هيئة الإذاعة الإيرلندية تطالب بمناقشة مشاركة إسرائيل في “يوروفيجن”

طالبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرلندية العامة (RTÉ) اتحاد البث الأوروبي (EBU) بفتح نقاش عاجل بشأن استمرار مشاركة إسرائيل في مسابقة “يوروفيجن” الغنائية، وذلك بعد توقيع 72 فنانًا سابقًا في المسابقة على رسالة تطالب باستبعاد هيئة البث الإسرائيلية “كان”، على خلفية ما وصفوه بـ”تواطؤها في جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة”.
وجاءت دعوة RTÉ بعد أيام من تصاعد الحملة المناهضة لمشاركة إسرائيل في النسخة المقبلة من المسابقة التي ستُعقد في مدينة بازل السويسرية ما بين 13 و17 مايو، في ظل اتهامات متزايدة باستخدام الفعالية الموسيقية “كأداة لتبييض الجرائم ضد الإنسانية”.
وقال المدير العام لهيئة RTÉ، كيفن باكهيرست، في بيان صدر الأربعاء، إنه “مروّع من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، ومن التأثير الكارثي على المدنيين في غزة، وكذلك من مصير الرهائن الإسرائيليين”. وأوضح أنه دعا لهذا النقاش “انطلاقًا من ضرورة الحفاظ على موضوعية RTÉ في تغطية الحرب في غزة”، وكذلك في ظل ما وصفه بـ”الضغوط السياسية المكثفة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على هيئة البث العامة كان”.
اتهامات لـ”كان” بتبييض الانتهاكات الإسرائيلية
تأتي هذه الدعوة في سياق أوسع من الاعتراضات على مشاركة إسرائيل في “يوروفيجن”، إذ وجّه 72 فنانًا ومؤديًا ومؤلفًا من المشاركين السابقين في المسابقة رسالة مفتوحة إلى اتحاد البث الأوروبي، دعوا فيها إلى استبعاد “كان”، متهمين إياها بـ”التواطؤ في الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، وبالانخراط في نظام فصل عنصري واحتلال عسكري طويل الأمد ضد الشعب الفلسطيني بأسره”.
ووثّقت الرسالة ممارسات لصحفيين في “كان” جرى اتهامهم بالترويج للعمل العسكري الإسرائيلي أو التفاخر بتدمير غزة، ما اعتُبر دليلًا على ضلوع الهيئة في الترويج للسياسات الحربية.
وأكّد الفنانون أن مشاركة “كان” في المسابقة “تسمح باستخدام الموسيقى كغطاء لغسل صورة الجرائم ضد الإنسانية”، واعتبروا ذلك “ازدواجية في المعايير”، خاصة في ظل استمرار حظر روسيا من المشاركة في المسابقة منذ عام 2022 بسبب غزوها لأوكرانيا.
تحذيرات أوروبية من التوسع العسكري في غزة
تزامنًا مع الحملة الفنية، أصدرت ست دول أوروبية، هي إيرلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن “قلق بالغ” حيال التقارير التي تفيد بنية إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، والتحضير لإقامة وجود عسكري طويل الأمد داخل القطاع.
ويشارك في المسابقة هذا العام المغني الإسرائيلي يوآف رافائيل، البالغ من العمر 24 عامًا، والذي نجا من هجوم حركة حماس على مهرجان نوفا الموسيقي قرب حدود غزة في 7 أكتوبر 2023، وهو الهجوم الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص في إسرائيل، وتسبّب في شنّ عدوان واسع على غزة خلّف حتى الآن أكثر من 52 ألف قتيل، غالبيتهم من المدنيين.
“المسابقة ليست بمنأى عن العالم”
في ردّه على تصاعد الجدل، قال اتحاد البث الأوروبي إن “أحدًا من أعضائه لم يعلن رسميًا معارضته لمشاركة إسرائيل”، مضيفًا في بيان لاحق: “ندرك تمامًا المخاوف والمواقف القوية المرتبطة بالنزاع في الشرق الأوسط. اتحاد البث الأوروبي ليس بمنأى عن الأحداث العالمية، لكننا نعمل مع أعضائنا للحفاظ على المسابقة كفعالية عالمية شاملة تروّج للتواصل والتنوع من خلال الموسيقى”.
واختتم البيان بالقول: “نطمح لأن يبقى يوروفيجن حدثًا إيجابيًا وشاملًا، يعكس العالم كما يمكن أن يكون، لا كما هو عليه الآن”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇