إطلاق شبكة تنسيقية للمدارس العربية في بريطانيا والدعوة للتفاعل معها

أجمع المشاركون في ندوة منصة العرب في بريطانيا الشهرية، والتي أقيمت مساء السبت 26 أبريل 2025 في قاعة P21 Gallery وسط لندن، على أهمية المدارس العربية التكميلية في بريطانيا، والدور الحيوي الذي تؤديه في الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية لأبناء الجاليات العربية، رغم ما قد يعتري تجربتها من ملاحظات. وشددوا على أن مسؤولية النهوض بها مسؤولية مجتمعية شاملة، لا تقع على عاتق إدارات المدارس وحدها.
إذ شارك في النقاش كل من: الدكتور أحمد البغدادي، والدكتور محمد البدري، والمربي كامل كزبر، والتربوية يمنى حواري الحلاق، وأداره الإعلامي أحمد زين.
وشهدت الندوة تبنيًا لمبادرة أطلقها المربي كامل كزبر، تدعو إلى تأسيس شبكة تنسيقية تجمع القائمين على المدارس العربية في بريطانيا، بهدف تبادل الخبرات وتوحيد الجهود وتنسيق المبادرات، بما يسهم في تطوير الأداء وتحقيق الاستدامة لهذه التجربة التربوية الهامة. وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا من المشاركين، وسط دعوات بتفعيلها في أقرب وقت وتوسيع نطاق التفاعل معها.
فإذا كنت من القائمين على المدارس العربية التكميلية في بريطانيا وترغب بالانضمام للشبكة التنسيقية يرجى الضغط على الرابط هنا وتعبئة النموذج المرفق.
البغدادي: مدارسنا جزء من الهوية والتنشئة المتوازنة
استعرض الدكتور أحمد البغدادي بدايات المدارس العربية التكميلية في بريطانيا، التي انطلقت عام 1976 عبر الجمعية الخيرية العربية، وتلتها مدرسة المنتدى العربي عام 1979، ثم مدرسة رابطة الشباب المسلم عام 1982، مؤكدًا أن عدد المدارس التكميلية في بريطانيا – العربية وغير العربية – بلغ نحو 5 آلاف مدرسة نهاية الأسبوع.
وركّز البغدادي على الفوائد الجمّة لهذه المدارس، من تعزيز الانتماء والهوية إلى ترسيخ قيم التسامح والانفتاح، فضلًا عن دعم الطلاب لغويًا وتأهيلهم لمستقبل أفضل. وختم بالقول: “واجبنا أن نثمّن دور المدرسة العربية ونسهم في تطويرها وتقييمها بشكل دوري لتقويم مسارها”.
وذكر البغدادي أن تحدي المدارس العربية شبيه بتحدي القضية الفلسطينية، إذ يعرف الجميع عنها، ولكنهم لا يحسمون حلها كما نأمل، داعيًا إلى عدم تحميل المدرسة التكميلية أكثر من طاقتها، ومطالبًا بوجود نظام أوفستيد خاص بها.
البدري: من الغربة اللغوية إلى قمة العطاء
أما الدكتور محمد البدري، فرأى في عقد الندوة دلالة على وصول التجربة إلى نضج يستحق الاحتفاء، بعد أن كانت قبل عقود تعاني من عزلة وغربة. وأوضح أن اهتمامه الشخصي باللغة العربية نابع من معاناته كولي أمر، رغم أنه طبيب تخدير، إلا أن “واجب الوقت” – كما سماه – دفعه للتطوع في هذا المجال، وبدأ تجربته من المسجد.
وفرّق البدري بين نموذج “القاعدة البغدادية” الذي يعلّم قراءة القرآن بلا فهم، والنموذج التكاملي للمدارس التكميلية الذي يركز على الفهم والقراءة والمحادثة والكتابة، معترفًا بصعوبة التوفيق بين متطلبات العمل والجهد التطوعي.
كزبر: لا تطالبوا بالمستحيل… بل وفّروا بيئة جاذبة
شدد المربي كامل كزبر على أن اللغة هي المدخل الأساسي للهوية، محذرًا من مطالبات غير واقعية تسعى لأن تضاهي مدارس نهاية الأسبوع المدارس النظامية الممتدة لأيام.
وأكد أن التحدي الأكبر يتمثل في جذب الطلاب طوعًا للمدرسة التكميلية، رغم تذمرهم من “سرقة عطلتهم”، على حد تعبيره. وأضاف: “علينا أن ندرك أن المدرسة الرسمية منافس قوي، ويجب أن نسعى لتقديم بيئة تعليمية آمنة ومريحة وجميلة، بعيدًا عن الأجواء الكئيبة، مع كادر كفء ومؤهل”.
واستشهد بمقولة الفيلسوف التربوي جون ديوي: “إذا علمنا أبناءنا كما تعلمنا، نكون قد سرقنا منهم مستقبلهم”، مشيرًا إلى أهمية مواكبة العصر عبر استخدام الوسائل التقنية، والألعاب التعليمية، والتطبيقات التفاعلية.
حواري الحلاق: المجتمع المحلي هو الأساس
من جهتها، ركزت التربوية يمنى حواري الحلاق على أهمية دور أولياء الأمور والمجتمع المحلي في دعم المدارس العربية، مشيرة إلى أن أبناء الجاليات العربية – رغم اختلاف بلدانهم – يجمعهم الحرص على لغتهم الأم وهويتهم الثقافية.
ودعت الحلاق إلى البحث عن أقرب مدرسة عربية ودعمها معنويًا وماديًا، وإرسال الأبناء إليها لتوفير بيئة لغوية وثقافية مشتركة. وأضافت: “إذا علمنا أبناءنا كما تعلمنا، نكون قد سرقنا منهم مستقبلهم”.
وانتقدت الحلاق التذبذب في التزام بعض الأهالي، ممن يُدخلون أبناءهم المدرسة ويخرجونهم لأتفه الأسباب، مما يؤثر سلبًا على استقرار البيئة التعليمية، مؤكدة أن نتائج هذه التجارب تحتاج إلى صبر ونَفَس طويل.
إدارة لافتة وحوار ثري
أدار الإعلامي أحمد زين الجلسة برشاقة لافتة، جمع فيها بين إدارة الوقت وتوجيه النقاش وطرح الأسئلة العميقة التي استخرجت من المتحدثين قصصًا وتجارب مؤثرة، مع إتاحة المجال لتفاعل ثري مع الحضور.
إذا كنت من القائمين على المدارس العربية التكميلية في بريطانيا وترغب بالانضمام للشبكة التنسيقية يرجى الضغط على الرابط هنا.
ندوة مايو: العرب وسوريا الجديدة
واختُتمت الندوة بدعوة من رئيس المنصة، الإعلامي عدنان حميدان، الذي رحّب بالحضور في مستهل الفعالية، وحثّ الجمهور العربي على التفاعل مع الاستطلاع الذي أطلقته المنصة بشأن تأسيس إذاعة عربية في لندن، والذي تجدونه عبر الرابط هنا.
يُذكر أن الندوة المقبلة لمنصة العرب في بريطانيا، والمقررة في شهر مايو 2025، ستحمل عنوان: “السوريون والعرب في المهجر… ودورهم في بناء سوريا الجديدة”.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
لابد من ايجاد السبل الكفيلة لجذب الطلبه لهذه المدارس والحوافز الاكثر فعاليه والتي تتناسب
اعمارهم ،،،وكونها لغة القران الكريم بالاهتمام بهذا الخصوص غير كاف لان الجاليه لا تقتصر على الاسلاميين وبالتأكيد تضم العلماني وغير المسلم
مع كل التقدير والاحترام للعاملين في هذا المجال ،