ارتفاع قياسي في الإحالات إلى برنامج بريفينت “الوقاية من التطرف” في بريطانيا
سجلت السلطات في بريطانيا خلال العام المنتهي في مارس ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الأشخاص الذين أُحيلوا إلى برنامج “Prevent” لمكافحة التطرف، في ظل تزايد المخاوف من التطرف اليميني . وتشير البيانات الأخيرة إلى ارتفاع الإحالات المرتبطة بهذا النوع من التطرف بنسبة 37%، ما يعكس تغير طبيعة التهديدات التي يواجهها المجتمع البريطاني.
وتم إحالة ما مجموعه 8,778 شخصًا إلى البرنامج، وهو أعلى رقم منذ بدء تسجيل البيانات في 2015، بزيادة بلغت 27% مقارنة بعام سابق شهد إحالة 6,922 شخصًا. ويعد برنامج “Prevent” جزءًا أساسيًا من جهود بريطانيا لمكافحة الإرهاب، ويهدف إلى منع الأفراد من الانخراط في الأنشطة الإرهابية أو دعمها.
وأظهرت البيانات ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الأشخاص المحالين لأسباب تتعلق بـ”التطرف اليميني”، إذ شكلوا 21% من الإجمالي (1,798 شخصًا)، بزيادة 37% مقارنة بعام سابق سجل 1,314 شخصًا (19%).
وجاء هذا الرقم أعلى من حالات التطرف الإسلامي، التي مثلت 10% من الإحالات (879 شخصًا) مقابل 13% (913 شخصًا) في العام السابق.
التعليم والشرطة في صدارة إحالات مكافحة التطرف

وكانت أكبر نسبة من المحالين لأسباب غير أيديولوجية، حيث بلغ عددهم 4,917 شخصًا، إلا أن هذه الحالات كانت أقل احتمالًا ليتم اعتمادها من قبل اللجان متعددة الجهات المكلفة بتقييم المخاطر، فتم اعتماد 10% فقط من 1,908 إحالات “بدون أيديولوجية”، مقارنة بـ34% (612) من الحالات المرتبطة بـ”التطرف اليميني” و27% (126) من الأفراد الذين لديهم “انجذاب للعنف الشديد أو الهجمات الجماعية دون أيديولوجية محددة”.
وسجل البرنامج ما مجموعه 142 إحالة لكل مليون شخص في إنجلترا وويلز.
وعند النظر إلى التوزيع الجغرافي، تصدرت منطقة غرب ميدلاندز الإحالات لكل مليون نسمة (176)، بينما سجلت جنوب شرق إنجلترا أعلى نسبة من إجمالي الإحالات (16% – 1,398 إحالة). وسجلت شرق إنجلترا أدنى نسبة (93 إحالة لكل مليون نسمة)، أي ما يعادل 7% من مجموع الإحالات.
مثل كل عام، شكّل قطاع التعليم أكبر حصة من الإحالات بعدد 3,129 إحالة (36%)، وهو انخفاض طفيف عن العام السابق الذي سجل 40% من الإجمالي. وجاءت الشرطة في المرتبة الثانية بعد التعليم بعدد 2,631 إحالة (30%)، بزيادة 37% عن العام السابق الذي سجل 1,921 إحالة (28%).
اللورد أندرسون يحذر من خطر الأفراد بلا أيديولوجية محددة

قال اللورد أندرسون، المفوض المستقل المؤقت لبرنامج Prevent، لقناة سكاي نيوز: “على برنامج Prevent أن يتكيف تمامًا كما يتكيف التطرف نفسه”.
وأشار اللورد ديفيد إلى انخفاض إحالات الأفراد ذوي “الأيديولوجية المتكاملة”، مقابل ارتفاع الحالات التي يستمد فيها التطرف من “مزيج متنوع من الأفكار”. وأوضح أن معظم الإحالات كانت لأشخاص بلا أيديولوجية محددة، بينما الأفراد الذين لديهم “تطرف يميني” أو “تطرف إسلامي” هم الأكثر احتمالًا ليتم اعتمادهم.
وكانت إحالات الأفراد ذوي الأيديولوجيات اليمينية أكثر عرضة للاعتماد، إذ تم تبني واحدة من كل ثلاث إحالات، فيما حذر اللورد ديفيد من أن الأشخاص الذين ليس لديهم أيديولوجية محددة ولكن لديهم انجذاب للعنف الشديد قد يكونون “خطرين جدًا”.
وأضاف أن هؤلاء الأفراد يحتاجون إلى مرشدين أصغر سنًا، يمتلكون فهمًا أوسع للعالم الرقمي، وخبرة في الصحة النفسية وحالات التنوع العصبي، التي تؤثر على ثلث المحالين تقريبًا.
ثلث المحالين لديهم مشاكل نفسية أو تنوع عصبي

سجلت إحالات السلطات المحلية أكبر زيادة، حيث ارتفعت بنسبة 54% من 582 إلى 895 إحالة، بينما شهدت الإحالات القادمة من المجتمع والأصدقاء والعائلة تراجعًا بنسبة 25% و7% على التوالي.
كما نشرت البيانات لأول مرة معلومات عن العرق، وأظهرت أن 65% من المحالين الذين تم تحديد عرقهم (2,747) كانوا من البيض، و 19% (789) من الآسيويين، و 8% (320) من السود، و 8% (338) من فئات أخرى.
وأوضحت البيانات أن نحو ثلث المحالين (2,995) لديهم على الأقل حالة مرتبطة بالصحة النفسية أو التنوع العصبي، وكان اضطراب طيف التوحد (ASD) هو الأكثر شيوعًا بينهم.
ارتفاع عدد الإحالات إلى برنامج Prevent يعكس تغيّرًا ملحوظًا في طبيعة التطرف داخل المجتمع البريطاني، خصوصًا مع تصاعد التطرف اليميني. من المهم النظر إلى هذه الظاهرة كفرصة لتعزيز برامج الوقاية والتدخل المبكر، مع التركيز على توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص الأكثر عرضة للتطرف، بما يشمل فهم التحديات الرقمية والصحية والنفسية التي يواجهونها. كما يمكن أن يساهم العمل المجتمعي والتعليمي المشترك في بناء بيئة أكثر أمانًا، تقلل من المخاطر وتعزز قدرة المجتمع على التعامل مع مختلف أشكال التطرف قبل أن تتحول إلى تهديدات فعلية.
المصدر : سكاي نيوز
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
