الإسلاموفوبيا تتصاعد في بريطانيا.. والبارونة وارسي تدعو إلى مقاومة الخطاب التحريضي

في تحذير مؤثر من تنامي الروايات التحريضية المعادية للمسلمين داخل الخطاب العام البريطاني، دعت البارونة سعيدة وارسي، أول وزيرة مسلمة في تاريخ بريطانيا، إلى ضرورة تنظيم المجتمع والتصدّي للموجة المتصاعدة من الإسلاموفوبيا، التي وصفتها بأنها “شديدة الخطورة” و”تقودها النخب لا العامة”.
وخلال مشاركتها في مهرجان “هاي” الثقافي، وهو من أبرز الفعاليات الأدبية في بريطانيا، شبّهت وارسي الخطاب الحالي الموجّه ضد المسلمين بالخطاب المعادي لليهود في أوروبا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، محذّرة من أن “اللحظة الفاصلة” قد تكون أقرب مما يتصور كثيرون.
وقالت وارسي في حديثها للصحفية البريطانية الإسرائيلية رايتشل شابي: “يؤلمني ما آلت إليه صورة المسلمين في هذا البلد… لا يهم كم نخدم، ولا كم نُسهم في بناء وطننا، فنحن ما زلنا لا ننتمي، لا نُحترم، ولا يُوثق بنا”.
خطة بديلة لمغادرة البلاد!
وفي واحدة من أكثر لحظات اللقاء تعبيرًا عن القلق الوجودي، روت وارسي نقاشًا دار بينها وبين زوجها بشأن احتمال الاضطرار إلى مغادرة بريطانيا، على غرار ما فعلته بعض العائلات اليهودية في أوروبا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وقالت: “سألت زوجي: هل سنكون مثل تلك العائلات اليهودية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في أوروبا، التي أقنعت أنفسها بأنها بأمان لأنها ناجحة وتعيش في مناطق جيدة، لكنها في النهاية تأخرت كثيرًا؟ هل علينا أن نعدّ خطة بديلة كما يفعل كثيرون حولنا؟”.
الإسلاموفوبيا ليست من العامة بل من السلطة
ونبّهت وارسي إلى أن الكراهية المتزايدة تجاه المسلمين لا تنبع من الناس العاديين، بل تُبثّ من أعلى الهرم السياسي والإعلامي.
وأضافت: “الخبر الجيد أن هذه السرديات التحريضية لا تأتي من عامة الناس، بل من أصحاب النفوذ والمنابر الكبرى الذين يكرّرون: لا يمكن الوثوق بالمسلمين، المسلمون خطر، رجالهم عدوانيون، ونساؤهم خانعات”.
وأشارت إلى أن هذه الروايات المتكررة تسهم في تسميم الوعي العام، وتشكيل صورة نمطية سلبية تجاه المسلمين البريطانيين، ما ينعكس سلبًا على فرص اندماجهم وشعورهم بالأمان والانتماء.
وفي ختام حديثها، وجّهت وارسي نداءً إلى كل من يحرص على حماية التعددية في المجتمع البريطاني، مؤكدة أن الصمت في وجه هذا الخطاب المتصاعد لن يؤدي إلا إلى تآكل الحقوق والحريات الأساسية للجميع.
وقالت: “حان الوقت لأن نتنظم ونقاوم هذه السرديات التحريضية؛ لأن حقوقنا جميعًا ستتأثر في النهاية إن واصلنا التفرج”.
رأي منصة العرب في بريطانيا
نؤكد في منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن تصريحات البارونة سعيدة وارسي تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه عدد متزايد من المسلمين في المملكة المتحدة، في ظل خطاب سياسي وإعلامي ينزع نحو التعميم والتحريض بدلًا من الفهم والاحتواء.
ونرى أن مقاومة الإسلاموفوبيا لا تبدأ بالتنديد بها فقط، بل بتفكيك الخطابات التي تُغذيها من خلال سياسات إعلامية، ومواقف حكومية، وممارسات أمنية تحتاج إلى مراجعة عميقة. كما ندعو إلى تعزيز دور المسلمين في الحياة العامة، ومواصلة السعي لبناء مجتمع بريطاني أكثر عدلًا وتنوعًا وتضامنًا.
المصدر: Arab News
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇