إسرائيل تهدد باعتراض سفينة “أسطول الحرية” المتجهة إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي
أعلنت إسرائيل أنها “مستعدة لاتخاذ إجراءات” ضد سفينة تحمل نشطاء، من بينهم الناشطة السويدية البارزة في مجال المناخ غريتا ثونبرغ، أثناء توجههم إلى قطاع غزة في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ عدة أشهر.
وأبحرت السفينة، التي تحمل اسم “مادلين”، من أحد الموانئ الإيطالية يوم الأحد، وعلى متنها 12 ناشطًا من تحالف “أسطول الحرية”، بالإضافة إلى كمية “رمزية” من المساعدات.
تهديد إسرائيلي ورسائل مبطّنة
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي دفْرين، إن إسرائيل “مستعدة لهذا الحدث أيضًا”، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية اكتسبت خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات في السنوات الأخيرة وستتصرف بناءً على ذلك.
ولم يقدم دفْرين تفاصيل إضافية، إلا أن تصريحه فُسّر على أنه إشارة إلى عمليات سابقة نفذها الجيش الإسرائيلي ضد سفن أسطول الحرية، لا سيما حادثة عام 2010 التي اقتحمت فيها القوات الخاصة الإسرائيلية سفينة تقل نشطاء أتراك وقتلت تسعة منهم.
سجل من الاستهداف والتعطيل
وفي مايو الماضي، اتهم منظمو “أسطول الحرية” إسرائيل باستخدام طائرة مسيّرة لاستهداف إحدى سفنهم، وهي مزاعم لم تعلق عليها السلطات الإسرائيلية حتى الآن.
ورغم قناعتهم بعدم قدرتهم على الوصول إلى غزة، أصر النشطاء على مواصلة رحلتهم في البحر المتوسط، حيث تُظهر بيانات التتبع أن السفينة “مادلين” تبحر حاليًا إلى الغرب من جزيرة كريت اليونانية.
رسالة إنسانية وتنديد بالحصار
قالت الناشطة غريتا ثونبرغ (22 عامًا) قبل انطلاق الرحلة:
“نحن نفعل هذا لأنه بغضّ النظر عن الصعاب التي نواجهها، يجب أن نستمر في المحاولة، لأن اللحظة التي نتوقف فيها عن المحاولة هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا”.
ويصف منظمو الرحلة من “ائتلاف أسطول الحرية” تحركهم بأنه “عمل مباشر غير عنيف” يهدف إلى “مواجهة الحصار غير القانوني المفروض على غزة وجرائم الحرب المتصاعدة من قبل إسرائيل”.
ضغط دولي متزايد على إسرائيل
يتزامن تحرك النشطاء مع ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لتخفيف الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة منذ مارس الماضي، بعد فشل مفاوضات التهدئة مع حركة حماس.
وقد أعلنت كل من بريطانيا وكندا وفرنسا نيتها فرض عقوبات على إسرائيل في حال استمرار العملية العسكرية الجديدة، فيما علقت بريطانيا مفاوضاتها التجارية مع تل أبيب.
انهيار جهود إيصال المساعدات
توقفت عمليات الإغاثة التي كانت تشرف عليها مجموعة إنسانية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، وذلك بعد استشهاد عشرات الفلسطينيين بالقرب من مركز توزيع مساعدات.
وأعلنت الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية مقاطعتها لهذه المؤسسة، التي تعتمد على متعاقدين مسلحين في توزيع المساعدات، وقد شهدت المؤسسة انتكاسات متعددة شملت استقالة اثنين من مديريها التنفيذيين.
وقال متحدث باسم المؤسسة:
“أولويتنا القصوى تظل ضمان سلامة وكرامة المدنيين الذين يتلقون المساعدات”.
رأي منصة العرب في بريطانيا AUK
إن منصة العرب في بريطانيا (AUK) تؤكد أن حرية التعبير والعمل السلمي من أجل القضايا الإنسانية حق مكفول لكل الشعوب.
كما ترى المنصة أن أي اعتراض عسكري على تحرك مدني غير مسلح يُعد سابقة خطيرة ويجب أن يُقابل بتنديد دولي، خصوصًا عندما تكون تلك التحركات رمزية وتستهدف كشف واقع الحصار وتأثيراته الكارثية على السكان المدنيين.
وتدعو AUK المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد والفعّال لحماية المبادرات الإنسانية، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، بعيدًا عن الحسابات السياسية والعسكرية.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
24°C
