العرب في بريطانيا | التيلغراف: أسلوب حياتك يهددك بعد الـ36… وهكذا ت...

1446 ذو الحجة 26 | 23 يونيو 2025

التيلغراف: أسلوب حياتك يهددك بعد الـ36… وهكذا تبدأ خطة الوقاية

الصحة بين 36 و46 عاما
عبلة قوفي May 30, 2025

عندما نبلغ عتبة الأربعينيات، يدخل الجسم في مرحلة تحول حاسمة. فبعد سنوات من المرونة والصمود أمام العادات غير الصحية، تبدأ علامات التغيير بالظهور. هذه الفترة بالذات، بين سن الـ36 والـ46، تمثل ما يشبه “نقطة اللاعودة” في رحلة الصحة، لكنها أيضًا تقدم فرصة ذهبية لإعادة توجيه الجسم نحو نمط حياة أفضل للسنوات القادمة.

وقد أظهرت دراسات فنلندية أن الاستمرار في العادات غير الصحية بعد الـ36 يُسرّع تدهور الصحة، ويرفع خطر الأمراض المزمنة بنسبة 40 في المئة، كما تؤدي هذه العادات على المدى الطويل إلى مشكلات صحية خطيرة، ويشمل ذلك الاكتئاب، والسرطان، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، والوفاة المبكرة.

على سبيل المثال: أظهرت دراسة أمريكية شملت نصف مليون شخص عام 2022 أن الذين يُقلعون عن التدخين قبل سن الـ35 يكون خطر وفاتهم مشابهًا لأولئك الذين لم يدخّنوا قطّ. لكن معدلات سرطان الرئة الناتج عن التدخين تبدأ بالارتفاع بثبات بين سن الـ40 والـ44، ولا سيما لدى الرجال، وفقًا لأبحاث السرطان في بريطانيا.

متى يفقد الجسم قدرته على التعافي السريع؟

البطالة تغزو شباب بريطانيا: 872 ألف خارج دائرة العمل والتعليم

من الناحية العلمية أكّد الباحثون أن الجسم يبدأ بفقدان قدرته على التعافي السريع بعد منتصف الثلاثينيات؛ لأن الخلايا تفقد شيئًا من مرونتها مقابل نشاط الالتهابات بصمت، إضافة إلى تغير الهرمونات، حيث تُعَد هذه المرحلة (36–46) فترة تغيرات هرمونية كبيرة، ولا سيما لدى النساء، لكن الرجال أيضًا يتأثرون.

بالنسبة للنساء، يبدأ هرمونا الإستروجين والبروجسترون بالانخفاض مع اقتراب سن اليأس ما يؤثر على الكتلة العضلية وكثافة العظام، التي تنعكس لاحقًا على ضعف المناعة وقدرة الجسم على معالجة السكريات والدهون وأمراض القلب، والسكري، والاكتئاب، والسمنة، والخرف.

أما الرجال، فتصل مستويات التستوستيرون لديهم إلى ذروتها في أوائل الثلاثينيات ثم تبدأ بالانخفاض. وكشفت دراسة حديثة من جامعة ستانفورد عن زيادة المشكلات المرتبطة بالعمر لدى الرجال في الأربعينيات، مثل هشاشة العظام واضطرابات التمثيل الغذائي.

لكن المفارقة الجميلة هنا أن هذه التغيرات نفسها يمكن أن تصبح محفزًا قويًّا لإحداث تحول صحي إيجابي إذا عاملها الإنسان بوعي.

أهمية التغذية الصحية

دراسة: ثلث البريطانيين يتبعون حمية تؤثر سلبًا على صحتهم

التغذية في هذه المرحلة تصبح أكثر من مجرد اختيارات، فيجب على الشخص أن يكثر من تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مع تقليل السكريات والدهون قدر الإمكان. ولا يتعلق الأمر بالحميات القاسية، بل ببناء علاقة ذكية مع الطعام، حيث تصبح كل وجبة فرصة لتغذية الخلايا وإبطاء عملية الشيخوخة.

الحركة

تكتسب الحركة الجسدية بعدًا جديدًا في هذه المرحلة، فلم تعد الرياضة مجرد وسيلة للحفاظ على الوزن، بل أصبحت أداة وقائية فعالة. تمارين القوة تحمي العظام من الهشاشة، والتمارين الهوائية تحافظ على صحة القلب، في حين تساعد تمارين المرونة في الحفاظ على نطاق الحركة ومنع الإصابات. المثير هنا أن الأبحاث تظهر أن البدء بالتمارين في هذه المرحلة، حتى لو لم تكن تمارسها سابقًا، يمكن أن يعود بفوائد جمة.

المرونة النفسية

مع تراكم المسؤوليات المهنية والاجتماعية، يزداد الضغط النفسي الذي يؤثر سلبًا على صحة الفرد. لهذا يُنصح باتباع تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق؛ لكونها أدوات عملية للحفاظ على التوازن الداخلي وحماية الجسم من الآثار الضارة للتوتر المزمن.

أهمية النوم العميق والفحوصات الدورية

نصائح تساعدك على النوم خلال موجات الحر

خلال هذه السنوات، تبدأ جودة النوم بالتراجع بشكل طبيعي، ما يجعل اتباع عادات نوم صحية أمرًا بالغ الأهمية. النوم الكافي يصبح عاملًا حاسمًا في تنظيم الهرمونات، وإصلاح الخلايا، والحفاظ على الوظائف الإدراكية.

هذا وتكتسب الفحوصات الدورية أهمية استثنائية. فالكشف المبكر عن أي خلل يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في النتائج الصحية، ويشمل ذلك فحوصات مثل قياس ضغط الدم، ومستويات السكر، والكوليسترول، إضافة إلى الفحوصات الخاصة بكل جنس، تصبح جزءًا لا يتجزأ من المسؤولية الصحية الشخصية.

الاهتمام بالجانب النفسي

الجانب النفسي والإيجابي لا يقل أهمية. فتبني عقلية النمو، والإيمان بالقدرة على التغيير، والتركيز على الإنجازات الصغيرة، كلها عوامل تساعد في الحفاظ على الحماس والاستمرار في رحلة التحول الصحي. ويمكن أن يشكل الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء فارقًا كبيرًا في الاستمرار على المسار الصحيح.

ختامًا يجب التنبيه إلى أن الجسم في هذه المرحلة لا يزال يتمتع بقدرة ملحوظة على التجدد والشفاء. كل تغيير إيجابي، ولو كان صغيرًا، يمكن أن يترك أثرًا تراكميًّا مهمًّا مع مرور الوقت. المفتاح يكمن في البدء الآن مع الالتزام بالعادات الصحية، واعتبار هذه السنوات فرصة ذهبية لزرع بذور صحة ممتدة لحياة حافلة بالنشاط والإنجاز.

المصدر: التيلغراف


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
3:22 am, Jun 23, 2025
temperature icon 18°C
overcast clouds
78 %
1009 mb
12 mph
Wind Gust 0 mph
Clouds 100%
Visibility 10 km
Sunrise 4:43 am
Sunset 9:21 pm