العرب في بريطانيا | اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن...

1447 رجب 1 | 21 ديسمبر 2025

اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن» المضربين عن الطعام في لندن

اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن» المضربين عن الطعام في لندن
صبا الشريف December 18, 2025

في تطورٍ يعكس تشديدًا أمنيًا متصاعدًا على الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، نفذت الشرطة في بريطانيا أولى الاعتقالات منذ إعلانها نيتها التعامل بحزم مع ما تصفه بدعوات “عولمة الانتفاضة”.

وجاءت هذه الاعتقالات خلال مسيرة نُظمت في لندن دعمًا لمعتقلين مضربين عن الطعام، في خطوة أثارت انتقادات واسعة بسبب ربط احتجاجات سلمية مناهِضة للحرب الإسرائيلية على غزة بأعمال عنف وقعت خارج البلاد.

اعتقالات في لندن على خلفية احتجاجات مؤيدة لفلسطين

اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن» المضربين عن الطعام في لندن

أعلنت الشرطة البريطانية تنفيذ أولى اعتقالاتها على خلفية شعارات رُفعت خلال احتجاجات مؤيدة لفلسطين، وذلك عقب إعلانها تشديد الإجراءات بحق من يطلقون دعوات علنية إلى ما تصفه بـ”عولمة الانتفاضة”، في أعقاب هجوم شاطئ بوندي في أستراليا. وربطت السلطات هذه الدعوات باحتجاجات مناهِضة للحرب الإسرائيلية الموصوفة بالإبادة، في خطوة اعتبرها منتقدون محاولة لزجّ تحركات سلمية في سياق أحداث عنف لا صلة مباشرة لها بها.

وقالت شرطة العاصمة البريطانية ، في منشور على منصة “إكس” ليل الأربعاء، إنها نفذت 4 اعتقالات خلال احتجاجات أُقيمت أمام وزارة العدل في منطقة وستمنستر، موضحة أن جميع الاعتقالات “تتعلق بادعاءات إطلاق هتافات أو ترديد شعارات تتضمن دعوات إلى الانتفاضة”.

وجاءت هذه الاعتقالات بالتزامن مع مسيرة دعت إليها مجموعات داعمة لثمانية معتقلين مضربين عن الطعام، وسط تحذيرات من تدهور أوضاعهم الصحية إلى مستويات تهدد حياتهم. وكان هؤلاء قد سُجنوا على خلفية صلات مزعومة بجماعة “فلسطين أكشن”، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان شرطة العاصمة وشرطة مانشستر الكبرى عزمهما اعتماد نهج “أكثر حزمًا” في التعامل مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بذريعة التصدي لما تصفه السلطات بتصاعد معاداة السامية.

وفي هذا السياق، دافعت وزيرة شؤون الحماية في بريطانيا، جيس فيليبس، عن إجراءات الشرطة، إذ نقلت عنها صحيفة التايمز اللندنية قولها إن “لا تفسير آخر لهذه الشعارات سوى أنها تحرض على العنف، بما قد يترتب عليه عواقب خطيرة”.

بن جمال ينتقد النهج الأمني ويشرح مفهوم الانتفاضة

اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن» المضربين عن الطعام في لندن

في المقابل، أوضح بن جمال، من حملة التضامن مع فلسطين، أن مصطلح “انتفاضة” في اللغة العربية يُستخدم للدلالة على “التحرر أو النهوض في مواجهة الظلم”. وبيّن أن الكلمة، في السياق الفلسطيني، تعبّر عن شكل من أشكال العصيان المدني في مواجهة الاحتلال العسكري وتوسّع المستوطنات غير القانونية.

وأضاف أن هذا المفهوم ارتبط تاريخيًا بمحطتين بارزتين بين عامي 1987–1993 و 2000–2005، وقد قوبلتا بردود إسرائيلية عنيفة أسفرت عن استشهاد آلاف الفلسطينيين.

وانتقد جمال غياب أي تشاور مع منظمات المجتمع المدني قبل اعتماد النهج الأمني الجديد، معتبرًا، في منشور على منصة “إكس”، أن “قوى داخل المؤسسة السياسية” تستثمر “العنف العنصري البشع على شاطئ بوندي” لتجريد أي احتجاج على ما وصفه بـ”إبادة جماعية مفتوحة” من شرعيته.

شرطة العاصمة تتخذ إجراءات حازمة عقب هجمات عنف متفرقة

اعتقالات خلال مسيرة التضامن مع معتقلي «بال أكشن» المضربين عن الطعام في لندن

ويأتي هذا التشديد الأمني عقب مقتل 15 شخصًا، يوم الأحد، على يد مسلحين — أحدهما أب والآخر ابنه — خلال مهرجان حانوكا أُقيم على شاطئ في سيدني، إضافة إلى هجوم سابق وقع في تشرين الأول/أكتوبر الماضي واستهدف كنيسًا يهوديًا في مانشستر أثناء “يوم كيبور”، أقدس أيام التقويم اليهودي.

وفي بيان مشترك، قال قادة شرطة العاصمة وشرطة مانشستر الكبرى إن “أعمال عنف وقعت، والسياق تغيّر، والكلمات لها معانٍ وتبعات”، مؤكدين أن الشرطة “ستتحرك بحزم وستنفذ اعتقالات عند الضرورة”.

ورحبت جماعات يهودية بهذه الخطوة، إذ وصف كبير حاخامات بريطانيا، إفرايم ميرفيس، الإعلان بأنه “إجراء مهم لمواجهة خطاب تحريضي أسهم في إلهام أعمال عنف وإرهاب”.

كما أفادت منظمات، من بينها “صندوق أمن المجتمع” (CST) المعني بحماية الجالية اليهودية في بريطانيا، بتسجيل ارتفاع في حوادث معاداة السامية خلال الفترة الأخيرة.

في المقابل، تشير تقارير حقوقية إلى تصاعد الإسلاموفوبيا والاعتداءات ضد المسلمين في بريطانيا خلال السنوات الماضية، في ظل خطاب سياسي وإعلامي متشدد يتبناه جزء من التيار اليميني، ولا سيما — دون حصر — حزب “ريفورم” بزعامة نايجل فاراج وأنصاره.

تفتح هذه التطورات نقاشًا أوسع حول كيفية موازنة السلطات البريطانية بين متطلبات الأمن العام وضمان الحق في التظاهر السلمي، لا سيما حين يتعلق الأمر بقضايا سياسية وإنسانية حساسة. ويُظهر الجدل الدائر أهمية التعامل مع المصطلحات السياسية ضمن سياقها التاريخي واللغوي، بدل اختزالها في تفسيرات أمنية قد تؤدي إلى توسيع دائرة الاشتباه والتجريم.

كما يبرز دور الشفافية والتشاور مع منظمات المجتمع المدني في الحد من الاحتقان، وضمان ألا تتحول الإجراءات الاستثنائية إلى مسار دائم يقيد الفضاء العام ويقوض الثقة بين المحتجين والمؤسسات الرسمية.

المصدر : الجزيرة


إقرأ أيضًا :

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة