ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في بريطانيا إلى أعلى مستوى لهذا السبب
شهدت معدلات البطالة بين الشباب في بريطانيا ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغت أعلى مستوياتها منذ جائحة كورونا، ما دفع النقابات العمالية للتحذير من أن “مستقبل الشباب مهدد” في ظل الصعوبات المتزايدة التي يواجهها الشباب في العثور على وظائف.
أظهرت الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن معدل البطالة بين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا، قد ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات. فقد بلغ عدد الشباب العاطلين عن العمل 597 ألفًا في الفترة من مايو إلى يوليو 2024، بزيادة قدرها 51 ألفًا مقارنة بالعام السابق.
الأرقام الرسمية تكشف عن زيادة في البطالة
وسجل معدل البطالة بين الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا ارتفاعًا قدره 13.3%، بعد أن كان 12.3% في الفترة من يناير إلى مارس. بينما بلغ معدل البطالة بين الفئة العمرية من 16 إلى 24 عامًا 14.2%.
وصف بول ناوك، الأمين العام لمؤتمر النقابات العمالية (TUC)، هذه الزيادة بأنها “إرث سام من حزب المحافظين”، مشيرًا إلى أن الشباب يعانون من الإهمال من قبل الحكومة وأرباب العمل.
من جانبهم، عبر خريجو الجامعات عن استيائهم من صعوبة العثور على أول وظيفة، واعتبروها عملية “عدائية وغير شخصية”، ما دفع العديد منهم للعمل بأجر الحد الأدنى.
وظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية اتجاهًا متزايدًا لدى أصحاب العمل لتوظيف العمال الأكبر سنًا في السنوات الأخيرة. ففي الفترة من أغسطس 2023 إلى أغسطس 2024، انخفض عدد الموظفين الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا بمقدار 127 ألفًا، بينما زاد عدد الموظفين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عامًا بمقدار 114 ألفًا. وبلغ معدل البطالة العام في الأشهر الثلاثة حتى يوليو 4.1%.
دعوة لتحسين سياسات التوظيف وتعزيز حقوق العمال
قال ناوك: “لا يزال العاملون يواجهون مشاكل كبيرة نتيجة السياسات التي خلفها حزب المحافظين. فقد تراجعت الوظائف الشاغرة بشكل مستمر لأكثر من عامين، ويعيش ملايين العمال في وظائف غير مستقرة، مع نقص في حقوق العمل. ومستقبل الشباب على المحك مع استمرار ارتفاع معدلات البطالة بينهم.”
وأضاف: “يدعم معظم أرباب العمل خطط الحكومة الجديدة لتحسين مستوى الأجور وتعزيز حقوق العمال. لقد حان الوقت للانتقال من نهج الأجور المنخفضة والحقوق المنخفضة الذي فشل في تحسين أوضاع كثيرين.”
وأشار تقرير صادر عن مكتبة مجلس العموم إلى أن البطالة بين الشباب “لا تزال عند مستوى منخفض تاريخيًا”. فقد انخفض عدد الشباب العاطلين عن العمل إلى 406 آلاف في الفترة من مايو إلى يوليو 2022، وهو أدنى مستوى مسجل منذ بدء السجلات في عام 1992. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت البطالة بنسبة تقارب 50%.
من جانبه، أوضح جيمس كوكت، خبير اقتصادي بارز في سوق العمل لدى معهد تشارترد للأفراد والتنمية، أن خطط الحكومة لتحسين حقوق العمال الشباب، بما في ذلك رفع الحد الأدنى للأجور إلى المعدل القياسي، قد تدفع الشركات إلى تقليل توظيف الشباب.
ضرورة تحسين الدعم والتدريب المهني
وقال: “من المهم أن تخضع التغييرات المقترحة لتعزيز حقوق العمل لاستشارات دقيقة، لضمان عدم زيادة التكلفة أو المخاطر التي تواجهها الشركات عند توظيف العاملين، حيث قد يدفع ذلك الشركات إلى الامتناع عن توظيف الشباب الذين يحتاجون عادةً إلى مزيد من التدريب والتطوير.”
وأكد على ضرورة تقديم مزيد من الدعم للشباب ، مشيرًا إلى ضرورة تجاوز الحكومة خطتها الحالية لضمان فرص العمل للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا. وأضاف: “هناك حاجة ماسة لإطلاق ضمانة للتدريب المهني، تتضمن توفير مستوى معتمد من التدريب المهني للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا. سيسهم ذلك في معالجة التراجع الكبير في توفير التدريب المهني للشباب في السنوات الأخيرة، وفتح مزيد من الفرص للوصول إلى سوق العمل.”
وأشارت الحكومة إلى أنها تسعى لرفع معدل التوظيف إلى 80%، بعد أن بلغ 74.8%.
أهداف الحكومة وتحديات تحقيقها
في هذا السياق، قال بن هاريسون، مدير مؤسسة “ورك فاونديشن” الفكرية في جامعة لانكستر، إن تحقيق هذا الهدف سيكون صعبًا في ظل بقاء 2.79 مليون شخص في سن العمل خارج سوق العمل بسبب الأمراض طويلة الأمد.
وأضاف هاريسون أن خطط الحكومة “تتطلب إعادة صياغة شاملة لسياسات الرفاهية من خلال إصلاح الثقافة العقابية في مراكز العمل، وتحسين الخدمات العامة، وتعزيز العلاقات مع القادة المحليين لفتح مزيد من الفرص.”
المصدر الغارديان
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C