إلى ليان في غزة.. رسالة أمل من قلب محب

أحببت أن أكتب هذه الرسالة علنًا لإسعاد ليان، لأنها أخبرتني منذ فترة: “اشتقت يا خالتو لمقالاتك التي كنتِ تضعين عليها صورتي”. نعم، ليان، مصدر الحب والإلهام لي، كانت صورتها الجميلة تزين مقالاتي، وها هي اليوم تصبح موضوع الكتابة.

طفلتي العزيزة ليان،

أعلم أن الكلمات قد لا تكفي لتخفيف الألم أو لتغيير صعوبة الظروف التي تعيشينها يا صغيرتي، لكنني أريدك أن تعلمي أنك مصدر قوتي. أستمد طاقتي من ابتسامتك، من نظراتك الواثقة، من شجاعتك وإيمانك القوي بالله. أنتِ وأطفال غزة علمتمونا دروسًا لا تُنسى، جعلتمونا نخجل من أنفسنا، نخجل من عجزنا وتقصيرنا وقلة حيلتنا.

في هذه اللحظات الصعبة التي تمرين بها، تذكري دائمًا أن القوة التي بداخلك أعظم مما يمكننا تصوره. وبإذن الله، ستروي هذه القوة لأطفالك يومًا ما، وستكونين مصدر فخر لهم. مهما بدت الأيام مظلمة، فإن ثقتك بالله هي نورك الذي سيقودك إلى الفرج.

أعرف أن الحياة في غزة قاسية جدًا، وأنك قد تشعرين بالخوف والحزن أحيانًا. لكن يا ليان، الألم ليس نهاية الطريق. بل هو مرحلة تعبرينها لتصبحين أقوى. أنتِ صغيرة، لكن فيكِ من الشجاعة ما يعجز عنه الكثيرون.

لن أعدك بأن الحياة ستكون سهلة، لكنها ستكون مليئة بالتحديات التي ستتغلبين عليها، لأنك تملكين قوة لا تقدر بثمن. سيبدلك الله أيامًا جميلة بعوض كريم، لأنك تستحقين كل الخير. وكل صباح تشرق فيه الشمس هو فرصة جديدة لتحقيق الأمل. وأنتِ قادرة على تحويل كل صعوبة إلى درس يجعل منكِ شخصًا أعظم.

طفلتي الغالية،

أدعو الله أن يهدأ قلبك، وأن يعم السلام أرضك وبيتك. ابتسامتك الجميلة هي نور يضيء قلبي، فلا تسمحي لأي ظرف أن يطفئ هذا النور. لا تيأسي يا حبيبتي، فأنتِ أقوى من كل ما تمرين به، وتستحقين السعادة والفرح رغم كل شيء.

ابقِ قوية، وتذكري دائمًا أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحبونكِ ويأملون لكِ حياة مليئة بالأمل. حتى وإن خذلكم العالم بأسره، فالله خالق العالم معكم هو الأقوى من كل شيء والقادر على كل شيء سبحانه.

ابقِ قوية يا ليان.

أنتِ نور، وأنتِ أمل، وأنتِ أغلى وأقرب إلى قلبي مما تتخيلين.

اقرأ أيضًا:

• اليوم العالمي للصحة النفسية.. بين جبر النفوس وكسرها
• علمتني غزة
• في ظل الحرب: المعاناة الصامتة لنساء غزة وأطفالها