إعلانات بعنوان “رواتب للإرهابيين أم مساعدات إنسانية؟” في الإعلام البريطاني.. ما القصة؟
تتجه وسائل الإعلام البريطانية إلى نشر محتوى دعائي منحاز لإسرائيل، يستهدف تشويه صورة وكالات الأمم المتحدة الإغاثية، ويدعم المساعي الإسرائيلية لتجويع سكان غزة وتهجيرهم قسرًا.
حملة إعلانات ممنهجة
رصد قرّاء صحيفة الإندبندنت البريطانية إعلانات غريبة أثناء قراءتهم لموضوعات لا علاقة لها بغزة، مثل مقال عن مسلسل “لوست”. وتعرض هذه الإعلانات صورًا مفبركة لشخص يظهر مرة بوصفه مقاتلًا من حماس -علمًا أن الدعاية الإسرائيلية معروفة بتزييف هذه الشخصيات- ثم يظهر في صورة أخرى مرتديًا عصابة رأس تحمل اختصار “أونروا”، وهي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين التي تحاول إسرائيل منذ زمن النيل من مصداقيتها.
ويتبع هذه الصور سؤال استفزازي: “رواتب للإرهابيين أم مساعدات إنسانية؟” مع دعوة القرّاء للضغط على رابط “اعرف المزيد”.
يقود الرابط إلى موقع رسمي تابع للحكومة الإسرائيلية يزعم كشفه “تحيزًا” في الأمم المتحدة، محاولًا ربط الأونروا بهجمات الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.
لكن الحقائق مختلفة تمامًا، إذ خلص تحقيق الأمم المتحدة في مزاعم إسرائيل التي دفعت دولًا غربية لوقف تمويل الأونروا -وهي الوكالة الرئيسة المسؤولة عن إطعام الفلسطينيين في غزة المحاصرة- إلى فصل تسعة موظفين فقط من أصل 13 ألف موظف في المنظمة، مع تبرئة عشرة آخرين ممن اتهمتهم إسرائيل. ورغم عدم وجود أدلة تدعم الاتهامات ضد التسعة المفصولين، قررت الأونروا إنهاء خدماتهم “لمصلحة المنظمة”.
استهداف متواصل للأونروا
لم تتوقف إسرائيل عن محاولات تشويه سمعة الأونروا، فقد استهدفت بالقصف مدارسها ومستودعاتها ومكاتبها مرارًا، وأصدرت مؤخرًا قانونًا يمنع عملها في الأراضي المحتلة. وكشفت تقارير عن إنفاق الحكومة الإسرائيلية مبالغ ضخمة على إعلانات جوجل لترويج روايتها المعادية للأونروا، وما يزال هذا الأمر مستمرًّا حتى اليوم، ويتصدر موقعها الدعائي نتائج البحث.
إن حظر إسرائيل للأونروا ومنعها لوصول الغذاء إلى مناطق قطاع غزة، وضع أكثر من مليوني فلسطيني في مواجهة خطر الموت جوعًا ومرضًا، وبخاصة في شمال القطاع الذي عزله الجيش الإسرائيلي بالكامل. ورغم هذا الوضع الكارثي، تواصل إسرائيل هجومها على الأونروا عبر هذه الإعلانات، بتواطؤ من وسائل الإعلام البريطانية المؤثرة.
المصدر: The Skwawkbox
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇