يُحيي أحد الفنانين السوريين في المملكة المتحدة عرضًا فنيًّا دوليًّا متنوعًا في المملكة المتحدة؛ إحياءً لذكرى الحرب السورية وبمناسبة أسبوع اللاجئين.
وكشف الفنان السوري عصام كرباج عن فيلمه (Imploded, Burnt, Turned to Ash) في مسرح هوارد بمدينة كامبريدج البريطانية عبر بث مباشر في شهر آذار/مارس من العام الماضي بمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة السورية.
يصور الفيلم الفنان عصام كرباج خلال رسمه بعض اللوحات الفنية التي سرعان ما يخربها الفنان بعد رسمه لها! ويستمر الفيلم مدة 36 دقيقة و8 ثوانٍ.
ويرافق الفيلم موسيقى تصويرية من ألحان ريتشارد كاوستوم، ومغنية السوبرانو جيسيكا سمرز، وسيُعرَض الفيلم في المملكة المتحدة والإمارات والكويت وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية.
ويُبرز الفيلم مشاهد للفنان وهو يرسم معصوب العينين على قماش أبيض باستخدام الفحم إشادةً وتكريمًا للمحتجين الذين كانوا يكتبون على الجدران عبارات مناهضة للسلطة السورية عند اندلاع الاحتجاجات قبل 11 عامًا.
أعمال فنان سوري تحضر في مسرح هوارد بمدينة كامبريدج البريطانية
If you missed my Imploded, burnt, turned to ash drawing &sound performance with @rcauston & @JessicaSoprano
in collaboration with @kettlesyard @HeongGallery
& @FitzMuseum_UK at @downingcollege Howard Theatre to mark the ongoing #Syria10 on 15.03.2021— issamkourbaj (@ikourbaj) March 17, 2021
وبعد انتهاء الفنان من الرسم يمزق الأوراق التي رسم عليها، ويحرقها في برميل بعد أن يشعل النار فيها! في إشارة إلى القمع الذي تعرض له المحتجون في سوريا؛ فقد أُسكِتت أصواتهم بوحشية.
وتزامن إعلان فيلم (Impolded, Burnt, Turned to Ash) مع عرض لـ 335 منحوتة من الصابون الحلبي في أحد المتاحف بمدينة كامبريدج، وأُطلِق على المعرض اسم (Don’t Wash Your Hands).
وتبقى سوريا حاضرة في ضمير الفنان عصام كرباج الذي ألف قصيدة لبلاده، وقال كرباج لصحيفة ذا ناشيونال: “إن مآسي الحروب واللاجئين أصبحت حاضرة في الوجدان العالمي أكثر من أي وقت مضى”.
يشير كرباج إلى أن أزمة اللاجئين لا تقتصر على سوريا فقط؛ فالأمر نفسه يحدث في أوكرانيا، وقال: “من سوء الحظ أن البشر لا يتعلمون من أخطائهم. لقد أردت تسليط الضوء على القسوة وتدمير المدن، وكيف يُجبَر الناس على مغادرة منازلهم من أجل البقاء على قيد الحياة، وهو أمر قد يتعرض له أي شخص”. (Tramadol 100mg)
هذا وقُتِل ما لا يقل عن 500.000 شخص خلال الحرب السورية والمعارك التي دارت بين قوات الحكومة السورية والفصائل المناهضة لها، وانخرط العديد من الجيوش والقوات الأجنبية في الحرب السورية.
وتسبب الصراع في سوريا في إحدى أزمات اللجوء الأشد نكبة في التاريخ المعاصر؛ فقد فرَّ أكثر 13 مليون شخص من بلادهم، ونزح بعضهم إلى أماكن أخرى ضمن بلدهم.
وصل الفنان عصام كرباج إلى المملكة المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي لمتابعة دراسة الفن، ولم يكن لاجئًا، لكنه تعاطف مع أولئك الذين نُفوا من بلده لأسباب سياسية.
متاحف بريطانيا تحتفظ ببعض التصاميم من أعمال فنان سوري
وعرض المتحف البريطاني مجموعة مؤلفة من 12 منحوتة على شكل قوارب صمَّمها الفنان كرباج، ووضعها المتحف ضمن قائمة أفضل 100 عمل فني عالمي عام 2020.
وسيُعرَض فيلم الفنان عصام كرباج في المملكة المتحدة احتفالًا بأسبوع اللاجئين من 20 إلى 26 حزيران/يونيو في بعض دول الشرق الأوسط، ويمكن مشاهدته كذلك عبر الإنترنت.
أُنتِج الفيلم بالتعاون مع متحف (Kettle’s Yard) الفني، ومعرض (The Heong Gallery)، ومتحف (Fitzwilliam). وقال القائمون على الفيلم: إن اللقطات السريعة والمتتالية تصور الشتات الذي يعاني منه السوريون حين أُجبِروا على مغادرة منازلهم ومدنهم المدمرة.
وسيُحفَظ الرماد الناتج عن إحراق الأوراق في الفيلم ضمن زجاجات ستوضع في بعض الأماكن المعروفة في بريطانيا مثل كنيسة (St James’s Piccadilly) في لندن، وكنيسة (Great St Mary’s) في كامبريدج؛ وذلك في إشارة إلى الآثار المدمرة للحرب.
انتقل كرباج إلى سان بطرسبرج لدراسة الهندسة المعمارية قادمًا من جامعة دمشق، ثم أكمل تحصيله في مدرسة ويمبلدون للفنون في جنوب لندن حيث بدأ بتطبيق تصاميمه الفنية على المسرح.
هذا ويعيش كرباج في كامبريدج منذ عام 1990 حيث يُنظِّم معارضَ فنية برفقة مجموعة من أفضل الفنانين، ويعمل محاضرًا في الفنون في جامعة (Christ’s College Cambridge).
اقرأ أيضاً :
فنانة تكرس حياتها لمساعدة اللاجئين في بريطانيا