من هي فاطمة شهيد المحامية المسلمة التي تقود المعركة القضائية للأمير هاري؟

في سابقة قانونية تجمع بين النضال الحقوقي والبروز المهني، تقف المحامية البريطانية المسلمة فاطمة شهيد، البالغة من العمر 48 عامًا، على رأس فريق الدفاع عن الأمير هاري في معركته القضائية ضد وزارة الداخلية البريطانية بشأن خفض الحماية الأمنية المخصصة له عقب تخليه عن مهماته الملكية الرسمية.

أول محامية محجّبة تنال لقب “مستشارة ملكية

دخلت فاطمة شهيد التاريخ القانوني في بريطانيا عام 2016 حين عُينت أول محامية ترتدي الحجاب بلقب “Queen’s Counsel” (الذي بات يُعرف بـ”King’s Counsel” بعد تولي الملك تشارلز الثالث العرش). وقد اختارتها مجلة *The Lawyer* قبل ذلك ضمن قائمة “نجوم المحاماة تحت سن الثلاثين” عام 2005، ثم أدرجتها *The Times* عام 2007 ضمن “10 نجوم مستقبليين في سلك المحاماة”. وحازت لاحقًا جائزة “محامية حقوق الإنسان للعام” من منظمتي *Liberty* و*Justice*.

في تصريحات سابقة، كشفت فاطمة أنها كانت على وشك أن تختار طريق الفن بدلًا من القانون، مشيرة إلى أنّ قرارها بالدراسة في كلية الحقوق بدلًا من الالتحاق بكلية الفنون كان “واحدًا من أصعب قرارات حياتها”.

ولدت فاطمة شهيد في المملكة المتحدة، وتخرجت من جامعة غلاسكو، ثم تابعت دراستها في القانون بجامعة أكسفورد، وأكملت دراساتها العليا في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة. تعمل حاليًّا ضمن فريق “بلاكستون تشامبرز” في لندن، وتختصّ بالقضايا الحقوقية، والقانون العام، والقانون الدولي، إضافة إلى النزاعات التجارية والتنظيمية.

من العراق إلى نيوكاسل: قضايا بارزة

اشتهرت فاطمة بدورها المحوري في عدد من القضايا ذات الأهمية العامة، أبرزها تمثيل عائلة بهاء موسى، الشاب العراقي الذي قُتل تحت التعذيب أثناء احتجاز القوات البريطانية له في مدينة البصرة عام 2003. وقد ساعدت في دفع القضاء البريطاني للاعتراف بسريان قانون حقوق الإنسان على أفعال الجنود البريطانيين خارج البلاد.

كما كان لها دور بارز في النزاع القانوني بين رجل الأعمال مايك آشلي، مالك نادي نيوكاسل يونايتد آنذاك، ورابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بشأن بيع النادي لصندوق الاستثمار السعودي.

أعدّت فاطمة في عام 2017 التقرير الرئيس للجنة برئاسة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق غوردون براون بشأن حماية الأطفال في مناطق النزاعات. وفي عام 2019، حصلت على جائزة “#اكتب_الخطأ” من جمعية *Theirworld* الخيرية، إذ قدّمتها وزيرة الداخلية الحالية إيفيت كوبر، مشيدة بعملها “الدؤوب في الدفاع عن الأطفال المهمّشين والمتضررين من النزاعات المسلحة”.

 المعركة القانونية من أجل الأمير هاري

في أحدث معاركها القضائية، تقود فاطمة شهيد فريق الدفاع عن دوق ساسكس، الذي يطعن في قرار لجنة RAVEC المسؤولة عن حماية الشخصيات العامة، بخفض مستوى الحماية الأمنية الممنوحة له منذ تخليه وزوجته ميغان ماركل عن واجباتهما الملكية عام 2020.

قدّمت فاطمة مرافعة مكتوبة أمام المحكمة العليا، كشفت فيها أن تنظيم القاعدة دعا إلى اغتيال الأمير هاري بعد سحب الحماية الممولة من الدولة، وأنه وُصف بـ”الهدف المشروع” في أعقاب مغادرته الحياة الملكية.

اتهمت فاطمة اللجنة بعدم تطبيق إجراءاتها المعتادة في تقييم المخاطر الأمنية المتعلقة بالأمير، وأشارت إلى أن القرار اتُّخِذ دون عقد اجتماعات رسمية موثقة أو دون الاستناد إلى أسس مهنية، وهو ما اعتبرته “عملية استثنائية ومبهمة” لم تُمنَح فيها الأسرة الملكية الفرصة لتقديم ملاحظاتها أو الطعن فيها.

في المقابل، دافع محامي وزارة الداخلية، السير جيمس إيدي، عن الإجراءات المتبعة، معتبرًا أن الأمير “أخفق في رؤية الصورة الأوسع”، وأكد أن تلك الإجراءات كانت مبررة ولا تنطوي على تمييز، حتى وإن كانت تختلف عن البروتوكولات المعهودة.

رغم شهرتها بالنظام الصارم والعمل الدؤوب، لا تخفي فاطمة لحظات ضعفها وصعوباتها المهنية. ففي إحدى مقابلاتها، روت حادثة نسيت فيها بذلتها الرسمية قبل أول مرافعة لها في محكمة محلية، واضطرت إلى شراء بذلة جديدة من محل تجاري صباح الجلسة.

وعند سؤالها عن أكثر الأشخاص تأثيرًا في مسيرتها، ذكرت والديها، وزوجها، وأستاذها الراحل بيتر بيركس، الذي وصفته بأنه “صديق ومرشد”. ونصحت من يفكر بدخول سلك المحاماة قائلة: “تأكد من أنك تريده فعلًا، فهذه مهنة تستوجب الشغف بقدر ما تستوجب المهارة”.

قرار المحكمة المرتقب

ينتظر أن يصدر الحكم في قضية الحماية الأمنية للأمير هاري لاحقًا، بعدما استمعت المحكمة إلى المرافعات الختامية من فاطمة شهيد وخصمها القانوني عن وزارة الداخلية. وبينما يُنظر إلى القضية بوصفها اختبارًا للعدالة في التعامل مع أفراد العائلة الملكية بعد تخليهم عن أدوارهم الرسمية، فإن فاطمة شهيد تواصل ترسيخ حضورها بوصفها صوتًا قانونيًّا متميزًا في المشهد الحقوقي البريطاني، يجمع بين الخبرة والريادة والتحدي الشخصي.

المصدر دايلي مايل 

إقرأ أيّضا

• ماذا تفعل العائلات المسلمة في الكريسماس؟
• تربية الأبناء على تدبّر القرآن في رمضان: منهج عملي للأسرة المسلمة في الغرب
• المسلمة فايزة شاهين تعتزم مقاضاة ستارمر والعمال بعد منعها من الترشح