إسرائيل تمنع وزير الخارجية البريطاني من زيارة قرية فلسطينية!
منعت السلطات الإسرائيلية وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، من زيارة قرية فلسطينية هُجِّر سكانها بعد سنوات من عنف المستوطنين الإسرائيليين، وفقًا لموقع “ميدل إيست آي”.
وكان كليفرلي يعتزم زيارة قرية عين سامية في الضفة الغربية خلال رحلته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في سبتمبر، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت الطلب، ومنعت أيضًا وزير خارجية النرويج أنيكين هويتفيلدت ووزير خارجية أيرلندا ميشيل من الزيارة.
وبهذا الشأن قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية: اتخذنا القرار بالتشاور مع الجهات الأمنية. وأضاف: “طلبوا زيارة مناطق محددة، وأرى أن ذلك سيؤدي إلى التصعيد”.
وعندما سُئل عما يعنيه بالتصعيد، أجاب المتحدث بـ”العنف”.
القيود الإسرائيلية تمنع وزير الخارجية البريطاني من زيارة قرية عين سامية الفلسطينية
لم يُشِر وزير الخارجية البريطاني بعد عودته إلى المملكة المتحدة، إلى القيود التي فرضتها عليه السلطات الإسرائيلية، مع أن الحكومة البريطانية قدمت دعمًا ماليًّا للضفة الغربية، ويشمل ذلك بناء مدرسة ابتدائية في قرية عين سامية.
وقد دُمِّرت المدرسة في منتصف أغسطس/آب، بعد وقت قصير من تهجير أكثر من 170 من سكان عين سامية في أعقاب هجمات المستوطنين المتزايدة.
ويسكنون حاليًّا في جميع أنحاء الضفة الغربية، ويقيم العديد منهم في منطقة جبلية مفتوحة بالقرب من رام الله.
وعند نزوحهم، قالت إيفون هيلي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: إن “الأسر لم تغادر بمحض إرادتها؛ فقد عمدت السلطات الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا إلى هدم المنازل وغيرها من المباني التي تملكها، وهددتها بذلك”.
“إننا نشهد العواقب المأساوية للممارسات الإسرائيلية الطويلة الأمد وعنف المستوطنين”.
إسرائيل تمنع زيارة وزراء أجانب إلى المناطق المتضررة.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 650 ألفًا و700 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في مئات المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية، التي تحتلها إسرائيل عسكريًّا منذ عام 1967.
ومعظم المستوطنين مسلحون، ويعاني الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية من مئات الهجمات التي ينفِّذها المستوطنون الإسرائيليون كل عام، ويشمل ذلك: الضرب والطعن وإطلاق النار والحرق العمد.
وبعد أن منعت إسرائيل كليفرلي من زيارة قرية عين سامية، كشف موقع ميدل إيست آي أن وزير الخارجية دعا ممثلين عن القرية المنكوبة إلى رام الله.
وبهذا الخصوص قال أبو ناجح كعبني، الذي كان من المدعوين: إنه تحدث مع كليفرلي عن “إخلاء القرية وتدميرها وتزايد عنف المستوطنين”.
وأضاف في حديثه لموقع “ميدل إيست آي” يوم الثلاثاء: إنه لا يرى أي فائدة حقيقية في اجتماعه مع المبعوث البريطاني.
وقال متأسفًا: “لا أعرف إن كان سيفعل شيئًا من أجلنا”.
في حين قال حازم، وهو من سكان قرية عين سامية: إن القيود المفروضة على كليفرلي لم تكن مفاجئة، وإن السلطات الإسرائيلية منعت باستمرار المسؤولين الأجانب من زيارة عين سامية.
“في يناير وفبراير، قَدِم إلينا بعض الوفود الرسمية الدولية، معظمها سفراء جاءوا إلى المدرسة. ولكن بعد ذلك بدأ الجيش الإسرائيلي بمنع أي وفد رسمي يأتي من الخارج”.
يُذكَر أن كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني (CABU)، انتقد كليفرلي؛ لعدم إفصاحه عن القيود التي فُرِضت عليه، ولإخفاق المملكة المتحدة في محاسبة إسرائيل.
وقال: “مرة أخرى، تُظهِر السلطات الإسرائيلية ازدراء كبيرًا لتلك الدول التي تدّعي أنها صديقة لها. ولكن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هؤلاء الأصدقاء، ولا سيما بريطانيا، يرفضون محاسبة إسرائيل!”.
وأضاف: “كان يجب أن تتحدث بذكاء. إن التزام الصمت أمام هذا الظلم أمر لا يُغتفَر!”.
وفي الوقت نفسه، وصفت ساريت ميخائيلي، رئيسة المناصرة الدولية لمجموعة حقوق الإنسان الإسرائيلية من منظمة “بتسيلم” الرواية الأمنية بأنها “كاذبة”.
وقالت ميخائيلي لموقع “ميدل إيست آي”: “لقد كنت هناك بالفعل يوم السبت الماضي، وقد وصلنا إلى هناك بسهولة، وهي ليست مشكلة. ثمة خيارات كثيرة لضمان حماية قدرة الأجانب على زيارة هذه الأماكن”.
وأضافت: “من الواضح أن المسؤولية تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية، ولكن هناك أيضًا مسؤولية جزئية على عاتق المجتمع الدولي الذي يُذعِن ويقبل هذه السياسة، ولا يتخذ إجراءات حازمة للمطالبة بالتغيير”.
الرابط المختصر هنا ⬇