إسرائيل تصعّد عدوانها على غزة: أكثر من 100 شهيد في هجمات دموية جديدة
صعّدت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة بشنّ سلسلة من الغارات الجوية العنيفة أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ بداية الحرب. ويأتي هذا التصعيد في إطار ما وصفته قوات الاحتلال بتوسيع العمليات العسكرية للضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن، ضمن ما يُعرف بـ”عملية مركبات جدعون”.
وأعلنت قوات الاحتلال، في بيان مساء الجمعة، أنها نفّذت “هجمات مكثفة” وسيطرت على مواقع استراتيجية في أنحاء متفرقة من القطاع، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تأتي ضمن خطة لتوسيع الحملة البرية والجوية وتحقيق “أهداف الحرب” التي تدخل شهرها الثامن عشر.
عشرات الغارات ومئات الشهداء والجرحى

بحسب وزارة الصحة في غزة، أسفرت الهجمات الإسرائيلية خلال الساعات الـ72 الماضية عن استشهاد ما بين 250 إلى 300 فلسطيني، في حين تم نقل عشرات الجثامين إلى مستشفيات شمال ووسط وجنوب القطاع، أبرزها مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا ومستشفى ناصر في خان يونس.
وشهدت جباليا شمال غزة واحدة من أكثر المجازر دموية، حيث عُثر على جثث عشرة شهداء تحت الأنقاض. وقالت أم محمد التتري، إحدى الناجيات، إن القصف استهدف منازل مدنية أثناء نوم سكانها، مضيفة: “كنا نائمين وفجأة انفجر كل شيء حولنا… بدأ الجميع يركضون… كان هناك دم في كل مكان، وأشلاء وجثث”.
أزمة إنسانية خانقة وتحذيرات أممية
في ظل الحصار المستمر منذ أكثر من عشرة أسابيع، حذّرت منظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة. وقال توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن المنظمة تملك خطة جاهزة لإدخال أكثر من 160 ألف طرد إغاثي فور فتح المعابر ورفع الحصار غير الإنساني عن غزة، مضيفًا: “لدينا فرق العمل، وشبكات التوزيع، وثقة المجتمع المحلي، لكننا بحاجة إلى وصول فوري وآمن”.
وتأتي هذه التحذيرات وسط تضارب في المواقف الدولية، إذ دعمت الإدارة الأمريكية خطة إسرائيلية مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات عبر مراكز خاصة داخل غزة، بإشراف شركات خاصة وحماية من الجيش الإسرائيلي. وقد وصفت منظمات إنسانية هذه الخطة بأنها “غير قابلة للتنفيذ، وخطيرة، وقد تؤدي إلى تهجير جماعي قسري”.
ترامب يتحدث عن “منطقة حرة” في غزة
في سياق سياسي متزامن، أنهى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جولة إقليمية شملت السعودية وقطر والإمارات دون زيارة الاحتلال الإسرائيلي. وقال ترامب أن بلاده “ستتعامل مع الوضع” في غزة، كما جدد طرح فكرة تحويل غزة إلى “منطقة حرة” تحت إدارة أمريكية تُعيد إعمارها كمركز تجاري وترفيهي فاخر.
إسرائيل تسعى للسيطرة على مناطق في غزة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية الجديدة تتضمّن نشر عشرات آلاف من جنود الاحتياط، والاحتفاظ بالمناطق التي تتم السيطرة عليها، ما ينذر بموجة تهجير جديدة. كما صرّح عدد من الوزراء الإسرائيليين بنيّتهم “احتلال غزة”.
رهائن ومفاوضات متعثرة
لا تزال حركة حماس تحتجز 57 رهينة من أصل نحو 250 أُسروا خلال عملية السابع من أكتوبر. وقد أفرجت مؤخرًا عن إدن ألكسندر، آخر رهينة أمريكي على قيد الحياة، بعد وساطة مباشرة مع إدارة ترامب، ما أثار توترًا بين تل أبيب وواشنطن.
وطالبت حماس الولايات المتحدة بممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، في ظل تقارير تشير إلى أن أقل من نصف الرهائن ما زالوا على قيد الحياة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇