جسده درعًا لحماية الركاب
عندما بدأ الهجوم العنيف داخل القطار، لم يتردد سمير، بل استخدم جسده درعًا بشريًا لحماية الركاب من المهاجم. وبفضل شجاعته وسرعة بديهته، تمكن العديد من المسافرين من الفرار والاحتماء داخل العربات، ما حال دون وقوع مأساة أكبر.
وقالت شرطة النقل البريطانية (BTP) في بيان رسمي: “من الواضح أن تصرفات عضو الطاقم كانت بطولية بكل المقاييس، وأنه أنقذ بلا شك حياة العديد من الأشخاص.”
حالة المصابين وتطورات القضية
أوضحت شرطة النقل البريطانية أن عشرة مصابين نُقلوا إلى مستشفى أدينبروك في كامبريدج، بينما توجّه مصاب واحد بنفسه إلى المستشفى.
وتم تسريح ستة مرضى بعد تحسن حالتهم، في حين لا يزال أربعة في حالة مستقرة، وواحد، وهو موظف LNER، في حالة حرجة لكنها مستقرة.
وقد وُجه إلى أنتوني ويليامز (32 عامًا) عشر تهم بمحاولة القتل بعد الهجوم على القطار المتجه إلى محطة كينغز كروس في لندن مساء السبت.
كما يواجه تهمة إضافية بمحاولة القتل في حادثة أخرى وقعت فجر اليوم نفسه في محطة بونتون دوك بلندن، حيث أُصيب أحد الضحايا بجروح في الوجه بسكين.
ويجري المحققون حاليًا التحقيق في ارتباط المشتبه به بثلاث حوادث طعن أخرى في مدينة بيتربرة.
تقدير رسمي وشعبي واسع

أعرب المدير العام لشركة LNER، ديفيد هورن، عن فخره ببطولة سمير قائلًا: “في لحظة الأزمة، لم يتردد سمير في التقدم لحماية من حوله. كانت تصرفاته شجاعة بشكل لا يُصدق، ونحن فخورون جدًا به وبكل زملائنا الذين أظهروا شجاعة كبيرة تلك الليلة. نشكر سمير وعائلته، وسنواصل دعمهم ونتمنى له شفاءً تامًا وسريعًا.”
وفي بيان مؤثر صادر عن عائلته عبر الشركة، قالت الأسرة: “لقد تأثرنا بعمق بمظاهر الحب واللطف التي أظهرها الناس تجاه سمير، وبالعدد الكبير من الأمنيات الطيبة لشفائه.
كانت الرعاية التي تلقاها في المستشفى، والدعم من زملائه في LNER، رائعة للغاية. نحن فخورون جدًا بسمير وبشجاعته. لقد وصفته الشرطة بالبطل مساء السبت، لكنه بالنسبة لنا، كان دائمًا بطلًا.”
موقف الحكومة البريطانية
قالت وزيرة الداخلية البريطانية شابانا محمود أمام البرلمان إن الجمهور لا يزال لديه “أسئلة كثيرة بلا إجابة” حول منفذ الهجوم، مؤكدة أن الحكومة “يمكنها أن تفعل المزيد” باستخدام “التقنيات الحديثة والناشئة” لمكافحة جرائم الطعن المتزايدة في البلاد.
كما أشادت بالبطولة المذهلة التي أظهرها ركاب القطار وطاقمه، مضيفةً: “في يوم السبت، ذهب إلى عمله لأداء واجبه، واليوم هو بطل، وسيبقى بطلًا إلى الأبد.”
رمز إنساني يجسد الشجاعة والتضحية
لا يزال سمير زيتوني يرقد في المستشفى متأثرًا بجروح خطيرة ناتجة عن عدة طعنات أصيب بها أثناء تصديه للمهاجم. ويمثل سمير اليوم رمزًا للإنسانية الحقيقية، مزيجًا من الشجاعة والتعاطف والتضحية بالنفس في مواجهة الخطر.
وترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن قصة سمير زيتوني تجسد أسمى معاني البطولة والإنسانية، وتعكس القيم الأصيلة للعرب المقيمين في بريطانيا الذين يسهمون بإخلاص وشرف في خدمة المجتمع البريطاني.
وتؤكد المنصة أن شجاعة سمير تمثل مصدر فخر للجالية العربية جمعاء، ودليلًا على أن الانتماء الإنساني يسمو فوق كل اختلاف.
كما تدعو المنصة الحكومة البريطانية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في وسائل النقل العام، ومواصلة دعم الأبطال المدنيين الذين يخاطرون بحياتهم لحماية الآخرين، مشددة على ضرورة الاعتراف الرسمي ببطولاتهم وتخليدها.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
